كلمة النائب البرايسة في مناقشة الموازنة

المدينة نيوز- أكد النائب محمد راشد البرايسه، على الحكومة الحالية "أفلست"، وباتت منتهية الصلاحية، وأثبتت أنها ضعيفة، ولن تجدي معها، أي عملية "ترميم".. فالمشكلة ليست في استبدال، أو إدخال مجموعة وزراء، ولكن في غياب الرؤية، والقدرة على إدارة البلاد.
وأشار البرايسه في خطابه خلال مناقشة قانون الموازنة العامة للدولة للعام 2013، أن إقرار القانون يعني المشاركة في "ذبح المواطن" معلناً رفضه المشاركة في هذه "المذبحة"، حسب وصفه، وتالياً النصّ الكامل لخطاب البرايسه:
بسم الله الرحمن الرحيم
"رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَات".. صدق الله العظيم
معالي الرئيس
الأخوات والأخوة
في نيسان ناقشنا بيان الحكومة، وها نحن في حزيران، نناقش القانون المؤقت للموازنة العامة للدولة لعام 2013، الذي شارف على الإنتهاء أصلاً.
وما بين نيسان وحزيران، لم يتبدل الحال، ويبدو أن الحكومة، مصرة على جلد الأردنيين بالخيزران..!!.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير
الزملاء والزميلات
والله،، أني إحترتُ كيف أناقش هذا القانون المطروح أمامنا للتصويت عليه!!
مَن أناقش ومَن يسمع؟!
موازنة تعاني من عجز حد الشلل، كما هو حال الحكومة!! التي نجزم أنها أفلست، وباتت منتهية الصلاحية، حكومةٌ استسهلت، حد الطمع والجشع، بأن تتجه إلى أضعف الحلقات.
أليس تناقضاً كبيراً أن يتحملَ المواطنَ كُلفة سد عجز الموازنة، وكُلفة ارتفاع الأسعار؟!.
معالي الرئيس
تتذرعُ الحكومةُ، أنها مُجبرة على رفعِ أسعار الكهرباء... ولاحقاً، رفع الدعم عن الخبزِ، لسد عجز الموازنة، التي لم تعد تتحمل نفقات دعم الأردنيين!!.. وهي وحجج مللنا سماعها.
ونقول: لنا علاقات أخوة تربطنا مع أشقائنا في دول الخليج العربي، الذين لم يبخلوا يوماً، ولن يبخلوا في دعمنا، خاصة وإننا وإياهم نشترك في وحدة الدم والمصير.
وللأسف، فإن الحكومة الحالية، أغفلت هذا الجانب، ولا أدري ما هي الأسباب؟!.. ولعل عند دولة الرئيس أجوبة وإيضاحات، نرجو بيانها.
الأخوات والأخوة
إن السؤالَ المطروحُ، بدواعي القهرِ: مَن الأقدر على التحمل.. المواطن أم الدولة؟!.. للأسف.. إن الواقعَ المرير، يثبتُ أن العمليةَ إنقلبت رأساً على عقب!!.
معالي الرئيس
هذه مقتطفات، من كلمة للشهيد وصفي التل، رحمه الله، عندما كان عيناً في مجلس الأعيان في العام 1969، يناقش فيها الموازنة العامة.. حيث يقول: "على ماذا نصوّت؟ على سياسة الإبداع في تخريب هذا البلد
والإبداع بالسير به نحو الهاوية، على الحكومة ألا تُفسر الانضباطية التي يتحلى بها هذا البلد، على أنها خوف أو جهل، أو عدم معرفة.. وإن مَراد هذه الانضباطية، التي هي مِن شيم البلد، هو تقديراً مِن كل مواطن لدقة الظرف وحرج الأحوال.. لقد أوصلت هذه الحكومة، الأمور في هذا البلد الطيب، إلى درجة مِن الفوضى والهوان، حداً لا يصح السكوت عليه، ولا مكان لتلون وجوه.. الميدان فقط للصابرين الصادقين"
الزميلات والزملاء
يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، وهنا نقول: لا يبدو في الأفق أي أمل، لقد أخفقت هذه الحكومة، في تحقيق أي تقدم، وأثبتت أنها ضعيفة، ولن تجدي معها، أي عملية "ترميم".. فالمشكلة ليست في استبدال، أو إدخال مجموعة وزراء، ولكن في غياب الرؤية، والقدرة على إدارة البلاد، ولا يشفع لاستمرارها أي تعديل، فالبلاد على حافة أزمة اقتصادية خطيرة، وكل يوم يضيع، مع بقاء هذه الحكومة، يُعجل بالكارثة.
معالي الرئيس
لقد آن الأوان لوقف تحميل المواطن، ما لا يمكن تحمله.. لذا، فإننا بحاجة الى شخصية قادرة على لم الشمل، وإنهاء حالة الانقسام الحاد التي تسود الشارع، وقادرةُ على الخروجِ بالبلادِ من الأزمةِ الاقتصاديةِ الحالية.
اخواني واخواتي
على ماذا نصوت؟!.. على قانونٍ عنوانه العريض "ذبحُ المواطن هو الحلُ السريع؟!".. هل نشارك في هذه المجزرة البشعة؟!
لا والله.. فبئس مصيرَ الحكومةِ، وكل الحكومات أمام مصيرَ وطنٍ ومواطن.
لذا.. أعلن عن تصويتي ضد هذا القانون
اللهم احفظ الملك وولي عهده الأمين
حمى الله الأردن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته