غوتيرس:على القادة السياسيين تجاوز الخلافات وانهاء هذه الازمة
المدينة نيوز -: قال مفوض شؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس إنه علينا ان نقف جميعا بجانب اللاجئين السوريين في هذه المأساة مع كل ما يحدث لهم من دمار، رغم ما ينتج عنها من اعباء كبيرة على دول الجوار التي تستقبلهم وخاصة الاردن التي ما زالت تفعل ذلك رغم شح مواردها.
وأضاف غوتيريس خلال مؤتمر صحفي عقد في مخيم الزعتري الخميس، ان الأزمة السورية تسببت في مأساة جيل كامل تم تعرضه للعنف والتهجير من المجتمعات المستقرة التي كان ينعم بها سابقا، مؤكدا انه على القادة السياسيين في جميع الدول تجاوز خلافاتهم بأسرع وقت للعمل من اجل انهاء هذه الازمة.
وشارك في المؤتمر الصحفي المبعوث الخاص للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين انجلينا جولي ووزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي وممثل المفوضية لدى الأردن اندرو هاربر.
وبين غوتيريس ان أزمة اللجوء السوري في دول الجوار، تحتاج الى ميزانيات كبيرة وتمويل ضخم في سبيل تقديم مختلف الخدمات للاجئين والدول المستضيفة لهم، مشيرا الى أن هذه الازمة تسببت في مشكلات اقتصادية لدول الاستضافة وخاصة الاردن.
ولفت الى ان هناك العديد من المآسي تحدث في لبنان والعراق، وان الاردن يشهد الكثير من المصاعب خاصة المشكلة الاقتصادية والذي يتمتع بشح في موارده وقطاعاته، الا ان الاردن يتأقلم مع هذه الارقام الكبيرة من اللاجئين السوريين.
وقدم غوتيريس شكره العميق للدول التي عمدت الى استقبال اللاجئين السوريين على اراضيها وخاصة الاردن الذي ما زال مستمرا في هذا الاتجاه.
من جهتها استهلت جولي حديثها لوسائل الاعلام بالتأكيد على ان هناك أكثر من 50 مليون لاجئ حول العالم، جميعهم يعانون من أحوال معيشية متردية، ولا سيما اللاجئين السوريين في جميع مناطقهم في دول الجوار السوري.
وقالت جولي إنه "علينا أن نتذكر بان الأزمة السورية هي الاشد تأثيرا على المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين الذين فروا بحثا عن الأمن والاستقرار والعيش الكريم".
وأضافت أن هناك 6ر1 مليون لاجئ سوري معظمهم من فئة الاطفال، نتيجة الأحداث السيئة التي تشهدها الأراضي السورية.
وقدمت شكرها للشعب والحكومة الأردنية اضافة لدول الجوار السوري الذين فتحوا حدودهم مع الجارة سورية لاستقبال اللاجئين السوريين على اراضيهم، مؤكدة ان ليس بمقدور هذه الدول القيام بوحدها من أجل خدمة اللاجئين السوريين على أراضيها.
ودعت جولي مجلس الأمن الى ضرورة العمل بجدية واتخاذ القرارات الحازمة من اجل وقف العنف في سورية تجنبا لمزيد من المأسي فضلا عن انهاء معاناة اللاجئين خارج سورية، مبينة ان كل 40 ثانية يعبر لاجئ سوري الى احدى دول الجوار.
ولفتت الى انها قابلت العديد من اللاجئين السوريين الذين كانوا ينتابهم الخوف والهلع من مجريات الأحداث الدامية والخطيرة في مناطقهم التي قدموا منها في بلدهم سورية، مبينة انهم شكوا لها أنهم خسروا منازلهم وعائلاتهم.
واكدت ان العناية باللاجئين اينما حلّوا، هو استثمار بهم لكي يعودوا الى اوطانهم من أجل بنائها من جديد، مشيرة الى ان ذلك يتطلب جهدا دوليا وعملا مشتركا.
واكد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث، ضرورة تقاسم الأعباء الناتجة عن تزايد أعداد النازحين السوريين إلى الأراضي الأردنية.
وقال "إننا وصلنا إلى نقطة معينة بات فيها الصراع المستمر في سورية يؤثر في الاستقرار في الاردن ومختلف دول الجوار، وعلى السلم الأهلي فيها وعلى الوضع الاجتماعي عموما، لافتا الى أنه ما زالت الحاجة كبيرة من أجل دعم اللاجئين السوريين وكذلك للمجتمعات المضيفة التي تتقاسم مع اللاجئين والنازحين السوريين مواردها المحدودة".
وأشار الى مجمل التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا ما يتصل منها بتداعيات الأزمة السورية، الى التحديات والأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين السوريين على أراضيه، والذين زاد عددهم على النصف مليون لاجئ.
وأعرب بارث عن تقديره لدور الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في العمل على تعزيز أمن واستقرار المنطقة، والخدمات الكبيرة التي يقدمها للاجئين السوريين، داعيا الجهات الدولية إلى تقديم الدعم للمملكة في هذا المجال.
--(بترا)