من يمول المنظمات المشبوهة
بعض منظمات المجتمع المدني تدعي أنها مؤسسات غير ربحية ، ويتم تمويلها من الخارج أو عن طريق السفارات . وأصبح بعض المنضوين تحت هذه المنظمات أصحاب رؤوس أموال ويمتلكون فلل وقصور وسيارات فارهة وحسابات في البنوك ويقيمون الولائم بأفخم المطاعم والفنادق ، ويعقدون المؤتمرات والندوات وورش العمل في أفخم الفنادق أيضا. وهم يستغلون مساحة الحرية والديمقراطية زاعمين حرصهم على الاصلاح ويراقبون ويتابعون مؤسسات الدولة وبعضهم يستقوي بالاجنبي ويسيء لسمعة البلد ويظهر السلبيات في تقاريره .
بعض هؤلاء ينفذون أجندات مقابل حصولهم على فتات التمويل الأجنبي ، فلديه استعداد أن يبيع البلد ب "قشرة بصل" كما يقول المثل الشعبي. فقد فتحوا دكاكين وسموها مراكز أبحاث وتطوير واصلاح ، ويستجدون الاجتماع بمسؤول اجنبي ويهرولون نحو اظهار السلبيات في بلدهم .
ان مشروع الاختراق يتخذ من المنظمات غير الحكومية الممولة أجنبيا عبر الشرائح الاجتماعية المختلفة رأس حربة لاضعاف الدولة المركزية وتحت مسميات متعددة ، وينتج عن ذلك انشاء نخبة ثقافية وشبكات ترتبط بالخارج تسيطر على المجتمع فيما بعد.
ولاننكر أن منظمات المجتمع المدني فيها الغث وفيها السمين ، فيها الذي يحرص على خدمة البلد ، وفها من يسيء لسمعة البلد. أن تغييب الدولة سيؤول حتما الى تفكك المجتمع وتفكيك الدولة أيضا. واذا كان هناك قانون يسمح بالتمويل الاجنبي فان على الدولة مراقبة هذا التمويل عن طريق ديوان المحاسبة حتى لايكون هناك "فلتان" في الرقابة على مصادر التمويل وأهدافه. أما النقابات المهنية فعملها مقدر لأنها ترعى شؤون منتسبيها من الأعضاء وتتفاعل مع المجتمع ، وكذلك الأحزاب فبعضها تتواصل مع المجتمع وتتابع مايدور حولها من أحداث على الأقل على مستوى الوطن.