كرت أحمر
لطالما تراودني مؤخرا أمنيات غريبة بعض الشيء , إحداها تتملكني بقوة وهي أن أكون حكماً في هذا الوطن تماماً كحكم مباراة كرة القدم,أملك في جيب قميصي بطاقة صفراء للإنذار الأول , وفي جيب الشورت الأسود احتفظ ببطاقة الطرد الحمراء.
أتمنى أن أدير المباراة الكبيرة الواقعية الموجودة بين فريقين ,الأول يحكم ويرسم ويخطط وينفذ نيابة عن الغير , ويندرج تحتهم من يدير نظريات هؤلاء ويترجمها تطبيقاً عملياً نيابة عن من يحكمون ثم يشطحون بما أوكل اليهم من مهام وغياب رقابة في استعمال سلطتهم بتعسف وشخصنة.
والفريق الآخر :أولئك من يُحكم عليهم ويُخطط لهم ولا يُناقشون ولا يعترضون على ظلم من يدير من صغار المستعملين والمستخدمين عند المخططين الكبار , أولئك الذين يسلمون أمرهم ولا يُعملون عقلهم بالتفكير حتى باسترداد جزء من شخصية فردهم أو كرامة جماعتهم وماشيين في اللعبة على مبدأ (سلمني وخذ عباة) .
يركب فريق المدراء والحكام الصغار على أكتاف الصامتين الانهزاميين بحجة عدم قدرتهم على رد الظلم والتسلط عن رقابهم ,يسددون الركلات عليهم ..يسجلون الاهداف , لا أرى كحكم حق لفوز أحد الفريقين على الآخر ؛ فهذا يفوز بالظلم والتسلط مستمداً هذه الصفات من كبيره الذي عينه على رقابنا سيداً للعبة نيابة عنه .وذاك يخسر دون أن يقاوم أو أن يظهر أي رد شرف يسجل لأجيالهم اللاحقة في الفريق, ويسعى من خلال تخسير نفسه أن يفوز أيضاً نفس من عين فريق المدراء وصغار المسؤولين .
كالعادة يتبارى الظالم بالوكالة مع المظلوم ,ويرفع الكأس بالنهاية من يراقب ويعتبر نفسه يدير اللعبة من الخارج وأن طرفيها يلعبون لأجله ومن (شانه).
أتمنى لو أنني حكماً وأطرد الفريقين من الملعب بالكرت الاحمر الذي يُخرجه الحكام عادة من (جيبتهم الخلفية) الصغيرة ؛ فهم لا يستحقون النزول لميادين الرجال واللعب بشرف والوصول لنتيجة عادلة .