اليونسكو تتبنى قرار الأردن وفلسطين لحماية القدس
المدينة نيوز-: تبنت لجنة التراث العالمي في اليونسكو خلال دورتها السنوية السابعة والثلاثين التي عقدت في مدينة بنوم بين عاصمة كمبوديا قرار الأردن وفلسطين حول حماية مدينة القدس القديمة و طريق باب المغاربة.
وقال مصدر مطلع في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، نقلا عن المندوبية الاردنية الدائمة لدى اليونسكو والوفد الاردني والفلسطيني المشارك في الاجتماع ان القرار جاء بعد مساع مضنية ونتيجة للتنسيق الوثيق داخل المجموعة العربية المشاركة في الدورة والجهود التي بذلها أعضاء الوفدين الاردني والفلسطيني.
وكان الأردن، ورداً على قرار الكنيست الإسرائيلي بضم القدس، قد أدرج بلدة القدس القديمة وأسوارها على لائحة التراث العالمي عام 1981 ولائحة التراث العالمي المعرض للخطر 1982.
و قد تصدر وفد الأردن وفلسطين حراكاً قوياً بالتنسيق مع المجموعة العربية وعدد كبير من الدول الإسلامية والصديقة وأعضاء لجنة التراث العالمي بهدف التوصل إلى صيغة القرار الذي يدين وبشدة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس.
وحظي القرار بدعم أصوات معظم أعضاء لجنة التراث العالمي في ضوء التعنت الإسرائيلي ورفضها التوصل إلى أي صيغة توافقية حول قرار القدس إضافة إلى تنصلها من التزامها الذي قطعته على نفسها بتسهيل ذهاب بعثة خبراء فنية إلى مدينة القدس الشهر الماضي الأمر الذي أثار استياء واسعاً من قبل إدارة اليونسكو وأعضاء اللجنة.
وأعرب القرار عن قلق اليونسكو العميق من استمرار الحفريات الإسرائيلية داخل وحول مدينة القدس القديمة وأسوارها، ومن عدم تزويد إسرائيل مركز التراث العالمي بمعلومات عن هذه الحفريات، كما طلبت اليونسكو من إسرائيل التوقف فوراً عن هذه الأعمال والحفريات، إلى جانب أن يبين مركز التراث العالمي في تقاريره الدورية إلى لجنة التراث العالمي جميع العراقيل التي تضعها إسرائيل، وأسباب عدم تزويدها للمركز بالمعلومات المطلوبة منها في هذا السياق، وأن يتحقق مركز التراث العالمي بطريقة ملموسة منها.
ونجح القرار بتوسيع نطاق آلية الرصد المعزز لليونسكو لتشمل مدينة القدس القديمة بكاملها وبجانبي سور البلدة القديمة بعد أن كانت الآلية مقتصرة فقط على المدينة داخل أسوارها، كما عبر القرار عن أسف لجنة التراث العالمي العميق لرفض إسرائيل التعاون مع مركز التراث العالمي والامتثال لقرارات اليونسكو، وأعاد الطلب من إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال تسهيل تنفيذ قرارات لجنة التراث العالمي والمجلس التنفيذي لليونسكو والتي تطالب بإرسال بعثة مشتركة بين مركز التراث العالمي والهيئات الاستشارية الفنية لليونسكو لمراقبة ورصد الحفريات الإسرائيلية داخل وحول مدينة القدس القديمة وأسوارها، وهو الأمر الذي ما زالت ترفضه إسرائيل خوفاً من كشف وتوثيق فداحة الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق تراث المدينة المقدسة.
ويدين القرار وبشدة تساهل وحماية سلطات الاحتلال لاقتحامات المتطرفين لباحات المسجد الأقصى وانتهاكهم لحرمة المكان المقدس وطالب القرار إسرائيل الكف عن استمرار هذه الأعمال التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة.
كما شجب القرار استمرار عرقلة إسرائيل لعمل الأوقاف الأردنية ومنعها من القيام بواجبها بترميم والحفاظ على المباني والساحات التابعة للمسجد الأقصى المبارك.
وأعاد القرار التأكيد على أسف اللجنة قيام إسرائيل بتسليم مخططها وتصميمها الأحادي الجانب لبناء طريق باب المغاربة إلى اليونسكو، فيما رحب القرار بتسليم مخطط المشروع الأردني لترميم وصيانة الطريق إلى اليونسكو، وشكرت الأردن أيضاً على تعاونها مع اليونسكو لحماية الموقع، بموجب مقررات اليونسكو والمواثيق الدولية ذات الصلة، وبصفة الأوقاف الأردنية السلطة الشرعية المختصة بصيانة وحماية الموقع وبموجب وصاية الأردن على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وشدد القرار على أن إسرائيل وبصفتها قوة احتلال ليس لها أي حق باتخاذ أي إجراء أحادي أو غيره في الموقع و يلزم إسرائيل بعدم المساس بالمسار الأصلي لطريق باب المغاربة، وكذلك وجوب موافقة الأردن المسبقة على أي أعمال أو إجراءات ترميمية متعلقة بطريق باب المغاربة والتي كانت قد انهارت جزئياً عام 2004 نتيجة أعمال إسرائيلية في الموقع.
وأعرب القرار عن قلق لجنة التراث العالمي العميق لاستمرار إسرائيل بالعبث وتدمير بعض الآثار الإسلامية في منطقة باب المغاربة وفي أجزاء متعددة من البلدة القديمة، وقد شدد الوفد الأردني والوفد الفلسطيني لدى اليونسكو على أهمية توفير ضمانات دولية تؤكد على عدم منح الشرعية لأي انتهاك إسرائيلي أو إجراء أحادي الجانب في أرض ساحة حائط البراق الموقوفة على المسجد الأقصى المبارك وفي كافة أنحاء بلدة القدس القديمة وأسوارها.
(بترا)