كيف لا أبكي ...على امة ضحكت من جهلها الأمم
كيف لا أبكي على أمةٍ فضلت الدنيا وتمسكت بها ونسيت ان الدنيا زائلة فانية لتقول اترك المال والجاه والسلطان والشهرة واذهب بلا عودة لأني سأفنى بعدك , لتلقى من يسألك عن شبابك فيما ابليته ؟ وعمرك فيما افنيته ؟ ومالك مما اكتسبته وفيما انفقته ؟ شباب طائش ضائع انعدمت فيهم المروءة والرجولة مقلد للغير حتى وصل به الأمر لممارسة طقوس عبدة الشيطان ارضاء للشهوات والملذات , قرى وأرياف ومدن تجمع أبنائهم المحبة والتواصل وحماية الدخيل غزاها الانحلال والانحطاط والابتعاد عن الدين والركض وراء الدنيا , مخدرات ومسكرات غيبت العقول وقتلت القلوب وأفقدت الحياء جعلت الأجساد تتمايل وتتراقص دون وعي او إدراك , تبرج وسفور وتقليد أعمى كأنك تعيش بدول غربية أفقدتنا الحياء والغيرة على الشرف والعرض فتراهم يسارعون لممارسة أقبح الاعمال و التي بسببها اباد الله القرى والأمم السابقة .
كيف لا أبكي على أمةٍ تركت كتاب الله وسنة نبيه , ساعدت اعداءها بدخول بلادها لزرع الفتنة والفرقة , باعت أرضها مقابل ثمن بخس , وسلمت فلسطين لبني صهيون , جيل عُلقت عليه أمال الأمة في الحماية والدفاع عنها يتراكض وراء الفسق والمجون والفجور , يتسابقون للشهرة في إبراز مفاتن الأجساد والتغني بطرب الأصوات والتراقص على الألحان في وقت كثُرت فيه مصائب الأمة والعباد , قتل مع التشويه والتمثيل بالجثث , تدمير وهدم بناء , طرد وتشريد , أرامل وأيتام , جوع و فقر , احتلال وأسر , ثم نحتفل بالانتصار على مسارح الانحطاط وشاشات الفجور .
كيف لا أبكي والشيطان أحكم السيطرة على شبابنا وبناتنا حتى أغراهم بالدنيا وأنساهم الآخرة , أموال تنفق على الفحشاء والمنكر وبدعم لمن يريد لهذه الأمة الزوال والفناء وللإسلام السبات ولدور العبادة الهجران ليحل محلها الملاهي وأوكار الوقاحة حتى أصبح الترويج والتجهيز لمهرجانات الرقص والفجور بلا انقطاع لتبقى الأمة في سبات والأجيال في ضياع , شبابنا وبناتنا سُلبت عقولهم من قنوات التلفاز وشبكات الانترنت و الخلويات المتطورة التي غزت كل البيوت , تقليد أعمى واستخدام خاطئ دون رقابة أو توجيه أوصلهم الى تقديس اللاعبين وتمجيد الساقطين وتقليد لباس الفاجرين واعتبارهم قدوة لهم , ألا يا نفس موتي قبل هذا البلاء .