يا عمي ظبو أولادكم
"ياحرام ابن فلان امبارح إندعس في الشارع "
" أكيد السايق كان مسرع وسايق بهوج "
وغيرها الكثير من عبارات اللوم وتحميل السائق للمسؤولية عند سماع خبر دهس طفل قد لا يتجاوز عامه الثاني ، ولكنك لن تجد من يستهجن : أنّ طفلا في مثل هذا العمر يلعب وحيدا دون إشراف من أحد والديه مع أبناء الحي في شارع نشط!!
سرعة السيارة في الأحياء السكنية يجب أن لا تتجاوز 40 كيلومتر ، ولكن في هذا الوقت من السنة والذي يصادف العطلة الصيفية للمدارس يتحول الشارع إلى ساحة لقيادة (السكوترات أو البسكليتات ) وفي حالته هذه لن تستطيع قطع وتجاوز ما يقارب الثلاثة أمتار إلا بعد اجتيازك لمراحل متقدمة من ما يشبه لعبة ( ماريو ) حيث يعمل كل ركاب السيارة في مساعدة السائق لاجتياز اللعبة فمراقفه في المقعد المجاور (يشتغل ) على مراقبة الجناح الأيمن وراكب الكرسي الخلفي ينشغل في مراقبة الجناح الخلفي ويستبسل السائق في عملية المهاجمة بهدوء متجاوزا الأطفال حتى يصل لمنطقة الأمان دون وقوع حوادث دهس..
قبل أن نلوم أي جهة سواء أكانت البلدية لأنها لم توفر حدائق وأماكن للعب الأطفال في إجازتهم مع أنها منتشرة في أغلب مدن وقرى المملكة ، أو حتى نلقي باللوم على السائق لأنه لم يلمح ذاك المتسلل الصغير حتى يستقر أمام أو تحت عجلات السيارة ، أود أن أسأل الأمهات اللواتي يتركن أطفالهن يلهون في الشارع ويسارعن (بالولولة والصراخ ) عندما تشاهد فلذة كبدها مسجى بدمائه على الطريق وسائقا مذعورا يتخبط (بالبسكليت ) في خطواته ، أين أنتِ والطفل طوال اليوم يدخل من زقاق إلى آخر دون مراقبة منك أو حتى سؤال عن مكانه ومع من يلعب !! وهل فعلا الشارع مكان آمن من ناحية مرورية أو ثقافية للطفل!! ألا تخشين أن يتعرض طفلك للاختطاف أوللتحرش من مريض نفسي!! والقصص الشاهدةُ على تعرض كثير من الأطفال لمثل هذه الحوادث كثيرة .
عزيزي السائق لا تتفاجئ من ردة فعل طفل طلبت منه التنحي قليلا لتستطيع سيارتك المرور فقد يجيبك بحدة ( ما تزيح أنت) دون اكتراث منه لما قد يتسبب به ، وكأنه يتخيل السيارة لها أجنحة تمكنها من الطيران من فوق رأسه !!
لكل أم وللأهل بشكل عام (يا عمي ظبو أولادكو ) قبل أن تسيطر عليهم ثقافة الشارع وتضيع أجيال تحت عجلات السيارات ..أو في سجون الأحداث .