البداد تطلق حملة " قرش القدس " لحماية بيت المقدس من التهويد
المدينة نيوز - اوصى المشاركون في ندوة "القدس عاصمة ابدية للثقافة العربية" التي نظمتها مجموعة البداد للاعلام والاتصال في قاعة سلطان البداد السبت الماضي بتشكيل لجنة دعم ومؤازرة مادية ومعنوية لدعم المقدسيين ورفع المعاناة عنهم وتعزيز صمودهم على أرضهم والوقوف على الرسائل العملية الشفافة التي تكفل إنجاح مشروع (قرش القدس) بالتنسيق مع الجهات الرسمية والاهلية بما يكفل إيصال كل أشكال الدعم لأهلنا المقدسيين.
وكان رئيس مجلس الادارة الدكتور فطين البداد اعلن في افتتاح اعمال الندوة التي رعاها وزير الثقافة الدكتور صبري اربيحات عن اطلاق مجموعة البداد للاعلام والاتصال موقعا الكترونيا خاصا بحملة "القدس عاصمة ابدية للثقافة العربية، في حين ان البداد زون مالكة مقاهي غلوريا جينز كافيه في الاردن اطلقت من جانبها حملة (قرش القدس)، ليكون كل قرش من كل فنجان قهوة دعماً للقدس العربية ثقافيا.
واكد المشاركون على اهمية تعميم ودعم شعار " القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية والإسلامية " والعمل في المحافل والاوساط الدولية والعربية والمحلية لإعطاء هذا الشعار المساندة الكاملة وإعتماد الموقع الإلكتروني الذي يحمل هذا الإسم عنواناً لنشر هذا الشعار وتعميمه.
كما اقترحوا في توصياتهم تشكيل لجنة تأسيسية من المؤتمرين لتأسيس جمعية تسجيل في عمّان تساهم مع الجمعيات والهيئات المقدسية الأخرى في تبني هذا الشعار والعمل من أجل تعميمه تحمل اسم (الهيئة العربية للثقافة المقدسية).
وفي كلمته اكد الدكتور فطين على ان القدس ليس شان المقدسيين والفلسطينيين فحسب وانما شان كل عربي مؤمن قضيته مؤكدا على ضرورة التحرك العربي والاسلامي للوقوف بوجه ما تتعرض له المدينة المقدسة من محاولات احتلالية لطمس هويتها العربية والاسلامية، وفيما يلي النص الكامل لكلمة الدكتور البداد خلال الندوة :
بدايةً اسمحوا لي أن أرحب بكم جميعاً في ملتقَانا عن القدس عاصمة الثقافة العربية..
كثيراً ما نتناول في أحاديِِثِنا، خلال جلساتِنا المسائية مع الأهل والأصدقاء، القضية الفلسطينة.. وكثيراً ما تحتل القدس المكانةَ الأبرز في النقاش والحوار..
فالقدس هي ليست شأن المقدسيين والفلسطنيين فحسب، بل هي شأن كل عربي مؤمن بقضيته، وكل إنسان لديه هوية وإنتماء فهي أرض المقدسات والديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية، هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهد السيد المسيح عليه السلام.
والقدس اليوم تتعرض لخطر كبير من طمس لهويتِها العربية وإلغاء لتاريخِها العربي وإعدام لشواهِدِها وثقافتِها وعروبتِها، ويجري كل ذلك في ظل صمتٍ مُطبق..
وهذا الصمت القاتل، يجعلنا نشعر بالعجز أكثر فأكثر، يشلُّ مقدرَتَنا على الفعل على الحركة وعلى الكلام، لنقف في النهاية مذهولين أمام ما يجري من حولِنا منتظرين من يمد لنا يد العون والمساعدة..
ولكن لماذا ننتظر أيدٍ أخرى، لماذا لا نشد على أيدي بعضِنا البعض.. هذا ما جعلني أقف مطولاً عند بادرةٍ أطلقها فنان، أراد من فنِه ونجاحاتِه أن لا تمر مرور الكرام، أراد إيصال رسالة هو مؤمن بها وواثق من وصولِها إلى جمهوره الذي يقدره ويحترمه، لأنه فنان صاحب قضية كما هو صاحب مشروع فني .. هذا الفنان العربي عباس النوري أطلق من وطنه سوريا صرخة ودعوةً لتجديد القدس عاصمة للثقافة العربية لعامٍ آخر وأعوام آخرى ولماذا لا تكون القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، مطالباً جامعة الدول العربية والسيد عمرو موسى والسادة وزراء الثقافة العرب إعلان ذلك رسمياً..
ومن سوريا إلى الأردن، فعندما وصلتني هذه الدعوة كان لابد لي من خلال مجموعة البداد للاعلام والاتصال (صوت المدينة – المدينة نيوز – جريدة المدينة) أن أرعى هذه البادرة وأحولها إلى حملة كبيرة برعاية مؤسساتية وخطة عمل تنظيمية لنعلن من خلال هذا الملتقى إطلاق حملة القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، وجمع أكبر عدد من التواقيع وإرسالها إلى جامعة الدول العربية مطالبين فيها بالتمديد للقدس عاصمة للثقافة العربية إلى ماشاءالله إلى خروج الاحتلال من أراضينا..
ودعماً لذلك قامت مجموعة البداد للاعلام والاتصال بإنشاءِ موقع الكتروني خاص بالحملة يتناول أهدَافَها وخطَتَها الاستراتيجية كما يتناول تاريخ القدس العربي وما تتعرض له يومياً من تهويد على يد العدو الصهيوني.. بالإضافة إلى إنشاء تجمع على موقع الفيس بووك على الانترنت للوصول إلى أكبر عدد من الأجيال الشابة وتوعيتِها بالتمسك بقضاياها الوطنية، لنتفاجئ أنه خلال أيام قليلة فقط أصبح هناك أكثر من (1100) عضو في المجموعة مما لا يضع مكاناً للشك بالثقة بأبنائِنا وأجيالِنا القادمة وبأهمية وضرورة استمرار النضال من أجل قضيتِنا.. كذلك يتم الاعلان والترويج لهذه الحملة بشكل يومي من خلال صوت المدينة – جريدة المدينة – والمدينة نيوز..
وسنقوم بطباعة كتيب عن تاريخ القدس العربية وعن الممارسات الغير شرعية التي تتعرض لها على يد العدو الاسرائيلي مرفق بالصور والوثائق، وسيتم ترجمة هذا الكتيب إلى اللغات الانكليزية والفرنسية والعبرية وتوزيعه إلى كافة أنحاء العالم..
وسأعلن اليوم من خلال هذا الملتقى إطلاق حملة (قرش القدس) من خلال مقاهي غلوريا جينز كافيه، ليكون كل قرش من كل فنجان قهوة دعماً للقدس العربية ثقافياً، لشراء كتاب وقلم وحقيبة مدرسية، وبناء مدرسة ومسرح وصالة سينما وملعب، لا سلاحا وقنبلة لا دبابة ومدفعية.. وستحول هذه المبالغ المادية إلى جهة رسمية أو أهلية قادرة على إيصالها إلى أهلِنا في القدسس.
واسمحوا لي باسمِكم جميعاً أن أسُخّر كل ما تمتلكه مجموعة (البداد للاعلام والاتصال) من دعم مادي وإعلامي لرعاية هذه الحملة..
مرة أخرى شكراً لحضوركم جميعاً وأتمنى كل التوفيق لملتقانا اليوم..
وزير الثقافة: احتلال القدس عابر .. واذا لم نتمكن من تحريرها فيجب ان لانتنازل عنها
من جهته قال وزير الثقافة في افتتاح الندوة ان اعلان القدس عاصمة لليقافة العربية جاء ضمن برنامج عربي وهي العاصمة العربية رقم 14 في سلسلة اعلان العواصم العربية.
واشار الى ان اعلان اعلان القدس عاصمة لا يتعارض مع العواصم العربية الاخرى على اعتبار ان القدس عاصمة مشتركة للجميع المسلمين والمسيحين.
وبين ان القدس هي جزء من هوية كل عربي مسلم ومسيحي وليس عاصمة نشات عابرة وانما عمرها 5000 الف عام تعرضت خلالها الى الاحتلال وتحررت كثيرا.
وتابع قوله " ما نريد ان نقوله في اعلان القدس عاصمة للثقافة العربية ان احتلال القدس جزء من المشهد العام وان اصل القدس ينبغي ان كيون محفزا لنا جميعا على فتح جبهة ثقافية عربية لا تخاطب الذات وانما تخاطب العالم الاجمع.
واكد انه لا بد ان يكون هناك مشروع متكامل فيه شيء من الشعر والخطابة ولكن ليس كله شعر وخطابة مشيرا الى ان هذا المشروع يجب ان يشتمل على تقنيات وفنيات جديدة لايصال رسالة عروبة القدس الى اجيالنا الناشئة (اليافعين) الذين يعتقد بعضهم ان القدس ما هي الا مادة على جدول المفاوضات او انها نقطة على الخريطة العالمية وفاتهم ان هذه القدس هي المدينة التي تتعانق فيها المساجد مع الكنائس وانها اهم بقعة جغرافية على وجه الارض، بدليل ان الديانات السماوية الثلاث خلفت طاقة روحية في هذا المكان ادت في كثير من الاحيان الى السلام .
وقال الدكتور اربيحات "اما كيف يمكن ان نسلط الضوء على القدس وعروبتها في وجه المد الاورشليمي من اجل طمس هويتها ومن اجل الغاء الوجود العربي فيها باقتلاع الناس من منازلهم، وازالة الباذنجان البتيري فيها والتمرية واحتفالات الناس في رمضان والعيد والتكايا والزوايا في جنباتها. فنحن بحاجة الى كركون عربي ينقل عروبة القدس الى اطفال الامة، والى نغمات على الصعيد العربي وندوات تتناول مفهوم العدالة العالمية وتضع القدس في وسطها وحوارات مع امريكا اللاتينة واوروبا واسيا وافريقيا وغيرها.
وفي الاردن يقول الدكتور اربيحات انه وانسجاما مع قرار وزراء الثقافة عام 2006 العربية لتكون القدس عاصمة الثقافة العربقية وضع الاردن برنامجا خاصا لهذه الاحتفالية وكان من اكثر البرامج شمولا وسعة.
واشار الى ان هذا البرنامج احتوى على 74 نشاط ثفاقي وكان في كل مدرسة اردنية من بين 5000 مدرسة نشاط عن القدس مشيرا الى ان هذا البرنامج تم التعديل عليه من قبل اللجنة العليا لاحتقالية القدس عاصمة للثقافة العربية وذلك بهدف وصول الرسالة الى مساحات وطبقات وفئات منها المراة والطفل اللذان سيكون هدف البرنامج في النصف الثاني من هذا العام.
كما يشتمل البرنامج المعدل على عقد لقاءات وحوارات عن عروبة القدس في كل ارجاء المملكة اضافة الى معارض صور ستجوب الوطن خلال شهر رمضان ومحتوياته تم استخراجه من الارشيف الالماني.
وقال الدكتور اربيحات ان ما اريد ان اؤكد عليه ان احتلال القدس من الجانب الغربي تم قبل 60 عاما ومن الشرق 40 عاما وان هذه المرحلة عابرة والقدس وديعة وان لم نستطع ان نحررها الان فيجب ان لا نتنازل عنها او عن اي شيء يهدف الى طمس هويتها وحضارتها العربية والاسلامية.
واضاف وزير الثقافة "جميل جدا ان يتم تبني هذا المشروع من مجموعة اعلامية اردنية خاصة ودائما الاردن مبادر لان قائد الاردن دوما مبادر والقضية الفلسطينية والقدس على سلم اولوياته".
وختم كلمته بشكر مؤسسة البداد على هذه المبادرة متمينا ان يسير الجميع بخطوات اجرائية في هذا المسار، للدفاع عن القدس التي تشهد اكبر محاولة لطمس هويتها العربية والاسلامية.
الفنان النوري: غياب الحقائق ليس فشلا سياسيا وانما ثقافيا
من جانبه قال الفنان السوري عباس النوري صاحب فكرة المبادرة " اريد أن اشكر د. فطين البداد على الدعوة الكريمة وأشكر وزير الثقافة الدكتور صبري اربيحات على كلمته الجميلة و الاعلامي أسعد خليفة على تقديمه، أنا أعرف انه دائما هناك صعوبة في الكلام بالفصحى ، وأنا لا اريد أن استخدم المفردات التي تعودنا عليها في المنابر العربية السياسية"التصدي للعدو، والصمود ،ووووو....." .
واضاف "الملاحظ اليوم هو ازدياد حجم الرقابة على ابداعات الثقافة وحرية التعبير عند المثقف وعند كل مبدع هذا الشيء يتناسب طردا مع اعدام الثقافة العربية عنا حيث أصبحت الثقافة العربية بعيدة عنا وعن المنابر التي نعمل تحت وطأتها بدل أن نعمل تحت رايتها".
واوضح " لا يكفي ان نفرح بشيء يؤكد قدمنا بالتاريخ بل يجب أن نفرح بالشيء الذي يؤكد حضورنا بالمستقبل أكثر".
وتابع النوري كلامه " لا يفي القول ان غياب الحقائق هو فشل سياسي بل هو فشل ثقافي ، وأضعف الايمان ان نختلي بأنفسنا وأن لا ندع عقلنا المبدع أن ينصاع نحو سياسات مسبقة الصنع مثل احزاب وحكومات أو ايا كان ، ويجب ان نفكر بصدق ومحبة لانتمائنا الحقيقي وليس لمصالحنا".
وبين " ارى ان العقل العربي بحاجة المعرفة الى مثل ما هو بحاجة للحب ، فجميعنا يحب القدس بالوراثة لكن اذا عرفناها اكثر بكل تأكيد سوف نحبها اكثر".
وارى ان القدس ساهمت في تكوين الشخصية الاجتماعية لمعظم الشعب العربي فنحن نقول "عليه الصلاة والسلام" لجميع الانبياء وهذا موجود في كل الأديان الاسلام والمسيحية واليهودية، فهذه ليست معتقدات دينية بقدر ما هي ثقافة انتجت قوانين اجتماعية وكونت الشعوب.
وقال النوري " الخريطة السياسية تغيرت حيث لم نعد نسمع ان هذه الدولة اسلامية وهذه نصرانية وهكذا الا الفايتكان لان لها وضع خاص الا ان اسرائيل تسعى لان تكون دولة يهودية ، فهي تريد أن تعمل دولة عرقية نقية يهودية لكن معها 220 رأس نووي ".
واشار الى ان اسرائيل مجتمع عسكري محارب واكتفى من العقيدة الدينية لفكرة صغيرة وانتج من خلالها المحافظين الجدد فهي اخترقت الاديان.
واوضح النوري "اريد ان اقول ان فكرة عاصمة القدس عاصمة الثقافة العربية الابدية يجب ان نعمل عليها جميعا ليس رد سياسي بل اعتراف وجداني ان شخصيتنا الاجتماعية لها علاقة بالقدس واين ما كنا على هذه الارض".
وختم الفنان النوري قوله " اشكر مؤسسة البداد على تبني هذه الفكرة ، فالقدس منا وفينا وادعو جميع فنانين الاردن الى الحفاظ على هوية القدس فالاردنيون اقرب ما يكون للقدس ، فالثقافة لا يمكن نزعها بأي سلاح كان" .
القدس في اوراق عمل
وعلى صعيد الندوة فقد اشتملت على ثلاث جلسات شارك فيها اصحاب دولة ومعالي وعطوفة من اصحاب الاختصاص والاتصال المباشر مع قضايا المدينة المقدسة وتاريخها وتفاصيل الاعتداءات التي تتعرض لها من قبل المحتل الاسرائيلي لطمس معالمها الاسلامية والعربية.
فتحت عنوان الدس عاصمة للثقافة العربية تراس رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عدنان بدران الجلسة الاولى التي حاضر فيها امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان عن القدس وتاريخها واهمية ان تكون عمليا عاصمة ابدية للثقافة العربية لما يشكله هذا التوجه من سلاح دفاع في وجه مخططات تهويدها من قبل المحتل الاسرائيلي.
وفي ذات الجلسة استعرض الدكتور محمد عيسى صالحة القدس عبر العصور مبرزا اهميتها الدينية للديانات السماوات الثلاث الاسلامية والمسيحية واليهودية وقدسيتها التي تفرض على الامة العربية التحرك دوما لحمايتها من التطرف الصهيوني المتواصل ضدها.
من جهته ابرز الزميل الاستاذ نواف الزرو في الجلسة الثانية التي تراسها وزير التنمية الاجتماعية الاسبق الدكتور امين المشاقبة دور الاعلام الاسلامي والعربي في دعم القضية الفلسطينية في حين استعرض الدكطتور محمد الفرا القرارات الدولية والقانونية المتعلقة بالقدس وامكانية تفعيلها.
اما الجلسة الثالثة التي تراسها وزير التنمية الاجتماعية الاسبق الدكتور فيصل الرفوع وعقب على مادار فيها الاب نبيل حداد فقد تحدث فيها المهندس وجيه العزايزة مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية عن الدور الاردني في المحافظة على التراث الديني والتاريخي للقدس، كما ابرز خلالها الاب قسطنطين قرمش دور العرب المسيحين في حماية القدس من محاولات التهويد المتواصلة وقدسية المدينة في الديانة المسيحية.
وحتى تكون القدس عاصمة ابدية للثقافة العربية فقد اختتمت اعمالها بقصيدة القاها وزير الثقافة الاسبق الاستاذ حيدر محمود عن القدس نالت اعجاب الحضور.