ظاهرة الانتحار في غزة ودور المسئولين

تم نشره الثلاثاء 02nd تمّوز / يوليو 2013 11:20 مساءً
ظاهرة الانتحار في غزة ودور المسئولين
أ . تحسين يحيى أبو عاصي

بين الفينة والأخرى تتحدث وسائل الاعلام المحلية عن انتحار هنا وآخر هناك في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل خاص ، وتنامت هذه الظاهرة بشكل ملفت للنظر ... كان آخر تلك الظاهرة في 30/6/2013 م حيق أفدم الأسير المحرر وسيم بلال معروف من طولكرم على حرق نفسه في رام الله احتجاجا على أوضاعه وأوضاع عائلته الاقتصادية السيئة ، وفي يوم 27/6/2013م ، حيث ذكرت مصادر اعلامية عن اصابة شاب في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة برصاصة بعد اطلاق النار على نفسه ، وقبل ذلك شاب آخر يشنق نفسه ، وثالث يحرق نفسه ، ورابع يطلق النار على نفسه ، وخامس يحاول الانتحار ، وشابة تنتحر بسقوطها من علو ، وآخر يُلقي بنفسه من أعلى برج سكني ، وأقدم شقيقان على حرق نفسيهما احتجاجا على قرار سلطة الاراضي ازالة مصنعهما وإقامة مسجد على نفس الأرض ، وشاب يحرق نفسه داخل الشئون الاجتماعية في جباليا ، ومقتل مواطن بسبب شجار حول تعبئة الوقود ، وآخر يحرق نفسه قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة ... هذا غير حوادث اطلاق النار على المواطنين بسبب الشجار ...

ولا أضخم هنا المسألة ، فصحيح أن هذا الوضع يحدث في جميع مناطق العالم ، وصحيح أن المؤشر البياني لعدد المنتحرين في العالم العربي يدل على ارتفاع النسبة في السنوات الأخيرة

، ولكن ظروف الانتحار والقتل عند الدول الأخرى ربما تأخذ طابعاً آخراً في التعامل معها ، حيث يتم التحقيق و معرفة دوافع الانتحار والقتل ، ويجري معالجتها على الفور ؛ وتستقيل حكومات بسببها ، ويتم وضع الخطط والبرامج للحدج منها ؛ لكي لا تتكرر بقدر الامكان ، خاصة وقد تكررت حالات القتل والانتحار في قطاع غزة بشكل ملفت إلى أن أصبحت ظاهرة مقلقة جدا ، خاصة مع انتشار الفقر والبطالة ، وتدني مستوى المعيشة بين فئات الشباب ، وتفشي الظلم ، واليأس ، وغياب المستقبل ، ووقوع الشباب تحت تأثير الضغط النفسي الكبير بكل الوانه ، والمسئولون لا يضعون خُططا ولا آليات عمل تحد من تلك الظاهرة المأساوية ، ولا يأخذون بعين الاعتبار خصوصية الوضع في قطاع غزة ...

قتل النفس عمدا بسبب الضغوط هو ظاهرة لا بد من وقوف المسئولين الفلسطينيين عندها بشكل دقيق ، وعليهم الاهتمام بها جيدا ، فربما يصل الدور إلى داخل بيوتهم لا سمح الله ... ويجب دراسة تلك الظاهرة ، ووضع الحلول لها من منطلقات انسانية ووطنية ودينية ، وإلا فما هو مبرر وجود المسئولين عندما يُلقي شبابنا انفسهم في أحضان الموت يأساً ، والمسئولون لا يتعاطون مع هذه الظاهرة باهتمام يليق بحجم المسئولية الملقاة على كاهلهم!؟.

قدر شعبنا الفلسطيني أن يتجرع كافة أشكال الموت بدون استثناء ، من دون خطة عمل تُحد على الأقل من ذلك ... فمن موت بالأنفاق بحثا عن لقمة الخبز ، إلى الموت حرقا في بيوتهم بسبب الشموع أو المولدات الكهربائية ، إلى الموت من خلال حوادث العمل ، إلى موت الانتحار ، إلى موت الدراجات النارية ، إلى موت الطائرات والصواريخ الاسرائيلية ، إلى الموت غرقا في البحر أثناء الرحيل المتكرر من سوريا إلى اليونان وقبرص ، أو غرقا على شواطئ غزة بسبب الاهمال ، إلى الموت برصاص الغدر في مخيمات الشتات ، إلى الموت على أيدي بعضنا بعضا مع الأسف الشديد ، إلى الموت بسبب الشجارات العائلية ، إلى الموت الناتج عن حوادث الطرق ، إلى الموت من خلال السقوط في آبار المياه ، إلى الموت المفاجئ الذي باغتنا مؤخرا بشكل ملفت للنظر خاصة بين فئة الشباب ...

 

فما هو دور المسئولين والمؤسسات المدنية والشخصيات الاعتبارية ومنظمات حقوق الانسان ، وهل قدرنا نحن الفلسطينيون أن نحصد موتا من بعده موت من بعده موت إلى الأبد ، ونحن لا نملك خطة واحدة لنحمي شعبنا حتى ولو من شكل واحد من أشكال الموت تلك !؟.

سُئل ونستون تشرشل يوما وهو في القطار حول موقف العرب من أعدائه الألمان ، وذلك عندما كان رئيسا لوزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية ، وهو الملقب بالأسد البريطاني وكبير البريطانيين ، فقال : أبيدوا العرب فإنهم يؤمنون بالقضاء والقدر ....




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات