واحر قلباه يا مصر
ماحدث في مصر يدل دلالةً واضحة على ... أن تياراً في مصر ضد الديمقراطية، ولا تهمه صناديق الانتخابات ولا أصوات المقترعين، وهو لا يقبل بأن يفوز غيره في الحكم، ولا يريد للأحزاب الإسلامية ولو كانت تحضى بالأكثرية أن تفوز، وهم لا يريدون مشاركة القوى الإسلامية في إدارة البلاد، ولا يريدونهم أن يحكموا وحدهم، ولو كانوا الأجدر والأفضل، إنهم لا يقبلون بهم إلا رعايا محكومين، تابعين خاضعين، تكفيهم المساجد، وتتسع لهم المعابد، نجحوا وقد ملأوا الأرض ضجيجاً وهم الأقلية،وعلت أصواتهم في وسائل الأعلام وهم لا يمثلونالأكثرية، وأوحوا للعالم كله أنهم يمثلون مصر وشعبها،وأن الذين يعارضونهم إنما هم غوغاء قليلة، ودهماء بسيطة،هنيئاً لهم الكراسي التي استولوا عليها، ومباركٌ عليهم نجاحهم في اغتيال الديمقراطية،واغتصاب السلطة،وقهر الأحرار، وخداع الأمة، واعتقال خيرة رجالها، وأصدق أبنائها، هنيئاً للفلول عودتهم، ولشركائهم بيعتهم،شكراً لأتباع موسى والبرادعي أنهم كشفوا زيف المناضلين، ورفعوا الغطاء عن كذب المقاومين والثائرين،والأيام القادمة تترى تتابع،فهل سنراهم يثورون للكرامة، ويغضبون من أجل رغيف الخبز،وهل ستعود محطات الوقود إلى العمل، ولن تكون طوابير سولار، ولا نقص بنزين، هل ستنتهي أزمات مصر، فلا بطالة، ولا ديون، ولا انهيار في العملة الوطنية،هل ستنتفض الإدارة المصرية الجديدة في وجه صندق النقد والبنك الدوليين، هل سيسقط القادمون اتفاقية كامب ديفيد، وسيقطعون علاقتهم بإسرائيل،لا بكاء على منصب، ولا عويل على كرسي،إنما الأسى والحزن على خسارة القيم، وسقوط الأخلاق،إنما الدمعة على بلادٍ خربها فاسدون مجربون، وعاث فيها فلولٌ مارقون، سابقون ولاحقون،آهٍ على مصر الكليمة الحزينة، أبكيت قلولبنا وأنت تثورين ضد البغي والفساد،وأدميت قلوبنا وثعالب الكون يقتلون فيك دعاة الخير وأمراء الصلاح، لكن لا حزن ولا أسى يا مصر إن كان فيك رجالٌ صادقون،فإنا معك إن كان القادمون خياراً وبركة، أهلَ صدقٍ ووفاءٍ ومكرمة،ونحن معك سنبقى إن كان القادمون مخادعين متآمرين، كاذبين مرائين،معك يا مصر سنبقى، سنكون إلى جانبك ... ظالمةً أو مظلومة، فهذا قدرنا أننا نحبك، ونخاف عليك، ونأمل فيك، ونتطلع إليك، فأنت فينا المنى والرجاء، وأنت عندنا في القلوب والمهج.