بلا عنوان
احيانا نحتاج للدمع كما حاجتنا الى الماء لنروي ظمأ زار اجسادنا حتما هي الذكريات التى تزيد من حاجتنا للدمع فكل منا له مع الذكريات حكاية الم وعذاب ..... واي ذكريات تلك ... هي من كانت بالامس ماضي حلو وهاهي الان تزف لنا في طرحة سوداء ....الم ... عذاب ...و اهات .... كنا بربيع تناثرت فيه الازهار وعلت فيه سنابل قمح ... الارض كانت ابتسامتها خضراء .... حتى الصباح رش من الياسمين والقرنفل والجوري عطرا له ..... ولكن هيهات ما دامت طويلا .... فقد اخذت تتلاشى وتعقب خلفها اوراق صفراء ما ان هبيت رياح حتى اقتلعتها من جذورها ........
اليوم قد ازف الرحيل ..... وثكلت العيون .... وبات الدمع رفيقا لها واعز الجيران .... من كانوا بالامس ينيرون سواد ليل حالك .... باتوا مجرد ذكرى مريرة .... العيون وكأن بها عمى ... او اقفلت جفونها لتخفي حكاية دمعة حزينة .... والارض رغم فسحتها ضاقت وكأنها وقفت عن الدوران .... السهر ..... من كان عشيق ليالينا اصبح بلا لون ... وان صح قولي بلا طعم .... اصبحنا غرباء مع ذاتنا ...... وهو ما زاد الالم فينا ...
كل يوم تسرد الالاف الحكايات .... والخوف مازال يغلف ليالينا ..... بلا عنوان نحن ..... فقد اضعنا العنوان ..... وما زلنا نبحث عن ذاتنا .... ما زالت شمسنا في غياب ... وكأنها اختفت خلف غيمة سوداء .... غيمة وكأنها عين تتهيأ للبكاء ....
خلقنا ... ورسم القدر لنا طريق ..... تائهون ..... نعم تائهون ..... نبحث عن مكان لنا فيه ابتسامة ..... نبحر دون شراعات ...... حتى المجداف قد عام في اعماق البحار ...... لا زلنا نبحث ..... رغم الالاف الاهات ...... لا زلنا نبحث ... في كل الحكايات ..... نتذوق طعم المرار .... والصبر فينا قد ضاق ..... ولكن الى متى سنبقى صامدون ؟ متى ستشرق لنا شمس ؟ متى ستهب رياح تحرك ذلك القارب الذي تصلب في وسط المحيط ؟؟؟؟؟ متى ومتى ستمطر السماء ويعود الربيع ؟ متى ستغرد العصافير ؟ وكيف السبيل لمن اضاع العنوان ؟؟؟؟