غبطة .. وعتاب

تم نشره الإثنين 08 تمّوز / يوليو 2013 01:44 صباحاً
غبطة .. وعتاب
خيري منصور

حين شاهدت مع ملايين الناس التليثون المصري الذي بدل كلمة تبرع بكلمة تطوع تعبيرا عن سداد الدين ورد الجميل للوطن احسست على الفور بانني اغبط اصدقائي ولا احسدهم. لانهم منا، ولنا حصة في كل نهضة ينجزونها كما ان لنا نصيبا من كل كبوة تحل بهم. فالمشترك القومي والعقائدي والتاريخي يحذف المسافة بين عربي لا يزال على قيد عروبته في اقصى العالم وبين توائمه حتى لو كانوا في القطب المتجمد.

ما تطوع به رجال اعمال واطفال ومتقاعدون وعمال وربات بيوت في مصر لانقاذ وطنهم من الازمات المزمنة والتي تفاقمت خلال ثلاثين شهرا من الحراك السياسي والبطالة الاقتصادية يصيب الشاهد بالقشعريرة فمقابل من تطوع بعشرات الملايين ثمة فقراء تطوعوا ولم يتبرعوا بعشرات الجنيهات اما اكثر هؤلاء تأثيرا في النفس فهي عائلة فقيرة قررت ألا تتناول اللحم في شهر رمضان، وتطوعت بالمبلغ الذي كان مرصودا لشرائه لهذا الشهر.

اغبطهم ولا احسدهم، لكنني شعرت بالاسى والعتاب عندما تذكرت انني كتبت في هذه الزاوية من الدستور العزيزة قبل اعوام مقالة اقترحت فيها على من يقيمون الاعراس في الصيف من اهلنا سواء كانوا من المغتربين او المقيمين ان يتطوعوا - لا ان يتبرعوا - بتكاليف الاعراس للمحاصرين من شعبهم، ولا بأس ان تذكر اسماؤهم والتكاليف التي كانت مرصودة لصالات الافراح ومحلات الذهب والاثاث والفنادق اذا رغبوا في ذلك، وفوجئت يومئذ بصديق يسألني كم هي المبالغ التي تتصور بانها تنفق في هذه المناسبات؟ لم اقل شيئا لجهلي المزمن بالحساب والحواسيب، لكن ما ان قال رقما تقريبيا حتى اذهلني، فهو رقم يكفي لانقاذ كبرياء وطني جريح، ولفك حصار وستر عشرات الالوف من الاسر العفيفة وذوي الشهداء والاسرى.

وبعد نشر المقال تلقيت رسالة واحدة من قارئ قال فيها انه مستعد للمشاركة باقصى ما يستطيع. وانتهت القصة بمرور ذلك اليوم.

الارقام التي شاهدناها على الشاشات الفضائية المصرية شبه فلكية اذا قورنت بما توقعه الناس. وهي اضعاف مضاعفة لاية مساعدات خارجية. وتذكرت ايضا في حمى هذا الترقب ما سمعته من عبد الناصر قبل عقود عندما قال للمصريين هل انتم مستعدون لقدر ما من التقشف بحيث تشربون الشاي مرتين في اليوم بدلا من سبع مرات.. وحين صاح المصريون معلنين عن استجابتهم رفع عبدالناصر ساقه في الهواء واشار الى حذائه الاشبه بقارب صغير وقال ان الخمسين مليون دولار على هذه الجزمة!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات