رئيس الحكومة ووزراء في اجازة .. والسبب " خنقوهم النواب "
المدينة نيوز - ثلة من الوزراء تباروا لاقتطاع فسحة من الزمن "لالتقاط الأنفاس" من "الصخب والشكاوى والاتصالات الهاتفية واللقاءات والضغوط النيابية، وارتفاع نسبة الفقر والبطالة وتعدد الاعتصامات العمالية والانفلات الإعلامي"، فكانت وجهتهم أوروبا وبعض الدول العربية التي يحلو الاصطياف في ربوعها.
الخميس الماضي غادرنا رئيس الوزراء نادر الذهبي في إجازة عائلية إلى أحد المنتجعات الأوروبية، في إجازة تستمر أسبوعاً.
وينقل أصدقاء الرئيس أنه كان يعشق "الخلوة" في إجازة الصيف والتمشي منفردا على شاطئ خليج العقبة عندما كان مفوض منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
بعد عامين من توليه الكرسي الأول في الدوار الرابع، وجد الذهبي نفسه وسط مئات المشاكل الداخلية والملفات العالقة، فأصيب بالإرهاق ونال التعب منه، بعد أن لعب دور "مانع الصواعق" لبعض وزرائه مع الإعلام والنواب والاعتصامات.
ما أن حلقت طائرة الرئيس مغادرة أجواء الأردن حتى اشتعلت نيران الإشاعات وراءه عن تغيير حكومي قريب، فضلاً عن نشر أخبار شخصية جدا عن قضايا معينة في المواقع الالكترونية.
اتصالات هاتفية عدة قطعت خلوة الرئيس حاملة نكهة بنكهات المنغصات والمشاكل والأخبار والاستشارات.
ويقول مقربون إن الذهبي بدأ في خلوته يعيد التفكير فيما مضى ويتطلع بروح جديدة إلى غد.
وزير مهم، هو وزير المالية باسم السالم، انتهز الفرصة هو أيضا وتوجه على جناح الراحة إلى منتجع أوروبي برفقة العائلة، ليتسنى له التفكير بعمق والاستعداد لجولة مفاوضات جديدة مع النواب في الدورة العادية.
جهود السالم التي أحبطها النواب بمشروع قانون الضريبة الموحد، وبروز الأزمات المتتالية، وازدياد مطالبات الوزارات والمؤسسات العامة بصرف مخصصات المشاريع المالية مع وصول عجز الموازنة لحوالي المليار، كان مناسبة ليريح السالم رأسه، ويستجم على شواطئ البحر.
ومع اقتراب شهر رمضان وإعلان حالة الطوارئ وتدافع آلاف الفقراء إلى وزارة التنمية الاجتماعية من أجل تلقي المعونات العاجلة وتفقد الحالات الإنسانية، وجدت وزيرة الفقراء "التنمية الاجتماعية" أن الوقت مناسب لاقتطاع أيام من السنة في إحدى الدول العربية المجاورة للراحة والاستجمام مع العائلة.
وترتفع بورصة طلب الوزراء للإجازات في الصيف الحار، ومع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، إذ يستعد أكثر من ربع الوزراء لطلب إجازات خاصة بعد عودة زملائهم من الخارج، وكلف عدد منهم مدراء مكاتبهم بالإعداد لإجازة صيف طويلة قد تصل إلى 10 أيام في دول أوروبا، قد تكون في أول شهر رمضان أو آخره، وقبل حلول عيد الفطر لتربط مع إجازة عيد الفطر.. إن بقيت الحكومة.
وقال وزير إن الوزراء يمضون أوقاتهم ما بين اجتماعات ولقاءات واتصالات هاتفية تمتد حتى ساعات متأخرة يوميا، وتقطع تلك الاتصالات إجازاتهم الأسبوعية التي يمضونها ما بين مزارعهم ومنازلهم وإجازات قصيرة في العقبة، أما سفراتهم للخارج فتكون غالبا رسمية، تغرق في الإجراءات البروتوكولية، وبالتالي فإن أخذ إجازة مع العائلة باتت مسألة ملحة.
المرجح أن يعود الوزراء من رحلات استجمامهم أكثر نشاطاً، لكن حكومة الذهبي ستدخل مع نهاية شهر رمضان في "معمعة" كبيرة تبدأ بالاستعداد لدورة برلمانية، وربما أكثر من ذلك، ما ينبئ بأن إجازات بعض الوزراء ستكون عندها طويلة.