رسالة من حمزة منصور الى عبد المنعم أبو الفتوح
المدينة نيوز -: طالب حمزة منصور أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن, الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح لمرشح السابق للرئاسة, بالعودة الى الطريق والتخلي عن تأييده للجيش المصري وإجراءاته ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي.
ودعا منصور ابو الفتوح في رسالة وجهها اليه, الى القفز من من السفينة التي أوشكت على الغرق, على حد تعبيره، كما قال : "لا يتردد في القفز من السفينة المخروقة الآيلة الى الغرق، فالرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل".
يذكر أن نداءات كثيرة وجهت من منصة اعتصام مؤيدي الرئيس محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، لأبو الفتوح للتراجع عن مواقفه الداعمة للجيش وفلول النظام السابق.
نص الرسالة :
رسالة من حمزة منصور الى عبد المنعم أبو الفتوح
ما زلت أناديك بأخي لود كان يجمعنا، وما زلت أجد الرغبة لدي بمخاطبتك على الرغم من كل ما تجمع لدي من عتب عليك، حرصاُ عليك، وحتى لا تكون مع الغارقين، فأحسبك تملك عقلاً إن فشل في الحيلولة دون انزلاقك فلعله ينجح في وقف التدهور والعودة الى جادة الطريق .
عرفتك أول ما عرفتك يوم وقفت بإباء في وجه أنور السادات، وما زلت يومها على مقاعد الدراسة في كلية الطب، تقول له : ( ألسنا دولة العلم والإيمان ؟ فلماذا يمنع الشيخ الغزالي من الخطابة ) أو باللهجة المصرية العذبة ( الشيخ الغزالي ازاي ينشال ) ؟ وكانت عبارتك يومها مستفزة للرئيس المغرور، حيث أجابك بانفعال حاد ( جاتك نيلة في هاالدءن ) وطارت بهذا الموقف الركبان، وظل حديث الخطباء والكتاب. وعرفتك وأنت تتقدم الصفوف في دعوة الاخوان المسلمين، الى جوار شيوخ الدعوة، الذين أفنوا أعمارهم في سجون الطغاة، وقد ظهر تميزك في الطرح مضموناً وأسلوباً، حتى توقعنا لك موقعاً في مقدمة قيادة الدعوة. عرفتك نائباً ناجحاً في مجلس الشعب، وأميناً عاماً لاتحاد الأطباء العرب، وناشطاً في الدعم الاغاثي لفلسطين وللعرب والمسلمين.
كل ذلك جعلك حبيباً الى النفس، قريباً منها، ومن هنا فقد كان وقع خروجك على قرار إخوانك بالإصرار على الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية شديداً على قلوب إخوانك ومحبيك، وكنت أحد الذين رجوك أن تلتزم بقرار إخوانك، ولكنك خيبت ظننا بك، وذهبت كل مناشداتنا أدراج الرياح، وأدرت ظهرك للدعوة، وكنت الخاسر الأكبر بهذا القرار، فالدعوة أكبر من أن يفت في عضدها قعود قاعد، أو تخلي متخل يوم الزحف، فقد سبقك على هذا الدرب كثيرون، جذبتهم شهوة السلطة، أو فت في عضدهم ابتلاء بالسراء والضراء. وكنا نؤمل وقد اتخذت طريقاً مغايراً لإخوانك أن تحتفظ ببعض الود لهم، وببعض الوفاء لدعوة نشأت في أحضانها وترعرعت في صفوفها، وجنيت منها الكثير، على الأقل حفظت شبابك من الانحراف، ووسعت دائرة معارفك ومحبيك، وقدمتك في كثير من المحافل، ولكنك أبيت إلا أن تمضي الى نهاية المشوار، فناصبت إخوانك العداء، وأدرت ظهرك لإخوانك، ممثلين برئيس الجمهورية الأخ الحبيب الدكتور محمد مرسي فرج الله كربه، فلم تستجب لدعوته المتكررة للحوار والتعاون، وآثرت على دعوتك جبهة جرّت على مصر الخراب، وإن زعموا أنها جبهة إنقاذ .
أخي عبد المنعم
إن وقوفك الى جانب جبهة الخراب، ومسارعتك للجلوس مع قوى الانقلاب، جعلك شريكاً في ظلم لم يقع على الرئيس المؤمن بحق، والشرعي بحق، الدكتور محمد مرسي فحسب، وإنما شريكاً في محاولة وأد الحلم المصري والعربي الجميل بالشورى والديموقراطية، وباستعادة الأمة دورها الحضاري، وشريكاً بكل قطرة دم سالت أمام الحرس الجمهوري من فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى، خرجوا سلمياً لاستعادة الشرعية المغتصبة، من ضباط مغامرين، وسياسيين فاشلين، وبلاطجة لمثل هذا اليوم معدين.
فالنجاة النجاة من هلاك محتم، تخسر فيه دنياك وآخرتك. وأخشى أن تعض أصابع الندم ولا ساعة مندم. فالسبيل الوحيد للتكفير عما ارتكبت يداك أن تعلن اليوم قبل الغد التبرؤ من الانقلاب والانقلابيين، وأن تسارع الى ميدان رابعة العدوية، وستجد الصدور الحانية التي تحتضنك، وتقول عفا الله عما سلف. ولا تتردد في القفز من السفينة المخروقة الآيلة الى الغرق، فالرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل، والله أسأل أن يلهمك وإياي رشدنا، وأن يعيننا على أنفسنا وشياطيننا، وألا يكلنا الى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك، أو الى أحد من خلق الله فنهلك. اللهم إني قد نصحت وأبلغت اللهم فاشهد .