53% من لاجئي سوريا بالأردن أطفال
المدينة نيوز-: تمثل حالة الطفل السوري منجد (14 عاما) واحدة من آلاف حالات الأطفال السوريين الذين انخرطوا في سوق العمل الأردني بعد هربهم مع عائلاتهم من مدن سوريا المختلفة.
الطفل الذي يعمل في محل لبيع الخضار قال للجزيرة نت إنه درس حتى الصف السادس في وطنه سوريا، وبعد اللجوء للأردن قبل عامين مكث لأشهر يتنقل مع العائلة بين المفرق والزرقاء وأخيرا استقر في منطقة الحسين الشعبية وسط عمان.
لا يعبأ منجد كثيرا بانقطاعه عن الدراسة، ويتحدث بطلاقة عن أهمية التحاقه بالعمل لمساعدة والده وشقيقه اللذين قال إنهما يعملان في أشغال مختلفة لتأمين أجرة المنزل ومتطلبات الحياة التي يصفها بالغالية جدا في الأردن.
وبات مشهد الأطفال والمراهقين السوريين الذين ينتشرون في أسواق العمل المختلفة في الأردن مألوفا، خاصة وأن غالبيتهم يعمل بأجور أقل من نظرائهم الأردنيين عوضا عن عدم تمتعهم بحقوقهم الأساسية من التأمين الاجتماعي والصحي في أغلب الحالات.
وكشف أحدث تقرير صدر الشهر الماضي عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن 53% من اللاجئين السوريين في الأردن، المقدر عددهم بأكثر من 470 ألفا، من الأطفال.
وتحدث التقرير عن أن ربع هؤلاء اللاجئين من المراهقين والشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، وهو ما يكشف عن عمق الأزمة التي تواجهها أجيال من السوريين خلفتها الحرب المستعرة في بلادهم.
التقرير ركز بالأساس على حياة الأطفال في مخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يقيم فيه 120 ألفا من السوريين، بحسب ما أورد التقرير، ولفت إلى أن المشكلات خارج المخيم بالنسبة للاجئين قريبة إلى حد كبير مما يعانيه اللاجئون داخل المخيم.
أطفال بلا عائلات
وبحسب " الجزيرة " فإن التقرير تحدث عن وجود 237 طفلا يعيشون في المخيم دون أسرهم التي افترقوا عنها وقدموا للأردن من دونها، من هؤلاء 20 طفلة.
كما تحدث عن وجود 213 طفلا ذكرا و110 طفلات انفصلوا عن عائلاتهم ويعيشون في المخيم بحسب آخر إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في نهاية مارس/آذار 2013.
ويرصد التقرير أبرز المشكلات التي يعانيها الأطفال في المخيم والمتمثلة في العنف الأسري وتحديد ورعاية الأطفال الذين افترقوا عن عائلاتهم، واستبعاد بعض الأسر التي تعيل نساء من الخدمات، ومشكلات الأطفال والنساء ذوي الإعاقة.
التقرير لفت إلى تفاقم مشكلة عمالة الأطفال في المخيم، وهو ما يحول دون التحاقهم بالمدارس، كما تحدث عن أن بعض الأطفال "ينضمون لعصابات" داخل المخيم.
وركز التقرير على مشكلة التعليم بالنسبة للأطفال اللاجئين، وقال إنه وغم أن وزارة التربية الأردنية وبالتعاون مع اليونيسيف أتاحت التعليم في الصفوف الأساسية باستثناء الصف الأخير من الثانوية بسعة تبلغ 5000 طالب، فإن 76% من الإناث و80% من الذكور ممن تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاما لا يلتحقون بالمدارس.
وعن أسباب هذا التدني في الإقبال على التعليم، قال التقرير إن الأهالي برروا ذلك بتردي الأحوال، وانتظار أمل العودة للبلاد، في حين يبرر الأطفال سبب عدم التحاقهم بالمدارس بالعنف بين الطلاب ومنه العنف الجنسي وانعدام الأمن، إضافة لالتحاقهم بالعمل الذي يسد رمق عائلاتهم.
كما رصد أسبابا أخرى منها بُعد المدارس بالنسبة للفتيات، وسوء التغذية لدى الطلاب، وازدحام الفصول الدراسية، وضعف الخبرات العملية بالنسبة للمعلمين في المخيم.
آثار نفسية بالغة
وركز التقرير في جانب مهم منه على الأمراض النفسية التي يعانيها الأطفال السوريون والناجمة عن الأحداث في بلادهم، حيث يعانون من آثار بالغة ناتجة عن الحزن والاكتئاب والخوف والتوتر والغضب والترقب.
ونوه التقرير إلى الجو العام في مخيم الزعتري الذي قال إنه يشهد توترا وانتهاكات متعددة "حيث تجري عمليات السرقة والتخريب ووجود عصابات، بالإضافة لتفشي الأمراض"، كما كشف أن 5.6% من أطفال اللاجئين و6% من النساء في سن الانجاب في الزعتري يعانون من سوء التغذية.
وأوصى التقرير بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة خاصة ما يتعلق بحماية الأطفال في المخيم من العنف الجنسي، وخوف الأطفال من التحرش الجنسي.