العبادي : لا ضرر بمتابعة البرامج الفكاهية شرط خلوها من المحرمات
المدينة نيوز – رصد : - قال الدكتور عبدالسلام العبادي وزير الاوقاف الأسبق انه لا مانع من التنفيس عن الروح ومتباعة لبرامج الفكاهية في شهر رمضان المبارك شريطة ان " لا يكون فيه محرم من كلام أو مناظر غير مقبولة شرعًا .
وأكد العبادي خلال لقاءه مع جريدة " الخبر الجزائرية " ان شهر رمضان هو دورة تدريبية كبرى تدخلها الأمّة الإسلامية بكلّ فئاتها .
وتاليا نص المقابلة :
هناك خلط بين الدعوة والفتوى فما الفرق بينهما؟
- الدعوة تبليغ لأحكام الإسلام وتعريف بما يقدّم للنّاس ليلتزموا بهذا الدّين في حياتهم الخاصة والعامة.. فكلّ مَن يعرف هذه الأحكام معرفة صحيحة عليه أن يقوم بواجبه في التّعريف بهذا الدّين، قال تعالى: “ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن”.
أمّا الفتوى فهي بيان لحكم الله في مسألة محدّدة بناء على حاجة خاصة أم عامة، وهذا لا يتصدَّى له إلاّ من كان من العلماء القادرين على ذلك، فإذا كانت مسألة مستجدة لابدّ أن يجتهد في استنباط الحكم الشّرعي لها وفق قواعد الاجتهاد والاستنباط، وإذا كانت أمر قد أفتى فيه العلماء القادرون أو المجامع الفقهية أو مجالس الإفتاء يمكن نقل ذلك مع بيان المصدر ودقّة النّقل.
التّنفيس عن النّفس بمتابعة البرامج الفكاهية والأفلام الدينية في نهار رمضان وليالي رمضان، هل يُعد ذلك من تضييع وقت المسلم في رمضان غير طاعة الله؟
- لا حرج ولا ضرر في ذلك، شريطة ألاّ يكون فيه محرّم من كلام أو مناظر غير مقبولة شرعًا، فترويح النّفس مطلوب، والحصول على المعرفة بأيّ طريقة مدعو إليه.ومفهوم العبادة في الإسلام مفهوم شامل ونظرة الإسلام إلى الكون تقوم على أنّه مجال لتفكير الإنسان وانتفاعه وتمتّعه، قال تعالى: “قُلْ مَن حَرَّم زينَة الله الّتي أخْرَج لعبادِه والطيِّباتِ مِن الرِّزق”.
بعض النّاس يبحث عن مساجد بعيدة إمّا للصّوت الجيّد للإمام أو لأنّه يخفّف وقراءته سريعة؟
- لا حرج في ذلك على أن يكون الدّافع مشروعًا، والالتزام بالأحكام متوافرًا والعبادة تقوم على الاختيار، والجزاء والثّواب مرتبط بتجويد الفعل وتحسين أدائه.
هل يمكنكم تذكير القارئ الكريم ببعض المناسبات الّتي جعلت شهر رمضان مباركًا ومميّزًا عن باقي الأشهر؟
-أوّل مناسبة يجب التّذكير بها هي المناسبة الأعظم، والّتي بيّنها القرآن الكريم بشكل واضح، وهي أنّ هذا الشّهر العظيم قد حظي بنزول القرآن الكريم فيه، قال تعالى: “شهرُ رمضانَ الّذي اُنْزِلَ فيه القرآن هُدًى للنّاس وبيِّنات من الهُدى والفُرقان”، فيكفي هذا الشّهر شرفًا أن كان فيه نزول القرآن الكريم.
ثمّ لا ننسى أنّ كثيرًا من انتصارات الإسلام كانت في رمضان مثل معركة بدر وفتح مكة، ولا أريد أن أتحدّث عنهما، وأثرهما الكبير في تاريخ الدعوة الإسلامية. ولا ننسى هنا أيضًا أنّ رمضان مناسبة عظيمة لتربية النّفس وتوجيه السّلوك ورفع الدرجات وتكفير السيّئات.
ما نصيحتكم للشباب في رمضان؟
- يجب أن لا ننسى أنّ شهر رمضان أشبه ما يكون بدورة تدريبية كبرى تدخلها الأمّة الإسلامية بكلّ فئاتها، تجد فيها أصنافًا من الإعداد والبناء، وأنواعًا من التّدريب والتّعليم، لتكون في مستوى هذا الدّين العظيم فهمًا وتعلّمًا وتعليمًا وممارسة، فهو تحرير للنّفس ممّا ألفت من عادات وتقاليد التزامًا بأمر الله وإتباعًا لكتابه، قال تعالى: “كُتِب عليكُم الصّيام كما كُتِب على الّذين مِن قبلِكُم لعلّكُم تتّقون”، والتّقوى تصنَع شخصية إسلامية قويّة متوازنة، والرّسول الأعظم يقول في الحديث القدسي: “يقول الله تعالى:“كلّ عمل ابن ادم له إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أُجْزِى به.. يَدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي”. وفي هذا الشّهر العظيم دروس في النِّظام والتّصرّف الجماعي المنتظم للأمّة، يصلّون في وقت واحد، ويفطرون في وقت واحد بالأعمال العبادية نفسها، وفيه دروس في الصّبر والتّحمُّل ومواجهة التّحديات، فيكون المسلم قويٌّ في إرادته وعزيمته قادر على التّحدي والمواجهة المدروسة.. فرمضان مدرسة كبرى تقدّم كلّ أنواع التّوجيه والإرشاد والتّعليم لبناء الشّخصية الإسلامية القوية المتزنة، أسأله سبحانه أن يوفّق شبابنا لوعي ذلك والالتزام بها فيكون لهم به الخير والأداء المبارك الجيّد لواجبات الاستخلاف الإلهي للإنسان في الأرض.
