قريتي .... دورا في قلب العالم مع فريق برشلونة
سمعت اليوم خبرا اثارني و اسعدني و هو اعلان السيد الرجوب مسئول شئوون الرياضة في السلطة الوطنية الفلسطينية ان فريق برشلونة الرياضي لكرة القدم سيلعب مع الفريق الفلسطيني في بداية الشهر القادم على الاستاد الرياضي في قريتي و مسقط راسي دورا .... قضاء الخليل .
لقد سعدت كثيرا بهذا الخبر لعدة اسباب و منها:
اولا : لكون قريتي الصغيرة و التي كان يبلغ عدد سكانها قبل النكبة الفلسطينية في العام 1948 ( 10 الاف شخص ) و اصبح يبلغ الان ( اكثر من 80 الف نسمة ) و هذا يعني ان الشعب الفلسطيني هو شعب صاحب ارض و له تاريخ و جذور و كل يوم يزداد عدداً و عطاءً و قدرةً .
ثانيا : هذا الشعب هو شعب حيوي في كل مجالات الحياة و لم يستطيع هذا الكيان الصهيوني المجرم و الغاصب و بكل ما أوتي من قوة و جبروت و ظلم و دعم من قوى عالمية ان يوقف هذا الشعب الفلسطيني من فرض وجوده و وضع بصمته في هذا العالم .
ثالثا : ان الرياضة هي مظهر من مظاهر حضارتنا و ثقافتنا فمنذ 1430 عاما و ليس فقط في عصرنا الحالي , فعندما نًؤمر قبل اربعة عشر قرناً بان نتعلم ( الرماية و السباحة و ركوب الخيل ) .
هذه الرياضة كانت للعامة لدينا و ليس للنخبة كما هو الحال في العالم الان و اعتقد من كان عنده هذا الفكر لو انه صاحب قرار الان لكانت كل سنة له دورة اولومبية بكل انواع الرياضة , فالرياضة ليست غريبة علينا و انما جزء من عقيدتنا .
رابعا : ان فريق برشلونة له رمزية رياضية هائلة للعب على ارض قريتي دورا و هي جزء من ارض فلسطين التاريخية من النهر الى البحر لكونه فريق عالمي له مشجعين و مؤازرين و معجبين من كل انحاء العالم و بمئات الملايين , كل هؤلاء يجب ان تصلهم عن طريق فريقهم في هذه المباراة رسالة الظلم و الاجرام المتمثلة في مصادرة حقوق الانسان الفلسطيني من قبل المحتل الصهيوني حيث انه شعب باكمله مع ارضه باكملها قد سُرقوا و نُهبوا و سُلبوا من قبل عصابات اجرامية تجمعت من كل انحاء العالم و لم يبقى احتلال في الدنيا الا الاحتلال الصهيوني لارضنا ارض فلسطين التاريخية .
خامسا: لاول مرة تحسم نتيجة مباراة رياضية لصالح فريق قبل بدء المباراة و هو الفريق الفلسطيني لانه يمثل القضية الفلسطينية بكل ابعادها , فمهما كانت نتيجة المباراة المرتقبة فعليا فالرابح الاول هو فلسطين و شعب فلسطين و ابطال فلسطين, و اما الرابح الثاني فهو البعد الانساني و الاخلاقي عند فريق برشلونة الذي وافق ان يلعب على هذه الارض الطيبة و المباركة و عند شعبها الاصيل و المتجذر في اعماق التاريخ و اتمنى ان يلعب هذا الفريق على ارض غزة حتى تتضح الصورة من كل جوانبها .
سادسا :انني ابارك هذه الخطوة و كل خطوة تظهر وجود هذا الشعب و حضارته و ثقافته و حيويته و بصمته الايجابية في هذا العالم باي شكل من اشكال المقاومة ان كان فنا او رياضة او شعرا او ادبا او علما ملتزم بحضارتنا و ثقافتنا و كل ذلك هو شكل من اشكل المقاومة التي ستستمر حتى يعود هذا الحق المغتصب الى اصحابه باذن الله و هو زوال هذا الاحتلال عن ارضنا .
اخيرا ... تحية تقدير و احترام لكل من يقدم اي شيء لهذا الشعب و لهذه القضية و باي وسيلة و باي شكل , واخص هنا فريق برشلونة الرياضي و لكل القائمين من ارض فلسطين على هذا العمل .