خشبات الحبس خمس خشبات

نستعير كلمة "ميزان" من عالم البيع والشراء الى عالم السياسة والصراعات والمعارك، ونتحدث مثلاً عن ميزان القوى الذي هو بالمناسبة ميزان الضعف. وتأخذ هذه الاستعارة مبررها من كون الميزان أداة ذات كفتين تصلحان للمقارنة والمقايسة، فقولنا "ميزان قوى عسكري" يجعلنا فوراً نتخيل كفتين في كل منهما قوة عسكرية.
لكن اختراع الميزان الالكتروني، وهو ميزان بلا كفات، ولا يقوم على المقارنة، خلخل الأساس الذي تقوم عليه تلك الاستعارة، ومع هذا فإن السياسيين لا يتوقفون عن اللجوء لتلك الاستعارة، وهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن صيغة جديدة.
غريب أمر السياسيين والمحللين، ذلك ان الميزان الالكتروني يناسبهم أكثر، إنه يعمل بعد تزويده بالمعطيات والأرقام والأسعار عن طريق الأزرار، وهو يعني أن من يقوم بالكبس على الأزرار هم من يتحكم بالنتيجة، وهذا على الأغلب أكثر مناسبة من الميزان التقليدي الغبي ذي الكفتين.
(2)
أن تُطعم أحداً جوزاً فارغاً، أمر لايخلو من فائدة، لأنك في هذه الحالة تمكّنه من اختبار مقدرة أسنانه على الكسر.
بالمقابل فإن البديل الضمني، أي إطعامه جوزاً ممتلئاً، ليس بالضرورة أكثر فائدة، إذ يتعين عليك أن تتأكد من أنه يحب الجوز أصلاً، كما يتعين التأكد من أنه لا يعاني من زيادة نسبة الكوليسترول في الدم.
الأمر ذاته يتكرر عندما "تأكل بعقل أحدهم حلاوة"، مع اختلاف بسيط وهو أن بعض المحلات تبيع نوعاً من الحلاوة قليلة الدسم.