واشتعلت معركة رئاسة مجلس النواب .. السرور ينافس المجالي على زعامة البرلمان

المدينة نيوز- راكان السعايدة- بدت القراءة الأولى لحراك مجلس النواب تشي بأن انتخابات رئاسة المجلس في دورته الثالثة، وهي الدورة قبل الأخيرة من عمر المجلس، ستقتصر على منافسة يتوقع لها ان تكون ساخنة بين رئيس مجلس النواب الحالي عبد الهادي المجالي ورئيس المجلس السابق سعد هايل السرور.

وعلى الرغم من أن السرور يعد من النواب المستقلين ممن لم يشتركوا بأي كتلة نيابية مقارنة مع المجالي المدعوم من كتلة التيار الوطني الأكبر نيابيا على الإطلاق وقوامها يزيد عن 50 نائبا، إلاّ أن السرور يراهن على انتزاع دعم كتل الوطنية الديمقراطية والإخاء النيابية وأقطاب نيابية مستقلة خصوصا عبد الرؤوف الروابدة وعبد الكريم الدغمي.

المعروف أن السرور مهندس انتخابي محترف لذلك فالمصادر النيابية تقول أن حركة السرور الآن وتنقله بين النواب وخوضه معهم حوارات تتعلق بشؤون المجلس ليست أكثر من جس نبض واستكشاف فرص فإن جاءت النتائج مرضية فأنه سيرشح نفسه لكن إن جاءت النتائج معاكسة للتمنيات فانه لن يقدم على خطوة الترشح.

والمجالي أيضا، كما يقول نواب، يملك قدرة على التحكم باشتباكات الانتخابات، لكنه مستعد للمغامرة وخوض أية معركة انتخابية مهما كانت نتائجها رغم أنه يبدو مرتاحا كونه يلقى دعما من كتلة كبيرة أغلبها يريده أن يرشح نفسه لرئاسة المجلس.

ولا ينكر أي نائب أن مسألة رئاسة المجلس والمكتب الدائم وبعض اللجان الدائمة الرئيسية تحتاج إلى تفاهمات من أطراف خارج أسوار المجلس، وهذه الأطراف عادة ما تحسم موقفها في ربع الساعة الأخيرة، فهي إما توعز لطرف بأنها ترغب في توليه رئاسة المجلس وتعطي إشارات للطرف الآخر أن يرتاح ويتجنب خوض الانتخابات أو أنها تعطي إشارات للجميع أنه لن تتدخل وترغب في ترك الأمر للمجلس ليقرر من يرغب في تولي رئاسته.

لكن الدور المؤثر لتلك الأطراف لا يمنع الراغبين في خوض الانتخابات من التحرك لخلق بيئة مناسبة للفوز كما أنه تحرك فيه رسائل للأطراف كلها من أن الفرص والأفضلية لهذا المرشح أو ذاك.

في هذا السياق، يتوقع نواب ان يكون السرور تلقى إشارات من نواب كان يتوقع أن ينافسوا على رئاسة المجلس خصوصا الروابدة والدغمي وممدوح العبادي وهي إشارات تفيد عدم رغبتهم خوضها وبالتالي الساحة متاحة له، فيما طرف نيابي آخر يعتقد أن السرور بدأ الحركة مبكرا ليقطع الطريق على منافستهم له وتكريس نفسه كمرشح في مواجهة المجالي.

وبدا أن لقاء السرور برئيس كتلة الإخاء بولاد ميرزا  وهو صديقه الحميم يأتي مقدمة لاستكشاف فرص أن يجد السرور في كتلة الإخاء الدعم المناسب له. كما أن ترتيباته لعقد اجتماع مع الكتلة الوطنية الديموقراطية وممكن كتلة الحركة الإسلامية كلها تأتي في سياق الاستكشاف لتحديد حجم الفرص.

المجالي بدوره مقل في حركته لكنه يعي تماما أن شهر رمضان المبارك فرصته الاستراتيجية في عمليات جس النبض وبناء تحالفات، وعادة ما تكون مزرعة شقيقه محطة مهمة للغالبية النيابية التي تزورها كل ليلة للسهر في سياق الطقوس الرمضانية.

ويلفت نواب إلى أن المؤشرات الأولية تقول ان الكتل النيابية، باستثناء الحركة الإسلامية، ستشهد اختراقات واسعة من كل المتنافسين على رئاسة المجلس نتيجة الأمزجة المتناقضة داخل الكتلة الواحدة، كما أن الخصومات والمواقف الشخصية ستطغى على مواقف الكتلة وبالتالي تنعكس على عملية التصويت.

ويعتقد نواب أن شهر رمضان سيكون حافلا بالاتصالات واللقاءات التي تمهد لانتخابات الرئاسة على فرض أنها ستكون في تشرين أول المقبل، حسب موعدها الدستوري، برغم ان الدستور يتيح لصاحب القرار إمكانية تأجيل الدورة مدة لا تزيد عن شهرين، وهو المرجح أن يتم اللجوء إليه بإرادة ملكية قُبيل شهر تشرين أول المقبل.