كي لا نُحبط ....

تم نشره الثلاثاء 23rd تمّوز / يوليو 2013 12:30 صباحاً
كي لا نُحبط ....
ظاهر احمد عمرو

عندما نلتفت يمينا و شمالا , شرقا و غربا نرى ان كل الامور ظاهرها محبط و مؤلم فمن سوريا الى مصر الى العراق الى لبنان الى الصومال الى ليبيا الى تونس ...الخ , كلها امور تبعث على الاشمئزاز , و لكن عندما نشخًص الأمور حتى نستطيع علاجها فالامور حينها تختلف , فلو نظرنا الى الامور من نواحي وطنية فاساس تقدم اي شعب او اي أمة هو حريتها و لنا في الثورة الفرنسية عبرة حيث انها ثورة بدأت اعتراضا على الظلم و العبودية و لكنها كادت ان تفشل و بقيت اثني عشر عاما في اضطراب الى ان حققت مطالبها , و لذلك فالربيع العربي هو اول اشارة لبدء هذا العالم العربي للتطلع لحريته و لكن النتائج المبدئية غير مشجعة فالوقت لغاية الأن غير كافي .

اما من النواحي الدينية فنحن ثقافتنا و حضارتنا اسلامية و نؤمن بما ورد في كتاب الله قرآننا الكريم حيث يقول جل و علا " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا " من سورة الاسراء .

فهذا العلو و الذي نراه اليوم لهذا العدو هو وعد رباني لهم و بدأ تحقيقه بعد 1430 عام بدخول اليهود للأرض المقدسة ( فلسطين ) و قيام كيانهم عام 1948 و هذا الوعد لم يكن ليتم الا بوجود اسباب لان زمن الاعجاز المباشر و الحسي انتهى كما كان ايام سيدنا موسى و سيدنا عيسى , اما ما جاء به القران الكريم فهو اعجاز الى ان تقوم الساعة و حتى يعلو اليهود فلا بد من وجود اسباب و من هذه الاسباب هو هذا التشرذم الحاصل في العالم العربي و العالم الاسلامي و هذه الانقسامات و هذه المصالح المتضاربة بين دولة و اخرى و فئة و أخرى ...الخ

و لهذا فهذه الفتن التي نراها في كل مكان فإنها تصب في هذا الوعد الالهي لهؤلاء الصهاينة اليهود و حتى لا نُحبط فإنه يجب ان نؤمن بالأيات و بهذا الوعد و هو العلو الماثل امامنا و كذلك يجب ان نؤمن بالآية الاخرى التي لم نعيشها لغاية الأن من سورة الاسراء التي تأتي بعدها و نصها " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً " صدق الله العظيم . و الله وحده يعلم العبرة من ذلك .

هذه الأية تعطينا التفاؤل و اليقين بالنصر في النهاية و لهذا يجب ان نعمل بكل قوة و عزيمة و بكل الامكانيات و ان لا نمل و لا نكل .
و من هنا فإن نهاية الفتن مشروطة بزوال هذا الاحتلال الذي هو سبب لكل مشكلة و فتنة تمر بها أمتنا .

و اذا لاحظنا فإن الاسلام منذ بدء نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فهو في صعود مستمر و سيبقى كذلك الى أن تحكم هذه الامة باخلاقها و عدلها و امرها بالمعروف و نهيها عن المنكر و ان تكون رحمة للعالمين , و اما المسلمين فهم في قوة و ضعف حسب التزامهم بتعاليم دينهم .

و لهذا يجب الثقة بوعد الله سبحانه و تعالى و بأن وعده نافذ و هو انهاء هذا العلو لهذا العدو بزواله و إنهاءه الذي هو السبب المباشر و الوحيد لكل ما نعانيه و نراه من حولنا من فتن و مشاكل .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات