الدُّومة قراطية!!

تم نشره الثلاثاء 23rd تمّوز / يوليو 2013 02:28 صباحاً
الدُّومة قراطية!!
خيري منصور

هذا المصطلح ليس بديلاً أو تحويراً لما سماه الأغريق القدماء حكم الشعب، فالديمقراطية لم تجد بعد أكثر من عشرين قرناً من يترجمها الى لغة أخرى غير لغة أصحابها اليونانيين، لكن الحكاية ببساطة هي أن الناشط المصري أحمد دومة وهو من ثوار الموجتين في يناير وحزيران لا يجد ما يحول دون حواره مع أبيه، فالأب اخواني، وعلى النقيض من أطروحة وموقف ابنه، لكنه ايضاً لا يقول بأن النار تخلف رماداً، ولا ينعت ابنه بالعقوق، ويعترف الاثنان الأب والابن كل بطريقته أن هذا الاختلاف لا يفسد العلاقة الأبوية، فهل حقق رجلان فقط ما عجز عن تحقيقه حتى الآن أكثر من خمسين مليون انسان أقاموا في الشوارع، وصاموا في الشوارع ويصر كل منهم أن يفطر على انتصار، حتى لو كان هذا الانتصار كما وصفه أمير الشعراء أحمد شوقي في مسرحية كليوباترا، مجرد ظفر في فم الأماني، لكن ليس هناك منه ما يساوي قلامة ظفر!!

عرفنا في العالم حالات اختلف الأخ فيها مع توأمه أو والده سياسياً وايديولوجياً، وتعايش المختلفون تحت سقف واحد هو سقف منزل وليس سقف وطن شاسع.

اختلفت ابنة فيديل كاسترو مع والدها الراديكالي وعاشت على الشاطىء الآخر المقابل لكوبا سياسياً وايديولوجياً.. فلم يحاول مطاردتها لاغتيالها ولم تكن هي الدليل لاغتياله ولو لمرة واحدة من المئتي مرة التي تعرض فيها للاغتيال.

الدومقراطية، لها الآن في اللغة العربية دلالة أخرى، مغايرة لدلالتها الاغريقية، فهي مشتقة من اسم دومة العربي، واذا قدر لها ان تتمدد وتتحول من استثناء الى قاعدة فان انسداد الآفاق يصبح قابلاً للاختراق والعبور الآمن.

أحمد دومة المصري تمرد أيضاً على نظرية شاعر قبيلة غزية الذي تنازل عن عينيه وأذنيه ليردد صدى القبيلة كالببغاء، فاختلف مع والده لكنه لم يعد له كميناً، وكذلك الوالد الذي لم يعلن البراءة في الصحف من ابنه، بل العكس هو ما حدث، فقد سعت من الأب والابن معاً ان التعايش ممكن الى ما لا نهاية شرط أن لا يتحول الاختلاف الى خلاف، وبالتالي الى حرب، ففي السياسة اذا كانت محررة من التعصب والعصاب لا يصبح الاختلاف بين الافراد والجماعات شحماً وناراً، ما دام هناك بعد ثالث، هو بمثابة القاسم الوطني المشترك بين المختلفين.

«دومقراطية» دومة وابنه عربية ومصرية بامتيازين، أولهما ان الاثنين عثرا في جدول الضرب الوطني ما يجمع اضافة الى ما يقسم ويطرح، والارجح ان الغلاة ممن يذهبون الى أقاصي الراديكالية يكذبون اذا قالوا بأن الوطن أهم من مصالحهم وأهدافهم، فالأم الحقيقية للصبي تنازلت عنه عندما عرفت أن القاضي سوف يشطره الى نصفين! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات