غزوة بدر التي توافق ذكراها الجمعة نموذج في الصبر والشورى
المدينة نيوز– تعتبر غزوة بدر الكبرى التي توافق ذكرى وقوعها الجمعة السابع عشر من رمضان المبارك انموذجا للعزيمة والصبر , اذ تمكن المسلمون بتوفيق الله ثم اعدادهم النفسي والتربوي من تحقيق النصر .
فقد وقعت غزوة بدر في شهر رمضان للسنة الثانية للهجرة وهو العام الأول الذي فرض فيه الصيام على المسلمين وشرعت فيه صلاة العيد حيث شكلت مفترق طرق في تاريخ الدعوة الإسلامية .
عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور امين القضاة يقول ان غزوة بدر تشكل مفترق طرق في تاريخ الدعوة الاسلامية والسيرة النبوية , اذ تعد اول لقاء عسكري حاسم للمسلمين للدفاع عن دينهم الحنيف ونموذجا لقوة عقيدة المسلمين وتضحياتهم في سبيل الله سبحانه وتعالى . ويضيف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان غزوة بدر اطلق عليها بالقرآن الكريم يوم الفرقان لانها فرقت بين الحق والباطل وان ذكرى حدوثها تحيي في نفوس المسلمين المنهج النبوي في طرق التعامل مع اعداء الامة حينما يبتعدون عن الحوار وما يدعو اليه الاسلام بالموعظة والدعوة الحسنة وعند اصرارهم على قتال المسلمين بالقوة حينئذ فان على المسلمين الدفاع عن انفسهم .
ويتابع ان غزوة بدر تؤكد على المعتقد الاسلامي في ان النصر من عند الله وان على المسلم السعي للوصول الى الامور المادية والوسائل الممكنة وبالتالي فان عقيدة المسلم تؤمن انه لا يخشى الا الله ولا يتوكل الا عليه .
نائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية استاذ الاديان والعقائد في جامعة آل البيت الدكتور عامر الحافي يقول ان غزوة بدر أكدت أن للنصر أسبابا وشروطا يجب الاخذ بها .
ويضيف ان غزوة بدر تبعث في نفوس المظلومين والمهجرين من أوطانهم الأمل بالنصر واسترجاع الحقوق كما تؤكد أهمية الشورى بين المسلمين واتخاذ القرارات الجماعية وعدم التفرد في اتخاذ القرار حتى ولو كان القائد نبيا .
يقول نائب عميد المعهد العالي للدراسات الاسلامية في جامعة آل البيت الدكتور محمد العموش ان شهر رمضان المبارك، هو شهر التضحيات الجسام، وشهر الغزوات والمعارك الفاصلة في تاريخ الأمة الإسلامية .
ويضيف ان غزوة بدر الكبرى تعد من المعارك الخالدة ، التي وقعت في الشهر الفضيل ، فيوم بدر هو يوم الفرقان بين معسكري الكفر , والإيمان، قال تعالى "إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فأمة الإسلام قبل هذه الغزوة كانت تعرضت لكثير من الإيذاء على يد كفار مكة، وكانوا يصبرون على هذا الأذى، ويتحملون الشدائد.
ويقول الدكتور العموش ان هناك عددا من الدروس والعبر من غزوة بدر الكبرى اهمها وجود القائد مع جنوده في ساحة المعركة وهي من أهم الأمور التي تسهم في رفع معنوياتهم , اذ كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يسوي صفوف المجاهدين من الصحابة الكرام بيده الشريفة اضافة الى اهمية مبدأ الشورى وهي من المبادئ الراسخة في التشريع الإسلامي، والغاية منها الوصول إلى الرأي الصائب، من خلال طرح جميع الآراء ثم الأخذ بالرأي الأصوب.
ويزيد ان هذه الغزوة تظهر ان النصر بيد الله تعالى , فالنصر ليس بكثرة عدد ولا عدة،قال تعالى "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" فعدد المسلمين في بدر من حيث المقاتلين ومن حيث السلاح أمام عدوهم كانوا قلة، ومع ذلك حقق الله لهم النصر، لأنهم صدقوا الله تعالى فصدقهم، ولأنهم توكلوا على الله تعالى فكان حسبهم، قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم" لذلك في بدر أنعم الله على رسوله وعلى صحابته الكرام بالنصر والتثبيت.
ويشير الى ان غزوة بدر تظهر ان قوة الايمان اقوى من السلاح اضافة الى يقين المسلم بان الله معه في كل مكان .
(بترا)