تغليظ الضريبة على الاتصالات

تم نشره الأحد 28 تمّوز / يوليو 2013 02:42 صباحاً
تغليظ الضريبة على الاتصالات
د. فهد الفانك

مضاعفة الضرائب والرسوم على الاتصالات لم تكن قراراً اقتصادياً بل مالي ، ولم يكن لها هدف مرغوب فيه غير الحصول على المال لصالح خزينة بحاجة للمال.

هذه الخطوة لم تستقبل إيجابياً ، لا من قبل شركات الاتصالات التي يتعامل معها النواب والحكومة على أنها بقرة حلوب ، ولا من قبل الجمهور الذي لا يرحب بأية ضريبة ، ولا من قبل المستثمرين في سوق عمان المالي.

قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قطاع متقدم ومزدهر ، ويحقق نتائج إيجابية ، سواء في مجال تزويد الحكومة بالسيولة ، أو تخفيض الأسعار على الجمهور ، أو خلق فرص عمل ذات قيمة عالية. كما أنه ينتج خبراء في الاتصالات تتنافس دول الخليج على الحصول عليهم.

الاتصالات المتطورة التي عرفها الأردن مؤخراً حققت زيادة في الإنتاجية قدرت بحوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي أو 500 مليون دينار سنوياً ، فلماذا تتوجه إليها الحكومة بروح انتقامية كمصدر لا ينضب ، ولماذا تحاول أن تقتل الدجاجة التي تبيض ذهباً للحصول على كل الذهب دون انتظار!.

لكن رفع ضريبة المبيعات على فواتير العملاء إلى 16% قرار عادي ، لأن خدمات الاتصالات مثل أية خدمات أخرى يجب أن تدفع ضريبة مبيعات بهذه النسبة ، علمأً بأن شركات الاتصالات تسترد منها ما قد تكون دفعته كضريبة مبيعات على مستورداتها من الأجهزة واستهلاكها من المواد والخدمات المختلفة.

وأما زيادة الرسوم على الهواتف الخلوية إلى 24% فربما تعود للمبالغة في استيراد الأردن لهذه الأجهزة التي تتجدد وتتطور بسرعة ، ويقوم مواطنون بمتابعة تبديل أجهزتهم دون لزوم للحصول على الأحدث والأكثر تطوراً ، وهذا إنفاق كمالي يستحق حافزاً مالياً سلبياً.

بدأنا بلوم الحكومة لأنها فرضت ضرائب قاسية على الاتصالات ، وانتهينا بمحاولة تفهم وتبرير ما حدث ، وهذه هي أزمة الوضع المالي الصعب في الأردن ، فالخزينة بحاجة لمصادر جديدة للمال لسد عجزها وتقليل اعتمادها على الديون والمنح الخارجية ، ولكن فرض الضرائب له أبعاد اقتصادية سلبية تصل أحيانأً إلى حد نقص الحصيلة عند رفع نسبة الضريبة فوق حد معين.

هناك خطأ ما في المعادلة المالية ، ذلك أن عبء الضرائب على المواطن الأردني ثقيل جداً ، ومع ذلك فإن الحصيلة غير كافية لتغطية النفقات التشغيلية (الجارية) للحكومة ، فهل يكمن الحل في زيادة الضرائب كما تفعل الحكومة أم تخفيض النفقات العامة كما يطالب المواطنون؟!. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات