رمضان شهر رحمة وصحة وعبادة , لا اسراف وتبذير
المدينة نيوزـ تغمر الاجواء الرمضانية الاردنيين بالفرح والبهجة حيث يتسابق المواطنون على تقوية الاواصر العائلية في اجواء تسودها الاحاسيس والمشاعر الانسانية المفعمة بالمودة والتراحم والتواصل وهو ما يبعث على الراحة والطمانينة بين سائر مكونات النسيج الاجتماعي الاردني .
وتجتمع العائلة الاردنية على مائدة واحدة كل يوم من ايام الشهر الفضيل لحظة أذان المغرب شاكرين الله سبحانه وتعالى على نعمه ومستذكرين غيرهم من جيرانهم المحرومين ، إلا ان ما يخدش هذه الصورة البهية للشهر الفضيل ذلك الاسراف والتبذير وزيادة الاستهلاك غير المبرر والذي يفيض عن حاجة الصائمين .
تقول سوسن الصمادي من محافظة جرش انها تزيد كمية الطعام في رمضان على غير العادة , لكن ضمن المعقول , وهناك أطعمة جانبية عودت عائلتها عليها إلى جانب الطبق الرئيسي الذي يحتوي في العادة على اللحم والدجاج والأرز مضيفة أنها تقدم أكثر من صنف من المشروبات كالتمر الهندي والمشروبات الغازية .
المواطنة خديجة العمري من محافظة اربد تقول ان هناك زيادة في كمية الطعام في رمضان الفضيل مقارنة بالأشهر الأخرى وتقوم بالعادة بإعداد أكثر من طبق على وجبة الإفطار مشيرة إلى أن أبناءها يفضلون تناول الحلويات بعد الإفطار .
ويقول احد سائقي التاكسي في محافظة اربد أيمن الصبيحات ان الناس قبل الشهر الكريم بيوم او يومين يصيبهم نوع من الهلع، فتسود شوارع مدينة اربد أزمة خانقة بسبب إقبالهم على المحال التجارية لشراء المواد التموينية وان اغلب الركاب كانوا يحملون أكياسا بكميات كبيرة .
أما عن الولائم في الشهر الكريم، فتقول آمنة الصمادي من محافظة جرش انها أصيبت بنوع من الدهشة من كميات الطعام الموجودة في احد العزائم التي دعيت إليها من قبل أصدقاء لعائلتها , اذ ان كمية الطعام تكفي لحوالي خمسة وعشرين شخصا وكان عدد المدعوين 12 فقط .
وتضيف انه كانت هناك خمسة أصناف من الطعام بالإضافة إلى الشوربات والمقبلات وعدة أنواع من الشراب .
ويقول زيدان الشخانبة من محافظة مأدبا ان أحد زملائه أقام مأدبة إفطار , وطلب منه ان تكون كمية الطعام قليلة وتكفي لشخصين فقط , وبالفعل التزم الزميل بذلك متخذا عبرة من الصيام للإحساس مع الفقراء والمساكين الذين لا يجدون إلا القليل من الطعام .
عدا عن التبذير في الطعام في رمضان والزيادة في كميات الطعام , هناك مشكلة التخمة بعد وجبة الإفطار، اذ يقول الدكتور علي العمري من مستشفى الأميرة راية في محافظة اربد ان حالات التخمة زادت في رمضان فأصبحت المستشفى تستقبل بعد وجبة الإفطار عددا من الحالات المصابة بالتخمة يوميا .
يقول الناطق الإعلامي لوزارة الصناعة والتجارة ينال البرماوي ان هناك زيادة في معدلات استهلاك المواد الغذائية نتيجة لزيادة السلوك الاستهلاكي لدى المواطنين وزيادة الولائم وما يتطلبه من استيراد مواد غذائية زائدة عن الحاجة .
وبالنسبة إلى كمية النفايات فتشهد زيادة كبيرة كل عام في رمضان , اذ يقول المدير التنفيذي للمناطق والبيئة في أمانة عمان الكبرى المهندس عماد الضمور أن العمانيين القوا 2650 طنا من النفايات في أول أيام الشهر المبارك بزيادة عن الأيام العادية بنحو 150 طنا.
وكانت فتوى صادرة عن دائرة الإفتاء بينت حرمة التبذير في رمضان جاء فيها : رمضان شهر الخير والبركات، يفتح الله عز وجل فيه على عباده أبواب رحمته، وينعم عليهم بجوده وكرمه، كي يشكروه على نعمته، ويسألوه المزيد من فضله، قال سبحانه وتعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) " .
والعبد الذي يتصف بالفقر إلى الله، والحاجة إليه، لا يليق به أن يقابل نعمة الله في شهر رمضان بالجحود والنكران ، فيسرف في طعامه وشرابه ، ويبذر في إنفاقه، ويتجاوز حدود النفقة المعتدلة إلى درجة الإفراط الذي يفسد البيوت، ويضر المجتمعات، وينقلب على المقصد الشرعي الحقيقي من الصيام، وهو تهذيب النفس وتخليصها من شحها وطمعها، والله عز وجل يقول: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
( بترا )