آلاف من الحوامل يعانون في مخيم الزعتري
المدينة نيوز - : نشر موقع " الجزيرة الالكتروني " ، الثلاثاء ، تقريراً حول أوضع اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالاردن .
وقالت الصحيفة ان المخيم يشهد معاناة الاف الحوامل السوريات مع غياب ارقاما دقيقة توضح اذا كانت الحرب اثرت على معدل الولادات سلبا او ايجابا .
وتالياً نص التقرير :
يعيش الآلاف من الحوامل السوريات في مخيم الزعتري بالأردن في ظروف قاسية، حيث إن أغلبهنَّ لا يستطعن تأمين الضروريات من غذاء ودواء.
ومع غياب أرقام دقيقة توضح ما إذا كانت الحرب أثرت على معدلات الولادات بين السوريات سلبا أو إيجابيا، لكن من المؤكد أن أعدادا ليست بقليلة من المواليد السوريين يأتون إلى الحياة يوميا ضمن ظروف في غاية الصعوبة سواء داخل البلاد أو دول اللجوء المجاورة.
ففي مخيم الزعتري بالأردن -الذي يعيش فيه قرابة 150 ألف نسمة- يولد يوميا ما بين 12 إلى 15 طفلا، وقدر مصدر طبي في المخيم عدد السيدات الحوامل بـ2750 امرأة، وذلك في إحصاء أولي لم يعتمد بشكل رسمي بعد.
رهام (22 عاما) زوجة شابة ستضع مولودها الأول في المخيم بعد شهرين، تعيش مع أهلها في خيمة صغيرة تضم أكثر من عشرة أشخاص، وتعاني من ربو الحمل، قالت للجزيرة نت إنها تجد مشكلة في تأمين الغذاء والطبابة فالحصول على اللبن والبيض مكلف بالنسبة لها، متابعة 'لأن ثمن كيلو اللبن مرتفع أشتري كوبا واحدا'.
وأوضحت أنها أمضت أمس فترة الصباح حتى الظهيرة بانتظار وصول دورها في المستشفى، حتى انتهى الدوام دون أن تدخل إلى الطبيب.
معاناة
ولكن الحياة في ظروف مخيم الزعتري ليست المشكلة الوحيدة التي ستواجه رهام وطفلها المنتظر، فسيضاف إليها غياب والده المنضم إلى الجيش الحر والذي يعاني من ظرف صحي حرج بسبب إصابته.
كما أن الافتقار إلى الغذاء المناسب وعدم توافر الحد الأدنى من النظافة يعتبران من أهم المشاكل التي تواجه الحوامل في الزعتري، حيث ينحصر الطعام الذي يحصل عليه اللاجئون على الخبز والمعلبات وبعض الحبوب، لكنه لا يشمل أية خضار أو فاكهة أو لحوم أو أجبان أو ألبان.
ويترتب على سوء التغذية هذا مشاكل صحية تواجه الحامل والجنين، ويعرض السيدة لجفاف الحليب بعد الإنجاب فتصبح غير قادرة على إرضاع طفلها، بحسب مصدر طبي في المخيم، موضحا أن الحمامات الجماعية التي يستخدمها سكان المخيم تفتقر للنظافة والكميات الكافية من الماء، وبالتالي فإن الحوامل عرضة للإصابة بالالتهابات التي من شأنها أن تتسبب بتشوهات للأجنة عندما تحدث في بدايات الحمل.
وقال 'معظم النساء لا يرغبن في أن يكشف عليهن طبيب رجل، وهذا جانب آخر للمشكلة إذ لا توجد طبيبات مختصات بالأمراض النسائية والتوليد في المستشفيات بالزعتري'.
برنامج مجاني
وقد أشرف المكتب الطبي السوري الموحد في الأردن على برنامج مجاني يتكفل بالولادات في مستشفى عاقلة بمدينة عمّان، لكن البرنامج الذي استمر خمسة شهور توقف منذ مايو/أيار الماضي بسبب توقف الدعم المالي.
وأجريت وفقا لهذا المشروع ألف عملية ولادة طبيعية وقيصرية مجانا للسوريات، في حين لم يتمكن من تغطية كامل المسجلين على قائمة الانتظار التي بلغت 4500 حالة.
وتقتصر المساعدة المقدمة للسوريات حاليا على خصم يبلغ 65% من التكلفة في مستشفى عاقلة، وكان ملاحظا أن كثيرا من السيدات لا يلتزمن بالأدوية والمراقبة الطبية خلال فترة الحمل -لأنها مكلفة- مما يسبب مضاعفات خلال الولادة وحاجة لنقل الدم إليهنّ.
ويعزو الأطباء عدم لجوء العائلات لوسائل تنظيم الأسرة خلال ظروف الحرب واللجوء إلى مشكلة في الوعي والجهل أحيانا، فهناك من يريد تعويض ما خسره من أبناء، وآخرون يأملون أن تنتهي الحرب وتعود الأمور إلى طبيعتها خلال شهور الحمل.
وتعاني الجهات الطبية السورية من ضغوط كبيرة نظرا لأعداد جرحى الحرب الذين يحتاجون لتدخلات فورية، حيث يكرسون أوقاتهم وجهدهم لهؤلاء الذين يعتبرون أولوية، دون أن يتمكنوا من التوعية لجوانب أخرى مثل المباعدة بين فترات الحمل.