أسباب التفاؤل

تم نشره الأربعاء 31st تمّوز / يوليو 2013 01:45 صباحاً
أسباب التفاؤل
د. فهد الفانك

السؤال الذي يكرره علينا كثيرون مئات المرات: كيف ترى المستقبل؟ هل أنت متفائل أم متشائم ، فإن أجبت أنك متشائم أمـّن السائل على كلامك واتفق معك ، وإن أجبت أنك متفائل طالبك بالبرهان مشككا بنواياك.

ليس مهمأً أن تكون متفائلاً أو متشائماً لأسباب نفسية تتعلق بالشخص المعني ، المهم أن يعتمد التفاؤل أو التشاؤم على قراءة صحيحة للواقع وتوجهات المستقبل ، بعيدأً عن الرغبات والتمنيات.

كثيرون متشائمون ، لأن المتشائم يبدو حكيمأً ، وأنه يعرف أكثر من غيره ، وأن لديه معلومات لا تتوفر للآخرين.

وكالة التصنيف الدولية (موديز) التي لا تدخل العواطف والمواقف في قراراتها ، لم تخف ِ التفاؤل النسبي ، فقد كان المشهد المستقبلي للاقتصاد الأردني في نظرها (سلبيا) في العام الماضي ، وتغير إلى (مستقر) في الوقت الحاضر ، لأن هناك عومل موضوعية للتفاؤل تجعل المستقبل أفضل من الحاضر.

حتى في أحلك الظروف الصعبة الداعية للتشـاؤم في السنتين الأخيرتين ، حقـق الاقتصاد الأردني نموأً إيجابياً في حدود 3% سنوياً بالأسعار الثابتة ، وهي نسبة جيدة ، ولكن التطلعات المستقبلية تستهدف وتتوقع ارتفاع هذه النسبة بعد أن توطد الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلد ، واتضحت الرؤية ، وتم تجاوز معظم الصعاب.

الوضع الاقتصادي للاردن يعتمد على عوامل عديدة أهمها : المنح الخارجية التي تناهز 5% من الناتج المحلي الإجمالي ، وحوالات المغتربين التي تعادل 10% من الناتج المحلي الإجمالي وقد استقرت لبعض الوقت ثم بدأت بالتصاعد مع تحسن مستوى الثقة العامة ، وتدفقات الاستثمارات العربية والأجنبية التي تضاعفت في النصف الأول من هذه السنة وهي تناهز 3% من الناتج المحلي الإجمالي ، ومقبوضات السياحة الواردة التي تناهز 10% من الناتج المحلي الإجمالي بعد أن أصبح القطاعان السياحي والطبي جاهزين لاستقبال أفواج السياحة العربية والأجنبية وخاصة العلاجية. تضاف إلى ذلك بطبيعة الحال حصيلة صادرات الفوسفات والبوتاس والملابس والخضار وغيرها التي تعادل 22% من الناتج المحلي الإجمالي.

كل هـذه العوامل تتجه للارتفاع والتحسن ، مما يعني المزيد من النمو الاقتصادي ، وخلق فرص العمل ، وتحسين مستوى الحياة ، يكفي أن الأردن أصبح جزيرة من الاستقرار والأمن في محيط من العواصف الهائجة والحرائق الدموية.

المتشائمون تنتظرهم مفاجأة سارة عندما يجدون قريباً أنهم مخطئون.

لهذه الأسباب نتفاءل ، وندعو للتفاؤل ، ونعمل له دون أن نتجاهل الصعوبات والتضحيات التي يفرضها الإصلاح الاقتصادي المطلوب.

( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات