يا رب لطفك .. فقراء يضربون على بطونهم من الجوع في " حي" شرق عمان

تم نشره الأربعاء 26 آب / أغسطس 2009 10:43 مساءً
يا رب لطفك .. فقراء يضربون على بطونهم من الجوع في " حي" شرق عمان


المدينة نيوز ـ متابعة زينة حمدان ـ هذه المرة، اخذنا فريق حملة "للسائل والمحروم" -  عبر برنامج صباح المدينة الذي يبث عبر اذاعة صوت المدينة 88.7 وتقدمه الزميلة ضياء العوايشة ويرافقها من الميدان الزميل خالد الخواجا -  في سلسلتها المستمرة طيلة شهر رمضان المبارك، الى قصة مؤلمة جدا ، وحكاية ، قد لا يصدقها القارئ، انها ترتسم في عمان الشرقية "منطقة القويسة"، حيث الظلم والظلمات، وكأنها خلف بحور سبع، فلا احد يصلها.
وجهة حملة "للسائل والمحروم" كانت الى بيوت تجمع فيها الفقر والامراض معا تحت سقف واحد.
في منزل الأرملة وداد جبر "60" عاما الكائن في منطقة القويسمة التابعة للعاصمة عمان اجتمع خمس معاقين تحت سقف بيت واحد يفقتر الى أدنى البنية التحتية الصحية مكون من ثلاثة غرف يملكه أخ لها.
ابناؤها الخمسة " ايمن 36 عاما، مؤمن 34 عاما، حنان 30 عاما، كفاية 32 عاما، أمل 38 عاما" يعانون من اعاقة شديدة وتخلف عقلي مزمن لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم وبنظافتهم الشخصية وهي سيدة مسنة لا تقوى على مراعاتهم، فابنتها أمل تبقى سهرانة طوال الليل وهي تصرخ "الهي" وتضرب بيدها على بطنها.
هذه الأرملة تتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا مقداره "165" دينار وهو عبارة عن "105" راتب للعائلة و"60" معونة للأفراد.
هذه العائلة أفطرت يوم أمس على أكلة شعبية هي " كوساية خرط" بعد ان تبرع أحد المحسنين لهم بـ "خرط الكوسا".
بجانب هذه العائلة المنكوبة تسكن عائلة المسن محمد خليل زمزم "73" عاما المكونة من ثلاثة أبناء معاقين ووالدتهم المريضة بالاضافة الى رب هذه الاسرة التي لم تغفر له تجاعيد وجهه من حياة البؤس والفقر التي يعيشها.
فبعد ان يقطع الشخص من العمر"73" عاما يتوقع ان يعيش حياة مرفهة في ظل ابناءه وأحفاده الا ان مشيئة الله ارادت ان تاخذ العقل من ابناءه الثلاثة علي "47" عاما، طلعت "36" عاما، طارق "28" عاما. وكذلك حركتهم.
ولم يستطع المواطن محمد زمزم الصمود عندما سألته الزميلة ضياء العوايشة عن وضعه، بكى وانتحب من البكاء وقال بكلمات متقطعة وبحصرة الأب على ابناءه " هذول هم عيالي يا ويلي شو صار فيهم، فبعد ان خدم علي وطلعت بالجيش تردت اوضاعهم الصحية وأصبحوا على ما هم عليه الان".
ويضيف بأن المحسنيين . جزاهم الله خيرا. يرسلون له بالوجبات الغذائية خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي يضاعف به الله سبحانه وتعالى الأجر ، ويوضح أنه وزوجته في احيان كثيرة لا يتناولون طعام السحور بسبب ضيق ذات اليد وعدم قدرتهم على شراء الطعام الذي يسد رمقهم في رمضان الفضيل .
المسن محمد زمزم يدعو كل من يقرأهذه الكلمات زيارة منزلة المستأجر والذي يدفع اجاره"100" دينار-  بالرغم ان صافي دخله الشهري "160" دينار "80 " منهم يتقاضاها من صندوق المعونة الوطنية-  والوقوف عن كثب على واقع الحال المأساوي الذي أصاب الأسرة جراء الفقر والجوع والمرض ، ويشير في هذا الصدد انه في اغلب الاحيان لا يستطيع توفير ثمن علبة الدواء التي تحتاجها زوجته المريضة في ركبهاوالتي تعتبر ضرورية ولا غنى له عنها لأنها تحد من التشنجات التي تصيبها، وأنه يضطر إلى ان يشتري الخبز بدلا من الدواء فزوجته تتحمل الألم الذي يصيبها لكنها لا تستطيع ان تحتمل الم الجوع الذي يشاهداه في عيني اولاهم.
الزوجة شرحت حالتهم قائلة أن أبناؤها الثلاثة لا يستطيعون استخدام الحمام لذا تستخدم لهم "فوط" مما يزيد من أعباء العناية بهم.
وعن مرضها قالت متحدثة الى الزميلة العوايشة" ياما انا مريضة بركبي وبحاجة لعملية جراحية والى ابر بقيمة 500 دينار واهل الخير دفعولي حق 3 منهم ".... وبصوت متقطع " ياما الي بنت عمرها 30 سنة زوجتها لواحد ختيار عشان نأمن لقمتها".
مدير عام صندوق المعونة الوطنية الدكتور محمود كفاوين قال أن العائلتين تعيشا في وضع مأساوي، وانه سيرسل يوم غدا الخميس مسؤولين من الصندوق لعمل تأمين صحي لهم بالاضافة الى دراسة رفع الراتب الذي يتقاضوه، ودراسة تأمين بيت مستأجر على نفقة الصندوق لعائلة زمزم.
هذه الحلول هي حلول رسمية سيأخذ تطبيقها وقتا طويلا، والأسرتين تحتاجا منا جميعا إلى الوقوف إلى جانبهما لأنهما أسرتين محرومتين ذنبهما الوحيد هو انها وجدت فقيرة .


من يعيد البسمة ؟ إن نظرة عطف من كل من يقرأهذه الكلمات تساهم في إعادة البسمة المفقودة لأسر غادرتها البسمة على أمل ان تعود مرة أخرى.
يذكر ان حملة "للسائل والمحروم" التي تتلقى الدعم من جمعية البداد الخيرية ونقابة تجار المواد الغذائية وباشراف من صندوق المعونة الوطنية قامت بتوزيع "60" طرد غذائي-  يحتوي على 13 صنف غذائي يكفي لعائلة مكونة من عشرة اشخاص لمدة شهر كامل – على العائلات المحتاجة في منطقة القويسمة.


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات