بدء جولة المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن

تم نشره الخميس 01st آب / أغسطس 2013 02:01 صباحاً
بدء جولة المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن
د. يوسف نور عوض

بدأت المباحثات يوم الاثنين الماضي بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد فترة طويلة من التوقف، ويأمل الجانب الأمريكي هذه المرة أن تسفر المباحثات عن نتائج ترضي الجانبين، وقالت الخارجية الأمريكية إن هذه المباحثات ستركز أولا على خطة سير تعتمد عليها المباحثات بين الطرفين مستقبلا، وذلك ما كانت تفتقر إليه المباحثات في المرات السابقة، بسبب الخلافات الحادة في المسائل الجوهرية بين الجانبين.

وتقول الولايات المتحدة إن التوصل إلى حل لمشكلة الشرق الأوسط كان دائما حلم الرؤساء الأمريكيين، ولكن هذا الحلم لم يتحقق بسبب الخلافات العميقة لكن وزير الخارجية الأمريكي في رحلته السادسة لمنطقة الشرق الأوسط تمكن من وضع الأسس التي تقوم عليها المباحثات، وذلك ما يبعث الأمل في أن تكون المباحثات هذه المرة على غير ما كانت عليه في المرات السابقة . وستوضع الأسس في الاجتماع الأول في واشنطن لسير المباحثات في الأشهر المقبلة كما يقول الجانب الأمريكي.

وقد شاركت في إفطار خاص أقامه البيت الأبيض وزيرة العدل الإسرائيلية والمفاوضة الرئيسية ‘تسيبي ليفني’ إلى جانب المستشار القانوني ‘إسحاق مولشو’ ومن الجانب الفلسطيني ‘ صائب عريقات’و’محمد شتايه’ وقال وزير الخارجية الأمريكي ‘جون كيري’ إن الجانبين تعهدا باتخاذ قرارات صعبة، ويأتي هذا التصريح بعد أن وافقت إسرائيل على إطلاق سراح مئة وأربعة من المعتقلين الفلسطينيين، وكان ‘بنيامين نتنياهو’ قد عقد اجتماعا خاصا لمجلس وزرائه للموافقة على إطلاق سراح السجناء والموافقة على بدء المباحثات، وظهرت بوادر إسرائيلية ترحب ببدء هذه المباحثات، وكذلك كان موقف المفاوض الأساسي من الجانب الفلسطيني ‘صائب عريقات’. وكانت المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد توقفت بسبب الخلافات حول مشروعات بناء المستوطنات في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية، وتتركز الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول مصير القدس، وحق العودة وترسيم الحدود بين الدولتين، وعلى الرغم من هذه التطورات فإن الجانب الإسرائيلي يقول إن أي اتفاق يتم بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا بد أن يخضع لاستفتاء يوافق عليه الشعب الإسرائيلي، وإذا تمت الموافقة فإن إسرائيل سوف تسحب مواطنيها من المناطق التي يدور حولها النزاع في الوقت الحاضر. وستطبق الاتفاقات فقط على القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بالاحتلال، ومن الجانب الفلسطيني قال الرئيس محمود عباس إنه سيضع أيضا أي اتفاق يتوصل إليه مع إسرائيل إلى استفتاء شعبي .

وكانت المباحثات في الماضي قد تتابعت بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولم تحرز النتائج المطلوبة، وكان أولها في عام 1991 في مدريد، تبعتها محادثات أخرى في عام 1993 شاركت فيها منظمة التحرير الفلسطينية في مداولات سرية جرت وقائعها في ‘أوسلو’ وأسفرت هذه المباحثات عن إعلان مبادىء يتضمن استقلالية الدولة الفلسطينية، وتبع ذلك توقيع اتفاق في القاهرة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ‘اسحق رابين’ والزعيم الفلسطيني ‘ياسر عرفات’.

وهكذا تتابعت المحاولات الأمريكية في هذا الاتجاه وهي محاولات لم تسفر عن نتيجة واضحة خاصة بعد أن فشل الرئيس ‘بيل كلينتون’ في أن يقنع الجانبين بتوقيع اتفاق ينهي الخلاف حول القدس وعودة اللاجئين، وكما هو معلوم فإن ذلك هو جوهر الموقف الفلسطيني، ونتيجة هذا الإخفاق اندلعت الانتفاضة الفلسطينية التي تسببت في القلق الإسرائيلي، إذ أن إسرائيل تخشى ـ دائما – من التحركات الشعبية على هذا النطاق.

ولم تتوقف الجهود المصرية من أجل إقناع الجانبين بضرورة التوصل إلى اتفاق، ولأجل هذا تواصلت الاجتماعات في طابا ولكنها فشلت في أن تسفر عن نتيجة حاسمة، غير أن الاجتماعات في شهر يونيو من العام نفسه في الأردن أسفرت تحت رعاية الرئيس ‘جورج بوش’ عن رسم خريطة طريق تتحقق بها الدولة الفلسطينية، وقد شارك في قمة الأردن رئيس الوزراء الإسرائيلي ‘إرييل شارون’ والرئيس الفلسطيني ‘محمود عباس′ الذي شارك أيضا في قمة شرم الشيخ في فبراير عام ألفين وخمسة وهي القمة التي تم فيها إعلان انتهاء العدائيات، غير أن العدائيات ظلت مستمرة واحتاجت إلى جولة أخرى تجلت في لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي ‘إيهود ألمرت’ والرئيس ‘عباس′ في نوفمبر عام ألفين وسبعة في ‘أنابولس′ في ولاية ‘ميريلاند’ وهو لقاء لم يحقق المطلوب إذ في التاريخ نفسه وهو السابع والعشرون من نوفمبر من السنةالتالية 2008 قامت إسرائيل بعدوانها على قطاع غزة، وذلك ما جعل الفلسطينيين يوقفون المفاوضات، واستمر هذا الوضع حتى شهر سبتمبر من عام ألفين وعشرة عندما نظم الرئيس الأمريكي ‘باراك أوباما’ مفاوضات مباشرة بين الرئيس ‘عباس′ ورئيس الوزراء الإسرائيلي ‘بنيامين نتنياهو’ ولكن في السادس والعشرين من الشهر نفسه انتهى تاريخ التجميد الجزئي لبناء المستوطنات في الضفة الغربية وقامت إسرائيل بنشاطها القديم، وذلك ما اضطر القيادة الفلسطينية لوقف المباحثات المباشرة معها، وفي التاسع عشر من شهر مايو عام ألفين وأحد عشر اقترح الرئيس ‘باراك أوباما’ أن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967. ولكن هذا المقترح رفض من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي ‘بنيامين نتنياهو’ الذي اعترض على الحدود في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وفي الثالث والعشرين من عام 2011 أعلنت اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أنها تخطط لبدء المباحثات بين الطرفين في خلال شهر مع التزام بتحقيق اتفاق بنهاية عام 2012.

وفي الحادي والعشرين من أكتوبر 2011حصل الفلسطينيون على عضوية منظمة ‘اليونسكو’ وعلى الفور أعلنت إسرائيل بناء ألفي مستوطنة في القدس الشرقية والضفة الغربية كما جمدت إرسال المخصصات المالية للسلطة الفلسطينية، وتدل كل هذه الإجراءات على أن إسرائيل لا تفكر مطلقا في السلام ولا تريد للفلسطينيين أن يتمتعوا بكل ما هو مشروع لشعوب الأرض .

وفي تاريخ الثالث من يناير عام 2012عقدت مباحثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الأردن، وانتهت هذه المفاوضات بغضب فلسطيني بعد الجولة الخامسة من المباحثات .

وأما في الثلاثين من إبريل عام 2013فقد أصدرت الجامعة العربية تعديلا في مبادرتها لتشمل إمكان تبادل الأراضي بين الطرفين، وفي الثامن عشر من شهر يوليو صرح مسؤول فلسطيني بأن القادة الإسرائيليين سيصوتون على خطة الولايات المتحدة بألا تعتمد المباحثات بين الطرفين على وقف بناء المستوطنات .

وفي التاسع عشر من شهر يوليو صرح وزير الخارجية الأمريكي ‘جون كيري’ بأن الطرفين قد توصلا إلى أسس لبدء مباحثات الوضع النهائي، وتبع ذلك إعلان وزارة الخارجية الأمريكية بأن المباحثات بين الطرفين ستبدأ في التاسع والعشرين من يوليو وهو الموافق يوم الإثنين الماضي، وسيكون مقر المباحثات هو واشنطن وستستمر على مدى يومين، فهل تؤدي مباحثات واشنطن إلى نجاح لم يكن سمة المباحثات السابقة، لننتظر ما تسفر عنه هذه الجولة الجديدة .

( القدس العربي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات