حكومة الضرائب ورفع الأسعار

تم نشره الخميس 01st آب / أغسطس 2013 02:04 صباحاً
حكومة الضرائب ورفع الأسعار
د. فهد الفانك

اكتسب رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور سمعة سالبة كعاشق للضرائب ورافع للأسعار، حتى زعم البعض ساخرين بأنه يفكر في فرض ضريبة على التنفس!.

حقيقة الأمر أن النسور لم يفرض حتى الآن أية ضريبة جديدة فيما عدا إلغاء الإعفاء الجزئي للضريبة على الاتصالات ومساواتها بغيرها من الخدمات التي تخضع لضريبة المبيعات العادية وهي 16%. أما في مجال أسعار المحروقات فقد رفعها مرة وخفضها مرتين، وأما أسعار الكهرباء فقد مرت شهور على التلويح بزيادتها دون أن يتخذ قراراً بذلك، مع أنه من بين شروط صندوق النقد الدولي التي التزمت به الحكومة الأردنية، ولا مناص منه إلا إذا كنا نريد إلغاء برنامج التصحيح الاقتصادي والاعتماد على أنفسنا بدلا ً من المنح والقروض.

المشكلة في نظر البعض أن الحكومة لم تتصرف بشكل واضح وحاسم ضد عجز الموازنة العامة وارتفاع المديونية واستمرار خسائر شركة الكهرباء الوطنية (مؤسسة حكومية) مع أن الإشارة إلى هذه العيوب تتكرر باستمرار على لسان الحكومة.

جرت العادة أن تأخذ الحكومة القرار الصعب ثم تدافع عنه في وجه الاعتراضات، أما حكومة النسور فهي تتحدث عن القرار وتقدم كل مبرراته وتقوم بعملية تسويق مكثفة له، ثم لا تتخذ القرار بل تؤجله حتى إِشعار آخر.

المشكلة في هذه الحالة أن الحكومة تدفع الثمن من شعبيتها في كل مرة يطرح الموضوع للبحث، أي أنها تدفع الثمن على حالة لم تتحقق وإجراء لم يتم وتستهلك جزءاً من رأسمالها الشعبي بدون مقابل، أي أنها تتحمل كلفة القرار الصعب عدة مرات.

في هذا المجال لا بد من النظر إلى المسألة من زاويتي نظر، الأول تقول إن المواطن لا يستطيع أو لا يريد أن يتحمل المزيد من الضرائب أو رفع الأسعار، وهذا أمر طبيعي في كل زمان ومكان، والثانية أن الحكومة مضطرة لجباية المزيد من الأموال لتمويل خدماتها وتقليص العجز في الموازنة وإبطاء معدل نمو المديونية.

لن يكون مقبولاً من أية حكومة أن يستمر أو يزداد عجز الموازنة، كما أن ارتفاع المديونية بشكل متسارع يحسب عليها وليس لها، ومن هنا فإنها ممزقة بين اعتبارين: المواطن محدود الدخل يشدها من جهة واحتياجات خزينة الدولة تشدها من جهة أخرى.

اعتمـاد الأردن على المنح الخارجية والقروض الأجنبية يمس الاستقلال الوطني، ولا يجوز أن يستمر، وعلاج هذا الوضع ليس سهلاً بل يتطلب قدراً من التفهم والتضحية.

( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات