ضرائب الدخل والمبيعات بين العدالة والتحفيز

تم نشره السبت 03rd آب / أغسطس 2013 01:15 صباحاً
ضرائب الدخل والمبيعات بين العدالة والتحفيز
د. فهد الفانك

في الأدبيات الصحفية أن ضريبة الدخل عادلة لأنها ضريبة مباشرة تتناسب مع الدخل ، فيقع عبؤها على الأغنياء ، وهم الاقدر على الدفع ، وأن ضريبة المبيعات ليست عادلة لأنها ضريبة غير مباشرة لا تميز بين الأغنياء والفقراء ، فيدفعها الجميع على قدم المساواة.

هذه الحجج لها أساس يمكن الدفاع عنه ، ولكنها تعطي جانباً من الحقيقة وتخفي جوانب أخرى لا تقل أهمية ، ذلك أن ضريبة المبيعات يمكن أن تراعي الفقراء عن طريق إعفاء المواد الأساسية أو فرض نسبة مخفضة عليها ، يضاف إلى ذلك أن ضريبة المبيعات تتناسب مع كمية الاستهلاك ، والمعروف أن الأغنياء يستهلكون أكثر من الفقراء وبالتالي يدفعون ضريبة أكبر.

في المقابل فإن الحديث عن عدالة ضريبة الدخل لم يعد وارداً بعد أن تم إخراج 92% من المواطنين من نطاق ضريبة الدخل بالرغم من تفاوت دخولهم.

أما النقطة التي يجب أن نقف عندها طويلاً فهي إن ضريبة الدخل تفرض على الرابحين والناجحين ، أي أنها تعاقب النشاط الاقتصادي الناجح ، في حين أن ضريبة المبيعات تفرض على الاستهلاك فمن يستهلك أكثر يجب أن يدفع أكثر ، أي أنها تشكل عقوبة على المبالغة في الاستهلاك.

باختصار ، ضريبة الدخل تعاقب الإنتاج وضريبة المبيعات تعاقب الاستهلاك ، فهل المطلوب تشجيع الإنتاج أم الاستهلاك.

في نظام الحوافز تعمل ضريبة الدخل كحافز سلبي ، خاصة عندما ترتفع نسبة الضريبة كثيراً ، في حين أن ضريبة المبيعات تخفض الاستهلاك ، فهل ما نحتاجه هو الحد من الإنتاج أم الحد من الاستهلاك؟ هل لدينا مشكلة في كثرة الإنتاج تبرر الضغط عليه والحد منه ، أم أن مشكلتنا تكمن في زيادة الاستهلاك والاستيراد بما يبرر الضغط عليه للحد منه بقدر الإمكان.

ما ينطبق على ضريبة المبيعات ينطبق بدرجة أشد على الضريبة الجمركية ، فهي تميز بين الضروريات فتعفيها أو تفرض عليها رسومأً بسيطة لأنها تخص الفقراء ، أما الكماليات فتفرض عليها رسومأً عالية لانها تخض الأغنياء. بعبارة أخرى فإن الرسوم الجمركية وإن كانت من الضرائب غير المباشرة ، إلا أنها يمكن أن تكون عادلة.

الدستور الأردني نص على التصاعد في جميع الضرائب وليس في ضريبة الدخل وحدها ، بمعنى أن من يربح أو يستهلك أكثر يدفع أكثر ، وهذا هو التصاعد المقصود ، ولا ينص الدستور على تصاعد نسبة الضريبة كما يريد البعض أن يفهم.

( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات