اختراع الأعداء!!

تم نشره الأربعاء 07 آب / أغسطس 2013 01:10 صباحاً
اختراع الأعداء!!
خيري منصور

لم تكن الأطروحة الشهيرة لصاموئيل هانتجتون حول صراع الحضارات هي نهاية المطاف، فقد أعقبها بعدة استدراكات منها ما سماه اختراع الأعداء، والذي تعد الولايات المتحدة نموذجاً معاصراً له، ففي خريف الحرب الباردة عندما بدأ المارد السوفيتي بالعودة الى القمقم كان لا بد لقوة عظمى ذات نفوذ امبراطوري ان تبحث عن عدو بديل، وبالفعل غيرت تضاريس الشيوعية بتضاريس أخرى اسلامية، وكان لا بد من جمع عدة أعداء صغار ليتكون من حاصل جمعهم مارد جديد، لكن سرعان ما تحولت هذه الاستراتيجية الى قصة فشل بحيث أوتي الحذر الامريكي هذه المرة من مأمنه بدءاً من افغانستان.

ولأن التاريخ لا يزال رهينة صراعات وحروب ونزاعات تمدد بحثاً عن مجالات حيوية، فانه ما من دولة تطيق البطالة عن اختراع الأعداء، حتى لو لم تكن بقوة وحجم ونفوذ أمريكا.

ولو أخذنا مصر نموذجاً على مستوى الاقليم باعتبارها الأكبر والأكثر عدداً والأعمق تاريخاً، فقد كان من المتوقع بعد اتفاقية كامب ديفيد أن تبحث الطاقة بكل مكوناتها الاجتماعية والثقافية والنفسية وحتى العسكرية عن عدو بديل، فالدول حين لا تجد عدواً تخترعه، وذلك قانون من صميم التاريخ وتحولاته وما سماه توينبي نظرية التحدي والاستجابة، فاللعب مثلاً خصوصاً في مستوياته الأكثر عنفاً حرب أخرى، يجري التخلص من خلالها من فائض الطاقة، لهذا يرى فيه علماء النفس شكلاً من أشكال التنفيس عن عدة مكبوتات، وهذا ما يفسر لنا ظاهرة تسييس وعسكرة المباريات الرياضية، بحيث فقد هذا النشاط براءته، وتحول الى حروب رمزية ترفع فيها الرايات والشعارات المستعارة من قاموس الحروب بمعناها الكلاسيكي، ويكفي أن نتذكر مثالين في هذا السياق أولهما المباراة سيئة السمعة بين مصر والجزائر وما انتهت اليه من قطيعة وهجاء مُتبادل ومجزرة بور سعيد التي تجاوز عدد ضحاياها السبعين.

ان ظاهرة اختراع الأعداء ليست حكراً على امريكا الا بالقدر الذي أشار اليه هانتجتون حيث يتصل الأمر بفائض القوة وشهوة السطو وتحديث فقه القرصنة.

واختراع الأعداء خصوصاً في مراحل يتعمق فيها الفراغ السياسة والبطالة العسكرية قد يتحول الى انتحار أهلي اذا لم تتنبه النخب والمنوط بهم رصد التحولات الاجتماعية والنفسية الى ذلك!

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات