في الرويشد.. الفقر يحرم سلمى من ازالة " ورم " ياكل وجهها والجوع " حدث ولا حرج"

المدينة نيوز ـ متابعة زينة حمدان ـ على اطراف الصحراء الاردنية القريبة من الحدود العراقية، 270 كم شرق العاصمة عمان،توجه الخميس فريق حملة "للسائل والمحروم" ضمن برنامج صباح المدينة خلال شهر رمضان المبارك والذي يبث على اذاعة صوت المدينة 88.7 وتقدمه الزميلة ضياء العوايشة ويرافقها من الميدان الزميل خالد الخواجا.

فقد سار فريق البرنامج مسافات طويلة  ليجد في تلك القطعة من الأرض الأردنية ألوانا مختلفة من المعاناة المريرة يعيشها أبناء تلك البلدة التي وصلت نسبة الفقر فيها الى 74 %، هذه النسبة التي تزداد يوما بعد يوم نظراً لتتابع سنوات الجفاف التي تؤثر سلباً على مصادر دخل الأهالي الذين يعتمدون في الغالب على تربية المواشي.

مشاهد تقشعر لها الأبدان شاهدها الفريق على أرض الواقع، عائلات منكوبة بحاجة الى تظافر الجهود لتامين عيش كريم لها.

أسرة المواطنة الأردنية الأرملة فريدة نمر عبد الله المكونة من 6 أفراد تعيش في حالة مأساوية، فالأسرة لا يوجد من يعيلها بعد وفاة رب الأسرة، ولأن الأب الراحل لا يحمل الجنسية الاردنية فالعائلة تتقاضى بحسب تعليمات صندوق المعونة الوطنية راتبا مقداره "60" دينار فقط.

وبالرغم من الفقر المدقع الذي تعيش به ليست مشمولة بالتأمين الصحي.

"سلمى 6 سنوات" الابنة الصغرى لهذه العائلة تعاني من ورم في خدها الأيمن وبحاجة الى علاج لكن لضيق حال الأسرة لم تراجع الطبيب للكشف عن مرضها.

وبالرغم من صعوبة العيش الا ان هذه العائلات مستورة وتعف نفسها عن السؤال ، فعند محاورة الطفلة الصغيرة "سلمى" وسؤالها عن طلباتها قالت ببراءة " ولا شي تسلموا يا رب" ، وعن أمنيتها في الحياة " بدي ادخل مدرسة وأكبر وأدخل جامعة كمان".

هذه العائلة تعيش في بيت مهجور لا تصله خدمة الكهرباء والماء، ويفتقر الى الحد الأدنى من البنية التحتية الصحية.

في ذات المنطقة تعيش عائلة اخرى لا يختلف حالها كثيرا عن هذه العائلة وهي عائلة السيدة بسمة موسى مصطفى وهي ام أردنية زوجها غائب عن أسرته المكونة من 8 أبناء منذ "11" عام.

تعيش هذه الاسرة في بيت سقفه من الزينكو الذي لا يحمي برد الشتاء وحر الصيف يخلو من أي نوع من الأثاث سوى بعض الفراش المهترئ، الابن الأكبر "24 عاما" يعمل في احد المطاعم الشعبية هناك ويتقاضى راتبا مقداره "100" دينار، في حين تتقاضى العائلة راتبا من صندوق المعونة الوطنية مقداره "40" دينار.

هذه العائلة ايضا غير مشمولة بالتأمين الصحي ولديها "5" أطفال يذهبون الى المدرسة ولا تستطيع دفع الرسوم المدرسية الرمزية التي تتقاضاها المدارس الحكومية.

وبعد ان كشف برنامج صباح المدينة عن تردي الوضع الصحي لسكان منطقة الرويشد فقد اعلنت وزارة الصحة شمولهم جميعهم بما فيهم الاردنيات المتزوجات من غير اردنيين بالتامين الصحي لتوفير الرعاية الصحية الكاملة لهم.

المدير العام لصندوق المعونة الوطنية الدكتور محمود كفاوين قال أنه سوف يتم الايعاز لمكتب التنمية بالمنطقة ليشمل جميع افراد الاسر التي تتقاضى من الصندوق معونة في التأمين الصحي وفق القانون، اضافة الى تكفل الصندوق بدفع الرسوم الدراسية لأطفال السيدة بسمة، وتأمين مواصلات للطفلة "سلمى" للقدوم الى العاصمة عمان ليتم فحصها وعلاجها من المرض الذي تعاني منه، بالاضافة الى زيادة المعونة الشهرية للعائلتين.

وأضاف كفاوين ان القانون يعطي العائلات غير الاردنية معونة تبلغ بحدها الاعلى "60" دينار الى أن هناك استثناءات يمكن من خلالها العمل على زيادة مبلغ المعونة.

وأوضح انه في منطقة الرويشد يستفيد من صندوق المعونة الوطنية على شكل معونات نقدية متكررة  نحو (408) أسر من أهالي اللواء بكلفة إجمالية تبلغ (48171) دينارا شهرياً بالإضافة إلى شمول (20) حالة إعاقة بالمعونة بمبلغ يصل إلى (800) دينار شهرياً.

وأضاف أن صندوق المعونة الوطنية يقدم معونات شهرية متكررة للأسر الفقيرة ولفئات الاعاقة الشديدة وللنساء المطلقات اللواتي لا يوجد لهن اي دخل موضحا ان99% من هذه الاسر التي نشرت عنها وسائل الاعلام خلال شهر رمضان المبارك تتقاضى معونات من الصندوق الا ان فقر هذه الاسر ليس مرتبطا دائما بالمعونات كما هو متعارف عليه .

واشار الى ان كثيرا من هذه الاسر بحاجة الى توفير سكن او توفير العلاج او تعليم ابنائها مما يدل على ان الحاجة ليست دائما مادية بحتة تتعلق بالمعونات المادية التي يخصصها صندوق المعونة الوطنية .

وبين كفاوين ان قيمة المعونة التي تصل بحدها الاعلى 180 دينارا وتصرف تبعا لعدد افراد الاسرة ليست مؤشرا على دخل الاسرة الحقيقي انما صندوق المعونة يقدم هذه المعونات تبعا لوضع الاسرة وعدم وجود راتب شهري اخر لها ووضع افراد الاسرة واعمارهم مشيرا الى ان الاسرة التي لديها ابناء فوق الثامنة عشرة ويعملون كيف يتم مقارنتهم باسرة فقيرة ليس لها اي معيل .

واكد كفاوين ان المعونة المالية قد لا تكون كافية للأسرة مشددا على ان قيمة المعونات لا تساوي دخل الاسرة الحقيقي او قيمة مصروفاتها .

واضاف ان هناك اسرا تتقاضى معونة من الصندوق ويكون في الاسرة من يعمل فيتم بهذه الحالات تخفيض قيمة المعونة عن الابناء الذين يعملون فتصبح قيمة المعونة التي تتقاضاها الاسرة لا تعكس دخلها الحقيقي .

يذكر ان حملة "للسائل والمحروم" التي تتلقى الدعم من جمعية البداد الخيرية ونقابة تجار المواد الغذائية وباشراف من صندوق المعونة الوطنية قامت بتوزيع نحو"300" طرد غذائي-  يحتوي على 13 صنف غذائي يكفي لعائلة مكونة من عشرة اشخاص لمدة شهر كامل – على العائلات المحتاجة في منطقة الرويشد.

من الرويشد :