العيد بعيون اللاجئين السوريين في إربد
المدينة نيوز - : "اختفت فرحة العيد منذ اللحظة الأولى التي غادرنا فيها الأراضي السورية، وقد اتفقت مع عائلتي على عدم الاحتفال بأي من الأعياد إلى حين العودة إلى الوطن مهما طال الغياب عنه، هذا ما قاله اللاجئ السوري محمد عفان.ولا يخفي عفان المقيم في مدينة اربد حنينه إلى الأجواء الحميمية والعائلية التي كان يعيشها مع عائلته، "فالطقوس الخاصة بأيام العيد الثلاثة تتخذ طابعا خاصا، يبدأ في الصباح الباكر بزيارة مدافن الأقارب والأهل ووضع الورود والأغصان الخضراء عليها، ثم الانتقال إلى المسجد لأداء صلاة العيد وتبادل التهاني مع الموجودين.
ويضيف وبعدها يتم التوجه إلى بيت كبير العائلة حيث يتجمع أفراد الأسرة لتبادل التهاني وشرب القهوة وتناول كعك العيد وبعدها وجبة الإفطار والتي تغلب عليها أطباق اللحوم".
ويقيم اللاجئون السوريون في ثلاثة تجمعات رئيسية في مدينة الرمثا الحدودية ومخيم الزعتري في المفرق، فيما يتوزع الآلاف منهم في محافظات المملكة، من بينها إربد وعمان والمفرق، لدى أقاربهم، وفي الإسكانات الإيوائية التابعة للجمعيات الخيرية المحلية.
ويفضل بعض اللاجئين السوريين المقيمين في مدينة اربد والرمثا عدم الاحتفال بالعيد إلى حين عودتهم إلى بلادهم، فيما فضل اخرين الاحتفال بالعيد على طريقتهم الخاصة.
وأوضح اللاجىء السوري احمد أن هذا هو أول عيد يقضيه مع عائلته خارج العاصمة السورية دمشق التي كان يقيم بها.
وأضاف انه عندما أشارك أطفالي اللعب يعود إلى مخيلتي شريط ذكريات الأعياد الماضية عندما كنت أصحبهما إلى مهرجان قلعة دمشق الأثرية الذي يقام كل عيد أو إلى إحدى الحدائق في دمشق قبل أن نضطر لللجوء منها قبل 10 أشهر مع تصاعد العمليات العسكرية فيها".
ويقول "أحاول أن أكون ممثلاً بارعا أمام طفلي عندما أرسم البسمة على وجهي؛ لأن الأطفال لا ذنب لهم في أن يتحملوا ما يعانيه الكبار من مرارة الغربة وانشغال البال على الأهل والأقارب الذين بقوا داخل سوريا ولا يُعلم أي خبر عن بعضهم؛ كونهم إما معتقلين أو مفقودين أو لا يملكون وسيلة اتصال للتواصل معهم".
وببراءة الأطفال، قال الطفل السوري علي سالم (12 عاما) المقيم في مدينة اربد، إنه جاء منذ الصباح الباكر إلى مدينة الألعاب للّعب مع رفاقه وأقاربه.
وأشار إلى أنه في الأعياد الأخيرة التي أمضاها بسورية لم يكن والده يسمح له بالخروج للعب بسبب أصوات الانفجارات والرصاص حول منزله في مدينة حمص، أما اليوم فهو يلعب بكل حرية حتى أن أباه أوصله بنفسه إلى مدينة الألعاب ويلعب معه؛ الأمر الذي جعله سعيدا
ويتذكر اللاجئ السوري علي الزعبي من مدينة درعا "أيام الفرح والبهجة بين الأهل والأقارب والأصدقاء في سورية خلال أيام العيد، فيما يقضي عيد الفطر في مدينة اربد للعام الثاني على التوالي.
ويقول إن أكثر ما أفتقده هو أهلي والطقوس المرافقة للعيد من تحضير الحلويات في المنازل وأجواء العيد والفرح في الشوارع".
الزعبي ، كان يعمل مدرسا للغة العربية في حمص، وهو يقيم في مدينة اربد بعد ان تم تكفيلة من مخيم الزعتري مع عائلته منذ سنتين.
ويقول إنه اتفق مع مجموعة من العائلات السورية المقيمة في اربد على التجمع أول أيام العيد في أحد المنازل لقضائه سوية، لافتا إلى أن البعض عارض الفكرة في البداية باعتبار أنه لا معنى للعيد والحرب دائرة في وطنهم.
"إلا إن الباقين تمكنوا من إقناعهم بأن الاحتفال بالعيد سيكون تحديا لهم للخروج من الأجواء التي يعيشونها وابتعادا وقتيا عن المآسي"، وفق الزعبي
ويضيف ان أكثر ما أفتقده أجواء العيد في دمشق والأيام التي تسبق العيد، حيث تزدحم الأسواق بالمتسوقين الذين يشترون مستلزمات كعك العيد وملابس الأطفال والهدايا، لاسيما أسواق الحميدية والحمراء والصالحية التي تظل مزدحمة حتى ساعات الصباح الأولى.
وتقول ام محمد، أم لثلاثة أطفال وجاءت لمدينة اربد من سوريا منذ سنة تقريبا إن فكرة التجمع خلال وقت العيد فكرة رائعة إذ تعيدني إلى سورية وقت الأعياد، حيث يتبادل الأهل والجيران الزيارات للتهنئة بالعيد".
وتستذكر عندما كانت خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان تنتقل مع زوجها وأولادها من دمشق إلى قرية زوجها لقضاء فترة العيد مع الأهل، حيث تنشغل النساء بتحضير معمول العيد المحشي بالتمر والجوز واللوز.
وتضيف "قمنا أنا والسيدات اللواتي قررن التجمع في العيد بتحضير المعمول والمبرومة وهي من الحلويات الشهيرة أيام العيد في سورية، والمعمول يحشى بالتمر أو المكسرات ويخبز بالفرن والمبرومة شبيهة لها لكنها تقلى بالزيت".
يشار الى أن أعداد اللاجئين السوريين في مختلف محافظات المملكة بلغ 552 ألفا و203 لاجئين سوريين، موزعين على مختلف المحافظات ومخيمات الإيواء في المفرق والزرقاء والرمثا، وفق مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين العميد الدكتور وضاح الحمود
وبينلـ " الغد " أن عدد اللاجئين السوريين الذين يقطنون مختلف مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن بلغ 138 ألف و 353 لاجئا سوريا, فيما أكدت المتحدثة الإقليمية في منظمة "اليونيسف" جولييت توما وجود 241 ألف طفل سوري لاجئ في المملكة.
وكشف "معهد بيروت" في تقرير حديث عن تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان والأردن، بأنّ الفترة المتوقعة لبقاء اللاجئين السوريين في هذين البلدين لا تقل عن عشر سنوات، وأنّ كلفة بقائهم في هذين البلدين ستكون كبيرة مادياً وأمنياً وسياسياً.
وقال التقرير الذي صدر عن شهر تموز 2013 ونقله موقع "الاقتصادي" أنّ عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ نحو 580 ألف لاجئ، وهم يشكلون 5% من سكان الأردن، يعيش ثلثهم في المخيمات ويتوزع الباقي في المدن الأردنية.