مقبـرة مخيم الـزرقاء .. باحثون عن الدفائن ينتهكون حـرمة الموتى

تم نشره الثلاثاء 13 آب / أغسطس 2013 08:57 صباحاً
مقبـرة مخيم الـزرقاء .. باحثون عن الدفائن ينتهكون حـرمة الموتى

المدينة نيوز - : عكف مجهولون عبر السنوات الماضية في ظل غياب الرقابة وغفلة من الوازع الديني على البحث عن دفائن بشكل دوري داخل مقبرة قديمة بمحافظة الزرقاء من خلال الحفر فيها لعدة أمتار تحت الأرض.


عمليات الحفر تلك عادت من جديد خلال الأيام الماضية بشكل شبه علني ممزوج بجرأة على القانون وانتهاك صارخ لحرمة الموتى الذين يعتقد البعض أنهم دفنوا في مقبرة مخيم الزرقاء للاجئين الفلسطينيين ودفنت معهم أموال وذهب وتماثيل.


فيما ذهب البعض إلى أن الدفائن في المقبرة إن وجدت لا تتجاوز أسلحة فقط, الأمر الذي يثير امتعاض جيران المقبرة المشيدة وسط تجمع سكني كثيف ويدفعهم لتقديم الشكاوى إلى الجهات المعنية ولكن دون أي جدوى أو حل جذري لهذه المعضلة الجديدة القديمة.


وشيدت مقبرة المخيم بحسب جارها اللاجئ الثمانيني أبو عبد الله قبل ما يزيد عن 60 عاما, قائلا: «هاجرت من فلسطين في النكبة عام 1948م واستقر بي المقام في مخيم الزرقاء وقد كان في المقبرة عدد من القبور, وها هي اليوم تعج بالقبور ولا يوجد فيها متسع لدفن أحدهم», وهذا ما مال إليه أيضا الشيخ وفيق النداف وهو أحد وجهاء مخيم الزرقاء كما وافق ذلك الطرح سجلات مديرية أوقاف الزرقاء التي تبين وعقب العودة إليها أنها من أحد أقدم المقابر المشيدة في المحافظة والـبالغ عددهم 36 مقبرة.


وتعد مقبرة المخيم الأول والأكبر في محافظة الزرقاء قبلة للباحثين عن الدفائن بخاصة أنها مشيدة على بعد أمتار من سكة حديد الحجاز, إضافة إلى وجود قبور يعتقد أنها تعود لجنود أتراك قضوا نحبهم ودفنوا فيها, إلا أن الجشع والبحث عن السراب والجرأة على القانون والشرائع بلغت ذروتها ببعض الباحثين عن الدفائن وذلك من خلال نبش قبور موتى وكشفها وإلقاء ما فيها من هياكل عظيمة وعظام ورفات إلى خارج القبور ومن ثم أكمال مسيرة الحفر.


هذا الأمر الذي استهجنته بشدة وحذرت منه مديرية أوقاف الزرقاء وشددتعلى ضرورة عدم التهاون بحرمة الموتى بحسب مديرها الشيخ جمال محمود البطاينة , فيما يصنف عضو منظمة العفو الدولية ورئيس مركز الكرامة لحقوق الإنسان المحامي محمود النعيمات نبش القبور بحثا عن الدفائن انتهاكا للحقوق الإنسانية لكونها تعد عبثا في المقابر والقبور واستغلالا بغير سند قانوني.


وعلى الرغم من تعليق الجهات المعنية الدفن في مقبرة المخيم التي تعج بالقبور المكشوفة والشواهد المحطمة منذ 20 عاما وتزيد إلا أن أبوابها مشرعة أمام الجميع, مما يسهل المهمة أمام نابشي القبور وأمام الأطفال في ظل غياب الدور الريادي والتثقيفي لذويهم, لاسيما مع غياب حراس المقبرة الذين لم يتم تعينهم حتى هذه الساعة.


انتهاك حرمة الموتى من خلال نبش القبور لا يعتبر المنغص الوحيد للموتى ولا لجيران المقبرة التي تستغيث من أطنان النفايات والأنقاض ومخلفات الباعة على السكة وزجاجات المشروبات الغازية فهي تئن من وطأة أفعال وممارسات منافية للأخلاق والعادات والتقاليد, الأمر الذي يستوجب ويستدعي وقفة تشاركية جادة بين الجهات المعنية في المحافظة كما يقول ذلك الشيخ وفيق النداف, الذي طالب الجهات المعنية بوضع حد لمثل هذه الأفعال التي وصفها بالمشينة والانتصار لحرمات الله كون القبر ملك لصاحبه حتى يوم القيامة.


وبين رئيس لجنة تحسين المخيم الدكتور عبد اللطيف الشربيني لـ «الدستور» أن لديهم العديد من الشكاوى الخطية بخصوص الاعتداءات على المقبرة وخاصة فيما يتعلق بالباحثين عن الدفائن ونابشي القبور , مشيرا إلى أنه وقبل أعوام قليلة فقط تم إنشاء جدار للمقبرة وتم تسويرها وإنشاء أبواب لها وذلك من خلال مكرمة ملكية سامية, الأمر الذي ساهم في التقليل من الاعتداءات والانتهاكات بشكل كبير جدا.


وأوضح الشربيني أنهم قاموا بالعديد من حملات التنظيف داخل المقبرة وإزالة كل ما من شأنه انتهاك لحرمة الموتى, إلا أن المظاهر تلك تعود سريعا جدا في ظل غياب الحراس الذين نسبت لجنة المخيم لبلدية الزرقاء بضرورة تعيين حارسين على الأقل ولكن من دون جدوى نافينا أن يكون في داخل المقبرة دفائن موضحا أن المعتقد لدى الناس أن كل مكان قريب من سكة حديد الحجاز يوجد فيها دفائن وهذا أمر مغلوط بحاجة إلى تصحيح.


واستهجن مدير أوقاف الزرقاء جمال البطانية عمليات نبش القبور والعبث بعظام الموتى وانتهاك حرماتهم معتبرا أنه فعل محرم في الشريعة دون أي اختلاف في الرأي.


واضح البطاينة  أن البند 23 من المادة 41 من قانون البلديات لعام 1955م ينص صراحة على أن إنشاء المقابر وإلغاءها ومراقبتها وتعيين مواقعها ومواصفاتها ونقل الموتى ودفنهم وتنظم الجنازات والمحافظة على حرمة المقابر من وظائف المجالس البلدية لا الأوقاف, وما ينطبق على البلديات ينطبق على لجان تحسين المخيمات.


ويطالب البطانية باتخاذ التدابير اللازمة والجادة من أجل منع تكرار مثل هذه الأفعال, مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مديرية الأوقاف ستخاطب الجهات المعنية بهذا الخصوص وستقوم كذلك بجمع العظام وإعادة دفنها في القبور من جديد.

فيما طالب رئيس مركز الكرامة لحقوق الإنسان بضرورة التنسيق بين الجهات المسؤولة عن المقابر من الأوقاف إلى البلدية إلى الإدارة المحلية ممثلة بالمتصرفية من اجل حماية المقابر والمحافظة على حرمتها لأنها أصبحت مرتعا للصوص والمعاقرين للمواد المخدرة والسبب أنها مهملة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات