علماء الأردن : لابد من احترام إرادة الشعوب وما تقرره لنفسها
المدينة نيوز -: دعت رابطة علماء الأردن القوات المسلحة المصرية العودة الى دورها التاريخي في حماية الحدود والابتعاد عن الميادين، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية لتلم الجراح وتواسي المنكوبين.
وقالت الرابطة في بيان أصدرته الخميس، تعليقا على الأحداث الدامية التي شهدتها مصر الاربعاء، وأودت بحياة المئات من المواطنين، إن حق الشعوب في الحرية والكرامة أمر تكفله الشريعة الإسلامية والشرائع الوضعية ومواثيق حقوق الإنسان ودساتير الدول كافة، ولابد من احترام إرادة الشعوب وما تقرره لنفسها.
نص البيان :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه الطاهرين.. وبعد
فإن ما يجري في مصر لا يمكن أن يكون مقبولاً بحال من الأحوال مهما كانت المبررات والادعاءات ، فمصر التي تحتل مكانة خاصة في نفوس العرب والمسلمين تستحق وأهلها كل خير حيث يتطلع إليها العرب والمسلمون باعتبارها قدوة ونبراساً ، ولهذا فإن إسالة الدم المصري واستباحة أرواح الناس هو تجاوز على كل تعاليم السماء .
إن حق الشعوب في الحرية والكرامة أمر تكفله الشريعة الإسلامية والشرائع الوضعية ومواثيق حقوق الإنسان ودساتير الدول كافة ، ولابد من احترام إرادة الشعوب وما تقرره لنفسها ، وهذا ما نراه لدى الشعوب التي تقدمت في المجال السياسي والإداري .
والجيوش إنما تبنيها الدول لتحمي بلادها من الأعداء حيث يكون سلاحها موجهاً للخصوم وليس لأبناء شعبها ، فهذا السلاح قد تم شراؤه من جيوب الشعوب فكيف يوجه نحو الشعوب نفسها ؟؟ إن ما يجري هو خروج على الإسلام وعلى شرائع حقوق الإنسان فإراقة الدماء أمر جد خطير ولا يقبله دين ولا عقل ولا عروبة ولا وطنية.
إن ما يحدث في مصر قد ألحق الخسارة بالجميع فأرواح المصريين التي أزهقت ومنها أرواح علماء أزهريين انتصروا لشعبهم, وقد رأينا الخسارة تصيب الأزهر الذي يفترض أن يكون هو المرجع العادل لكل المختلفين لأنه يمثل العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ، كما رأينا الخسارة تطرق باب الجيش والأمن المصري الذي نذكر بطولاته في تدمير خط بارليف عام 1973م وكنا نتمنى أن لا تنطلق منه رصاصة واحدة تجاه أبناء شعبه الذين هم أهله ورديفه .
رأينا الخسارة في المتخندقين السياسيين المناوئين للاتجاه الإسلامي حيث وجدوا فرصتهم للتحريض على القتل والسفك ونسوا أنهم كانوا يتشدقون بالحرية والديمقراطية !! وخسر إعلاميون كنا نظن أنهم أقلام وأصوات الأمة والإنسانية والحرية وإذ بهم أبواق للتحريض ويتمنون ما يجري من مجازر لو كان في وقت مبكر فما هذا التضليل الإعلامي الذي لا يسمي الأشياء بأسمائها ؟! لماذا لا يقولون إنه انقلاب على الشرعية ؟ لماذا لم يسلطوا أقلامهم على النقد البناء والدعوة لإنجاح التجربة الجديدة في بلد لم تعرف رئيساً منتخباً منذ فجر تاريخها ، لماذا لم يعطوا الإسلاميين فرصة الأداء فهل يعقل أن يطلب من أي رئيس أن يحقق لمائة مليون مصري طموحاتهم خلال عام واحد مليء بالاضطرابات مع إرث من الفساد والمديونية والظلم الاجتماعي ؟!
إننا في رابطة علماء الأردن لا نتحدث لنصرة جماعة أو حزب بل نتحدث عن مصر ومستقبلها ومكانتها وحرمة دم أبنائها ، وما نريده هو المحافظة على هذا البلد العزيز لأننا ندرك أن تحطيم البلدان وإيقاع الخلافات الداخلية بين أبناء الشعب الواحد يصب في صالح الأعداء المعروفين لهذه الأمة ، وبناء عليه ندعو إلى :
1 - عودة القوات المصرية لدورها التاريخي في حماية الحدود والابتعاد عن الميادين.
. 2 - تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية لتلم الجراح وتواسي المنكوبين
3 - قبول الأطراف لمبدأ الحوار الوطني ونشير إلى المبادرة التي طرحها علماء ومفكرون إسلاميون والتي تقضي بعودة الرئيس الشرعي المنتخب ليفوض السلطة لشخصية توافقية غير منحازة تشرف مع حكومة انتقالية على ترتيب أوضاع البلاد ومنها إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
4 - وإننا ندعو علماء الأمة الإسلامية إلى القيام بدورهم بالبيان والنصيحة وقول الحق والدعوة لرأب الصدع والتحذير من الانزلاق في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر .
وعلى قادة الإخوان المسلمين التمسك بسلمية التعبير وأن لا يسمحوا لأفرادهم باستخدام القوة بل يجب التمسك بقول الله تعالى (( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)) (28) المائدة .
إننا نعلم أن أهل مصر أدرى ببلادهم ولكننا ومن خلال ما أوجبه الله علينا من واجب النصيحة لكل مسلم ولكل إنسان من ضرورة البيان وعدم الكتمان ندعو إلى المحافظة على مصر وأهلها مع التأكيد على حرمة الدم المصري مذكرين بأن أول ما يقضي ربنا عز وجل يوم القيامة بين الناس في " الدماء " فليحذر المتهاونون في أرواح الناس قال تعالى (( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )) (93)النساء. صدق الله العظ
رابطة علماء الأردن
عمان 8 شوال 1434ه الموافق 15-8-2013م