في الشونة الجنوبية .. عائلة تفطر وتتسحر على "الماء" وتنام على مياه الصرف الصحي
المدينة نيوز ـ متابعة زينة حمدان ـ استمرارا لجولاته الميدانية في ابرز مناطق جيوب الفقر في الاردن تواجد اليوم برنامج صباح المدينة – الذي يبث عبر اذاعة صوت المدينة 88.7 و تقدمه الزميلة ضياء العوايشة ويرافقها من الميدان الزميل خالد الخواجا – في منطقة لواء الشونة الجنوبية.
لواء الشونة الجنوبية الواقع علـى المعبر الحدودي مع السلطة الوطنية الفلسطينية والبالغة مساحته 279كم2 وعدد سكانه بحدود 56 الف نسمة ويضم 9 الاف عامل وافد يشكلون 16% من اجمالي عدد السكان يعمل منهم بنسبة 95% في الزراعة و 5% بمهن مختلفة مما تسبب في ايجاد بطالة واضحة بين ابناء اللواء و ارتفاع نسبة الفقر بينهم .
وتشير الارقام الرسمية الى أن نسبة الفقر في منطقة الجوفة والجواسرة تصل الى ما نسبته 90% من الفقر بين ابناء هذه المنطقة وتحتل منطقة الجواسرة ما نسبته 95% من هذه النسبة، في حين تقدر النسبة العامة للفقر في اللواء بحدود 30%.
"المدينة" ومن خلال متابعاتها الميدانية في مناطق اللواء وجدت ان الفقر والبطالة عنوان اساسي في المنطقة، ولمست مطالبة الاهالي بتخفيض كلف فواتير مياه الري والشرب والكهرباء عليهم بسبب سوء اوضاعهم الاقتصادية واستخدامهم المتزايد لهذه الخدمات خاصة في فصل الصيف الذي يستمر ثمانية شهور في المنطقة اذ تشير الدلائل الـى عجز ما لا يقل عن 60 بالمائة من ابنائه عن دفع قيمة هذه الفواتير.
وبحسب دراسة اصدرها مؤخرا معهد زين الشرف التنموي في عام 2002 والمركز الوطني للبحوث التربوية فان سكان هذه المنطقة يعانون من سوء التغذية وهو ما يعرف علميا بفقدان واحد من العناصر الاساسية الموجودة في الهرم الغذائي اللازمة والضرورية لحياة الانسان والتي تتمثل بالبروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن والدهون.
وفيها التقى فريق برنامج صباح المدينة مع أسرة مكونة من 7 أفراد تفطر يوميا على ما يتبرع به الجيران لها من مياه حيث لا تمتلك المال لدفع فواتير المياه و"رغيفين" من الخبز و"حبة" بندورة.
وتضيف أنها قامت بجمع "دينار" من كل بيت من بيوت الجيران لتجميع ستة دنانير لشراء مياه شرب لاطفالها قبل رمضان.
رب هذه العائلة فايز سلامة حمدي "38" عاما يعاني من الصم والبكم مما يسبب له مشكلة في التواصل مع الاخرين.
وبحسب زوجته التي روت معاناتها وهي تبكي ان زوجها يعمل احيانا كـ"عتال" ويعود للعائلة بعد يوم شاق من العمل بمبلغ دينارين، الا ان أصحاب العمل يطلبون منه عدم العودة للعمل وذلك لعدم استطاعتهم التعامل معه.
الابنة وفاء "10" سنوات تعاني من شحنات كهربائية زائدة في جسمها وبحاجة الى علاج وأدوية مستمرة الا ان ضيق ذات اليد لم تراجع الطبيب.
والدتها قالت انها بحاجة الى مراجعة طبيب اخصائي في العاصمة عمان لكنهم لا يملكون المال لدفع المواصلات الى العاصمة.
وبالرغم ن ان العائلة راجعت مديرية التنمية الاجتماعية الا ان التنمية لم تعطيهم راتب شهري وذلك كون الوالد قادر على العمل.
البيت الذي تعيش به هذه العائلة غير صالح لان يعيش به انسان، حيث لم تصلهم المياه منذ سبعة أشهر، وبيتهم غارق في مياه الصرف الصحي .
وعند سؤال والدة هذه الأسرة عما تتمنى قالت ان "أتمنى الموت، مين بقدر يعيش وبشوف ولادو بموتوا قدام عيونوا باليوم ميت موتة من الجوع"... وأجهشت بالبكاء.
مدير مكتب وزارة التنمية في المنطقة حسان العدوان قال ان العائلة كانت قد تقدمت في عام 2006 بطلب معونة الا ان رب الاسرة كان يعمل في ذلك الوقت لذا لم يتقاضوا راتب من التنمية .
وأوضح انه سوف يشدد على الزيارات الميدانية لاكتشاف هذه الحالات المخفية والتي لم تصلها التنمية بعد، وانه سيسعى الى التعامل مع هذه العائلة كحالة استثنائية ومحاولة تامين مسكن لهم وراتب شهري يصل حده لاعلى الى 180 دينار.
من جانبه أمر المدير العام لصندوق المعونة الوطنية الدكتور محمود كفويين بصرف معونة طارئة للعائلة المنكوبة مقدارها "150" دينار لحين ترتيب أوضاعهم وتأمين حياة كريمة لهم.
يذكر ان حملة "للسائل والمحروم" التي تتلقى الدعم من جمعية البداد الخيرية ونقابة تجار المواد الغذائية وباشراف من صندوق المعونة الوطنية قامت بتوزيع "100" طرد غذائي- يحتوي على 13 صنف غذائي يكفي لعائلة مكونة من عشرة اشخاص لمدة شهر كامل – على العائلات المحتاجة في منطقة الشونة الجنوبية.