الفساد
قال الله تعالى: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وقد قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت......... فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وعبر التاريخ الإنساني رأينا أن الدكتاتوريات لا تقوم إلا في المجتمعات المتفككة, مريضة الأخلاق هينة الكرامة
وإذا كان مثلنا هذا عن الفساد الحكومي لنحذر حكوماتنا الحالية ونكشف أمامها وأمام الناس طرق وأساليب سرقة االمسؤوليين وضع القوانين الجائرة التي تسهل لهم السرقة والرشوة كقانون محصن لهم فان للفساد الاجتماعي وجوها لايقل قبحا عن الفساد الحكومي
ولذلك نقول أن الفساد مرض حكومي اجتماعي ولا تكفي قوانين الردع الحكومية للقضاء عليه لم يعد الفساد مجرّد حديث في صالون سياسي، ولا مجموعة هواجس وكلمات على منبر خطابي!
ولا يجب علينا أن نقف مكتوفي الأيادي ننتظر من الفاسدين لاقتتمحامنا دون الحاجة إلى طرق أبوابنا، أو أي نوع من الاستئذان.
علينا أن نعترف، بكل جرأة وإقدام، بأن الفساد دخل بيوتنا، ويعمل على شق صفوفنا، وعلى تمزيق نسيجنا الواحد، ونحن نصبّ الزيت على نيرانها الخبيثة، ونتفاخر بخلافاتنا، ونتلذذ بدماء أبريائنا، ولا نخجل من عجزنا على التصدّي لأخطر الفساد التي عرفتها المنطقة في العصر الحديث، والتي تحاول إعادتنا إلى زمن القديم الزمن الحجري
آن الأوان أن ندرك جيداً، بأن إنقاذ هذا الشعب الطيّب من نيران الفساد التي يُشعلها أعداء الأمة، لا يتم بتراشق الاتهامات، وإطلاق التهديدات، بقدر ما هو مطلوب الجلوس معاً، والتفكير سوياً بالعواقب وسوء المصير وصولا إلى اعتماد خطة مشتركة لإفشال المفسدين من تحقيق الأهداف التي عجز عن الوصول إليها في حروبه المتكررة.
عليه بل يجب مكافحته اجتماعيا بواسطة رجال الدين الذين يقع عليهم عبئ كبير في إشهار تحريم الفساد وسوأ عاقبته دينيا ودنيويا وان لا حجة للفاسد ابدآ وعلى الدولة أن توجه إعلامها ضد الفساد والمفسدين وتكثر من برامج التوعية والتثقيف