ترى هل نفقده ...!

تم نشره الثلاثاء 20 آب / أغسطس 2013 06:37 صباحاً
ترى هل نفقده ...!
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

أصبحت رائحة الدماء تلاحقنا من كل ناحية في هذه الأيام مع الأسف، حتى بات أحدنا يرغب في إلغاء اللون الأحمر من حياته، لولا أنه يرمز إلى الورود الحمراء في بعض الأحيان.

ولعل هذه الورود الحمراء في حياتنا تكون موضوع سطورنا القادمة، فخلال زيارتنا لأحد مراكز رعاية الأيتام مؤخراً، ورؤيتنا لهؤلاء الأطفال الذين ينتظرون بفارغ الصبر من يرسم إبتسامة بريئة على وجوههم، أو يمسح دمعة حزينة من عيونهم، أخبرتنا مديرة المركز بمجموعة من القصص التي يتفطر لها القلب، من أم تهدد المركز بالشرطة في حال إعادة أبنائها لها، وأخرى ترمي أبنائها لدى أقاربها لتعذيبهم، وتتفرغ هي لزواجها الجديد !!

وبين هذا وذاك خطر لنا سؤال مديرة المركز عن أي قصة نجاح بين هذه الآلام المتراكمة التي تسير على الأرض، لتفاجئنا بقصة فتاة قضت عمرها بأكمله لديهم في مركز الأيتام، ثم أكمل المركز لها دراستها، لتنهي دراستها الجامعية بتفوق، والمصادفة تعيينها بعد ذلك في وزارة التنمية الإجتماعية وتتزوج الفتاة وتنجب، وتصبح اليوم زائرة دائمة للمركز مع عائلتها لتساهم في رسم السعادة والابتسامة على وجوه الأطفال المتواجدين فيه، فسبحان من يخلق من الألم أملاً ونجاحاً.

مثل هذه القصص هي التي تعزز واجبنا ودورنا في المجتمع بتشجيعها وتعزيز المبادئ الحقيقية السمحة التي تعلمناها من قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن دين الإسلام الذي بعث بتعاليمه خير البشر إلى البشرية جمعاء لنشر المحبة والإخاء والتعايش فيما بينهم.

ولعل الصدمة التي رأيناها في وجوه غير المسلمين، بل وبعض المسلمين في قسم العلاج الكيماوي لمرضى السرطان خلال إحدى زياراتنا الأخيرة لهم كانت تعزز لدينا ضرورة نشر هذه المبادئ، بعد أن بادرنا أحدهم بالسؤال مستغرباً: هل جئتم لمعايدتنا فقط !

ليتبادر لأذهاننا تساؤل عن السبب الذي يدفع البعض لنشر الكراهية والبغضاء والإجتهاد في ذلك، برغم أننا من أقدر الأمم على محبة بعضنا ومحبة الآخرين، بوجود القرآن الكريم وتعاليم دين المحبة والإخاء فيما بيننا.

كان هناك فتاة في عمر الزهور تحب الحياة لكنها لا تملك أي أمل فيها، فهي لا تؤمن بشيء إسمه (أمــل)، برغم أن كل من حولها كان أملهم في الله لا ينقطع، وفي يوم من الأيام كانت الفتاة مرهقة فخلدت إلى النوم، وفي المنام جاءها صوت ترافقه رائحة طيبة، فتعجبت الفتاة من الصوت وسألته من يكون؟ ليأتيها الجواب: أنا الذي لم تؤمني بأن لي وجود في يوم من الأيام، أنا من قالوا عني بأنه لولاي بعد الله لم يبقى في الحياة رجاء ولم تشرق شمس لغد، أنا الأمــــــل ! لتتعجب الفتاة قائلة: لا يوجد شئ إسمه الأمــل !

فيرد عليها الأمــــــل :إذا كان لا يوجد أمل فكيف ينتظر الطائر صباح الغد ليعمل على تأمين الغذاء لأبنائه، أليس لأن لديه أملاً بالغد؟ وكيف لا يكون هناك أمل والأرض الميتة لم تيأس من رحمة الله فأنزل الله المطر عليها فأحياها، ثم كيف لا يكون هناك أمل والعامل لديه أمل بأن رزقه سيكون أكثر من اليوم الذي قبله، والمزارع لديه الأمل بأن الغد سيكون حصاده أكثر وأفضل.

عندها أجابت الفتاة بحياء وخجل: لقد كانت عيناي مغمضتين عن هذا كله، سامحني أيها الأمـــل.

فقال لها الأمــل: فلنجعل شعارنا (أن الأمــل عنوان الحياة، فلا حيــاة دون أمل، ولا أمل دون حيــاة)، وبالأمل المشرق نزيل بإذن الله ظلام الليل.

ومع نهاية هذه القصة وما سبقها، ومع كل ما نسمعه من قصص القتل والتخريب والدمار والدماء، ترى هل نحافظ على الأمل في إعادة إحياء الورود الحمراء في حياتنا، أم ترانا نسمح للدماء أن تطغى على كل ما هو جميل في حياتنا ونفقده لهذا الأمل من حياتنا ...!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات