ريال أنشيلوتي .. بين البناء والهدم
هل هناك أحد فهم رغبة ريال مدريد في امتلاك خمسة لاعبين ارتكاز يتنافسون على مركزين في وسط الملعب؟ مثلاً، لم أستوعب سر اصرار أنشيلوتي على الاحتفاظ بسامي خضيرة رغم أن الشاب كاسيميرو أثبت تفوقه الفني والمهاري والدفاعي على لاعب غير قادر على افتكاك الكرة أو تمريرها بطريقة مثالية!
المشكلة ليست هنا فقط فالاكتظاظ يشمل مراكز أخرى، أنشيلوتي مجبر على التضحية ببعض المواهب الكروية ودفعها نحو مراكز لا تهوى اللعب فيها، أوزيل أضحى ضحية النجم الموهوب إيسكو. النجم الألماني الذي يعتبر من أبرز نجوم الدوري الاسباني وأفضلهم في صناعة الأهداف مجبر على اللعب حالياً في مركز الجناح الأيمن الذي يطمس موهبته.
أنشيلوتي من الواجب عليه تجاوز أخطاء فريق مورينيو وتعديلها، لكن الثوابت الناجحة في الفريق لا تتغير، أوزيل لا يمكن تغير مكانه لأنه أفضل لاعبي ريال مدريد، ورونالدو يجب أن ينطلق من اليسار نحو العمق لأن هذا ما برع فيه، التغيير ربما سيقلل من وهج نجمين قادرين على حسم المواجهات بلمسة واحدة.
من الواضح أيضاً اعتماد كارلو على مبدأ التمريرات القصيرة والسريعة في وسط دفاع الخصم المتكتل دفاعياً، طريقة رائعة من أنشيلوتي تهدف إلى امتاع العشاق وجلب الانتصارات، وقادرة على حل مشاكل ريال مدريد أمام الأندية التي أرهقته الموسم المنصرم مع مورينيو.
لكن ايجاد حل جديد وطريقة عمل هجومية ناجحة ليس مبرر من أجل التخلي عن ميزات ريال مورينيو، المدرب البرتغالي قدم طريقة مثلى للعالم أجمع في كيفية بناء الهجمة المرتدة من الخلف ويجب الحفاظ على معالم هذه الطريقة ودمج آلية العمل الجديدة معها، حتى يمتلك الريال عدة أسلحة هجومية وليس سلاح وحيد لا ينفع دائماً.
في مباريات ريال مدريد الودية ومباراة ريال بيتيس شاهدنا ضعف الفريق الملكي في بناء الهجمة المرتدة، يبدوا أن التركيز اندثر على هذه الآلية، وربما نسي أنشيلوتي أن هناك فرق كبرى تستطيع القضاء عليها تماماً عبر الهجمات المرتدة وبسهولة تامة!
ما زال الوقت مبكراً للحكم على ريال أنشيلوتي، الفريق يتطور ويتحسن باستمرار وأعتقد أنه سوف يقدم أفضل مبارياته هذا الموسم، لكن يجب التنويه.. الأساسات القوية لا تهدم، لكن يتم بناء معالم جديدة فوقها.