حالة من الهستيريا تعم المنطقة الخضراء
تدهورت الحالة الامنية في دويلة المنطقة الخضراء, بشكل كبير مما اصابها حالة من الفزع والارتباك غير مسبوقة , فقد ظلت تنعم بالامن والاستقرار والحياة النشطة والناظرة والزاهية , بحيث لا تنقطع صباحا ومساءا , عكس المناطق الاخرى , التي يسودها القتل اليومي والموت المجاني , فقد اصابها حالة من الرعب والفزع تعم الان بشكل كثيف في المنطقة الخضراء , تتمثل بالنزوح الجماعي والهروب خارج العراق , تفاديا للمصير المجهول , بالانتكاسات الامنية الخطيرة , وحالة التأهب القصوى من معلومات امنية واستخباراتية , التي تؤكد بان المنطقة مستهدفة , وان ساعة الصفر للهجوم الكبير ينتظر الوقت المناسب والملائم , لغزوها بهجوم صاعق يفوق غزوة السجون , ولهذا اتخذت التدابير اللازمة , وحالة الطوارئ القصوى , لتفادي الهجوم المرتقب , بحالة من الاستعدادات الامنية الصارمة , والتي اثارت نوع من الارتباك والفزع , واشارت المعلومات والاخبار الواردة من داخل المنطقة الخضراء , بغلق الشارع المؤدي الى السفارة الايرانية ومنع كافة العجلات والمارة من الاقتراب الى محيط السفارة , وكذلك غلق شارع كرادة مريم المؤدي الى داخل المنطقة الخضراء , واجبرت الموظفين الذين يحملون باجات المنطقة والعاملين في الدوائر والمؤسسات والوزارات المتواجدة في منطقة الخضراء , بالسير على الاقدام , مع التشدد الامني الصارم بعمليات التفتيش , والمرور بنقاط السيطرة المتواجدة بشكل كثيف كل 100 متر سيطرة ونقطة تفتيش . وكشف النائب جواد الشهيلي بان ( جميع المسؤولين من الخط الاول ومن بينهم رئيس الوزراء , لا يبيتون في المنطقة الخضراء , خوفا من استهدافهم من قبل المسلحين ) , ومما يزيد من حالة التوجس والارتباك الشديد , تم تعطيل العمل في مجلس النواب , بسبب التهديدات الامنية , مما احدث حالة من الفوضى والبلبلة , مما اضطرت رئاسة مجلس النواب الى تأجيل جلساته , لورود معلومات امنية جدية , بان بناية البرلمان ضمن الاهداف المستهدفة من قبل قوى الارهاب والجريمة . مما عززت القوات الامنية من تواجدها الكثيف , في محيط بناية البرلمان , وشددت من اجراءاتها الصارمة , واستعانت المنطقة الخضراء بقوات امنية وعسكرية اضافية , وعجلات محملة بالعتاد , للاستعداد لحماية والدفاع , وسدت المنافذ ومداخل المنطقة الخضراء , تحسبا للهجوم المرتقب من قبل العصابات الارهابية والاجرامية , في شن هجهوم مسلح كبير في عقر دار الحكومة , بعد ما امتلكت القدرات والامكانيات والخبرات الكبيرة , في شن هجمات ارهابية على اهداف تمثل عصب الحكومة , واستغلال حالة الضعف في الانهيار الاجهزة الامنية , ان هذا الفشل في الاجهزة الامنية والعسكرية , تتحمله القيادة السياسية , التي ارتكبت اخطاء فادحة وقاتلة , في ادارتها شؤون الدولة والمجتمع , بسياسة كسيحة ومقعدة ومشلولة , باسلوب غياب الرؤية الواضحة والناضجة , وفقدان الحرص والمسؤولية , واختيار عناصر هزيلة ومدسوسة , وعناصر تفتقر الى الخبرة والكفاءة وتحمل المسؤولية , عناصر اختيرت على اساس الولاء الحزبي والشخصي , وبالبيع والشراء , اختيرت عناصر بعيدا عن النزاهة والمعايير الوطنية والولاء للوطن , هكذا تصل الامور المأساوية والمريعة , لاصحاب القرار السياسي , والذين بيدهم الحل والربط , والان يبحثون ويستنجدون بطوق النجاة , لقد انقلب السحر على الساحر