موجة مصرية حارة
ذكراكِ في التاريخ ماضٍ أقدم هرم الزمان، وليس مثلكِ يهرم
وتهيم تحضنكِ القلوب فحسبها لهواكِ في قلب الأحبة بلسم
ما لي سوى قلبي وأحرفُ شاعرٍ بمِشوقه، فَسَلي القصائد تُعلِم
وتقر إنك للدنى أمٌّ لها تفديكِ إن عزَّ السخيُّ المكرِم
والشاهد الأهرام تبقى حاضراً في سرها سبْرُ العجائب أعظم
فلم استحال غداك ليلاً أدْلماً وعلام نهر النيل ماشجه الدم؟!
إني أطلُّ على المشارف حالها بشكاتها يبكي لها مُتَحَمْحِم
وأرى بنيك تهون لُحمتهم فما يبقى بجِلدتهم أخٌ مترحِّم
يتقاتلون، ولم تزل تجري الدما فإذا به وجه العدا يتبسّم
يقتات من صمت العروبة مغنماً من قبلً كان له يخطَُ ويرسم
وذبول مؤتمراته من تحتها غاياتها فيها المآرب تُضرم
ومضتْ بها الأيام، يوم مفجِعٌ يأتي، وآخرُ بالجهالة معتِم
فإذا بها أحداثها قد أسفرتْ عن وجه باغيها، وساد المأتم
هي تلك إسرائيلُ غاية أمْنها ألا يُرى في مصرَ حرُّ مسلم
لتقيم (سيسيَّ) المذابح غِيلةً في وجهه شرفُ الرجولة معدًم
الخادم الوقّاف رهْنَ قرارها في حكمه لغةُ الرصاصة تَحكُم
وحشيّةٌ تبقى الحروف أمامها بوجومها، وصحافها تتقزّم
أقررتَ هذا القمعَ سالبَ حقهم مِن ذا تمصُّ دماً، ومِن ذا تنهم
فالذئب، حتى الذئبُ في عدوانه لا يبتغي العدوان ساعةَ يهجم
فبأيِّما حق جلبتَ به يداً تسعى إلى بطشِ، وأخرى تنعَم
لتبرََ بالباغي، وعارُك لم يزل في أرض مصرَ من المصاب تأزّم
من دكَّ فوق الأبرياء سماءهم فإذا بها، عجياً، تراها، تضرم
من أشبع الباغين عهداً موثقاً قرُّرا العيون على المطارف وانعموا
ومعاقل التعذيب في ظلماتها جدرانها من بطشكم تتألم
إخوانك اقتتلوا، وقبلاً لم تكن أيديهمُـو يجري بهنّ المنقم
الأسخياء بما اشتهى أضيافهم والطيَِبون الخيِِّرون الأكرم
والضاربون طرائفاً يحلو بها سهرٌ تصاحبه الصبابة أنجم
واليوم تفرُقهم براثن حاقد ويبدُ جمعهمُ انشاقٌ ضيِّم
واليوم مصرُ إذا نظرتَ ترى بها عرصاتها تبكي، وشمس تَكلَم
فمن المراهن، والسياسة مغرَم ومن المندِّد، والوصيُّ الضيغم
يأبى الصعيد بأن تُزلزل أرضه إن يبقَ هذا الحال لاتَ المندم
يا من وُكِلْتَ شؤون مصرَ رعيَّها سعياً إلى سَلمٍ، وأنت المجرم
جُرْ إن تَشَأ، واقمعْ، فدونك ساسةٌ لمّا طغوا، علموا الدماءَ لها فم