"نكد"
لا أدري لما ألحظ بشكل جلي نسبة "النكد" المرتفعة في الدم لدى شعبنا الاكرم في كل مرة أهم بها لمغادرة البلاد، فبعيدا عن "النكد" الذي نلحظه في الشوارع والحدائق والطرق والدوائر الحكومية والمدارس والجامعات والمعاهد و"شوفرية" التكاسي والسرافيس و"كنترولية" الباصات و "ابو علي تبع القطايف"، الا أنك حينما تهم بمغادرة البلاد التي كتبها الله موطناً لك لبلاد كان أيضا قد كتب الله زيارة لك اليها، فإنك ستلحظ هذا "النكد" بوضوح أكبر، فإن أنت اخترت طريق الجو للمغادرة -وهذا حال معظم المسافرين كوننا نعيش في "جزيرة" هذه الايام- فستبدأ قصتك من طريق المطار "الأغر"، فرادارات مراقبة السرعة التي ضبطت على سرعة 60 ك/س "ظلماً" ستجدها منتشرة على جانب الطريق "للتوديع"، و "مطبات" الطرق السريعة التي تعتبر اختراع أردني بامتياز ستكون بالمرصاد لتقبيل "شصي" سيارتك الكريمة، أما عند وصولك الى أول حاجز قبل الدخول الى المطار فسيبادرك "عسكري قرفان حاله" بسؤال "لولبي" يتكون من كلمة واحدة ألا وهي "مسافرين؟" بنظرة شك وريبة ، حقيقة أنا تدبرت هذا السؤال المتكرر مرات ومرات فوجدته يقع في سببين اثنين لا ثالث لهما ...... فإما أن الرجل يعتقد أن هذا القادم "هف على نفسه" سماع دوي الطائرات وهي تقلع وتهبط و "جاي يمشي رجليه في المطار" ، أو أنها قبلة الوداع للمسافر بحيث يضخ عليه جرعة "نكدية" تكفي لحين عودته من "بلاد برة". ومع كل خطوة ستخطوها من هذا الحاجز وحتى مغادرة أراضي الوطن ستجد فنون "النكد" بكل ألوانها ، ليس ابتداءاً بحاجز التفتيش عند دخولك للمطار، حيث أنك ستواجه رجلاً "دقر" عابس الوجه، حاجباه ملتقيان، حتى أنك ستلحظ أن الحاجبين قررا بناء جسر من الشعر بينهما لاختصار المسافة بينهما، فيبادرك دائما بالدعوة لـ "شلح القشاط" حتى لا يلتقط الجهاز أي معدن بعد كشفه عن جسمك المصون، وليس انتهاءاً بصاحب كفتيريا المطار الذي ما ان تسأله عن سعر سلعة ما حتى يقذفك بسعر سياحي يعمل على احداث "شورت" عابر متصل ما بين جيبك ودماغك ........
صحيح أننا شعب "ملعون فاطسه"، ونتلقى كل "شلوت" حكومي بالاحتساب عند الله، والمنطقة وأخبارها لا تجعل للفرح علينا سبيلا، الا أنني أستغرب حينما ألحظ المجتمع في أفراحه، فإن نحن أخذنا نتائج "التوجيهي" كمعيار ستنجد أن البلد تتحول الى جبهة مفتوحة شبيهة بجبهة حلب بين "الحر" و "النظامي"، فعدد طلقات "الرشاش" التي تطلق في مناسبة كهذه تكفي لدحر الصهيوني الى ما وراء البحر، وان هي وجهت تلقاء شبه القارة الهندية، فستؤدي الى انهاء الخلاف حول "كشمير"، وان هي أطلقت على الحدود بين "الكوريتين" فستؤدي الى حرب "نووية انشطارية" لا تبقي ولا تذر......
يعني بنظل "مكشرين" سنة وعند نتائج التوجيهي بنطخ بعض من الفرحة .....
دولة عبد الله النسور الاكرم ....
تحية وبعد...
أدرك تماما أن ظاهرة "النكد" موجودة في المجتمع من قبل اعتلاءك للكرسي، لكن أي مقال أنت لست جزءا منه و "سيرتك" لم تذكر في نهايته يعتبر باطل بعين الشعب، تتوارد أنباء في هذه الايام عن استقالتك ، ناشدتك الله هلا عدلت عن ذلك وترفقت بهذا الشعب "النكد" الذي وجد في شخصكم ضالته، فقراراتكم وحسها الفكاهي العالي قد بدأت في تغيير أيامنا وليالينا، فرفقا بالشيوخ الركع، والاطفال الرضع، والبهائم الرتع، رفقا بالقوارير، ونحن على يقين أننا سنجد في دولتكم الاصغاء والرضى لقرار "الجماهير العريضة" ....... دمتم ودامت قراراتكم .....
التوقيع : شعب ملتعن تلتميسو