نصيب الفرد من الدخل

تم نشره الأحد 25 آب / أغسطس 2013 02:41 صباحاً
نصيب الفرد من الدخل
د. فهد الفانك

في المسعى الحثيث للبحث عن السلبيات والإخفاقات لاحظ البعض أن حصة الفرد الأردني من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة أي بعد استبعاد أثر التضخم لم ترتفع خلال أربع سنوات إلا بمبلغ 14 ديناراً.

المقصود أن هذا (الاكتشاف) على فرض صحته يعني إما عقم الاقتصاد الأردني أو الفشل في إدارته ، وهو استنتاج خاطئ لأنه على العكس من ذلك يعني أن الاقتصاد الأردني كان خلال السنوات الأربع الماضية ينمو بشكل لا يكفي فقط لمواكبة الزيادة السريعة في عدد السكان بل يزيد على ذلك بضعة دنانير.

إذا أخذنا بالاعتبار أن السنوات الأربع موضوع البحث هي سنوات الأزمة العالمية والركود الاقتصادي المحلي وحدوث تراجع اقتصادي حول العالم ، فإن المعلومات المشار إليها تعتبر إنجازأً ونجاحاً وليس فشلاً وإخفاقاً.

يضاف إلى ذلك أن دخل المواطن الأردني لا يعني حصته من الناتج المحلي الإجمالي ، فهناك دخول أخرى لا تدخل إحصائياً في هذا الناتج مثل حوالات المغتربين والمنح العربية والأجنبية.

الناتج المحلي الإجمالي يقيس القيمة المضافة التي ولّدها الاقتصاد داخل حدود الوطن ، سواء قام بالإنتاج أردنيون أم غيرهم من العمالة الوافدة ، وهو مؤشر لقياس مستوى النشاط الاقتصادي في البلد ، ولكنه لا يصلح لقياس حصة الفرد من الدخل خاصة في بلد كالأردن منفتح على العالم الخارجي.

المؤشر المناسب لهذا الغرض هو الناتج القومي الإجمالي ، وهو يمثل الناتج المحلي الإجمالي مضافاً إليه حوالات المغتربين الأردنيين ، وفوائد الودائع الخارجية ، وأرباح الاستثمارات الأردنية في الخارج ، والمنح الاجنبية الواردة ، مطروحأً منه حوالات العمال الوافدة إلى بلدانهم ، وأرباح البنوك والشركات الأردنية المحولة لمستثمرين في الخارج ، وفوائد القروض الأجنبية التي تدفعها الحكومة ، والفوائد المدفوعة على ودائع غير المقيمين في البنوك الأردنية.

الحصة الحقيقية للفرد من الدخل السنوي هي حصته من الناتج القومي الإجمالي وليس الناتج المحلي الإجمالي ، وعلى الذين حاولوا تسليط الأضواء على نقاط الضعف والسلبيات أن يعيدوا حساباتهم ، ويحسبوا لنا حصة الفرد الحقيقية من الدخل بالأسعار الثابتة انطلاقاً من الناتج القومي الإجمالي.

النتيجة: الاقتصاد الأردني استطاع أن يغطي النمو السكاني ويسبقه قليلاً ، وأن يرفع حصة الفرد من الدخل حتى في السنوات العجاف الأربع الماضية.

( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات