في الذكرى الثالثة لوفاة المقدم المتقاعد عاطف عبد الكريم القاضي
يصادف يوم 29/8/2013 الذكرى الثالثة لوفاة المقدم المتقاعد عاطف عبد الكريم القاضي ويبقى في قلوب الرجال للرجال وقار عندما يكون لهؤلاء الرجال ما يستحقون من وقار لقاء ما عملوا ويكن لهم من المواقف الطيبة وعندما تكون المواقف مشرفة وعندما يكون الانجاز عظيم وعندما يكون التفاني لخدمة الوطن والذود عنه في اعلي سلم أولوياتهم رجال سيذكرهم التاريخ وسجلهم خالد في سفر الوطن والسجل الخالد الذي نقلب صفحاته اليوم في الذكرى السنوية الثالثة لوفاة المقدم المتقاعد عاطف عبد الكريم القاضي يرحمه الله مدون فيه تراكمات انجاز يفوق الانجاز ويقرا منه تاريخ دون عبر عقود من الزمن الذي مضى نستذكر منها أروع الأمثلة في الرجولة والقيم الطيبة والمعاني الجميلة التي كانت سائدة ، ونحن نستذكر سيرة قائد من رجال البادية الأردنية الأشاوس " نشمي البادية " كما سماه جلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال ،و هو أحد أبناء الوطن ومن أبنا عشائر الوطن الضاربة في جذور التاريخ الحافل بالتضحية و المستند للانتماء والولاء الأصيل إلى منبع العروبة والإسلام و الانتماء لهما ولد وعاش في بلدة حوشا البلدة التي هي قطب الرحى لمضارب بني خالد في المملكة الأردنية الهاشمية وجنوب سوريا حيث هي مقر مشيخة القاضي بني خالد برئاسة زعماء تمرسوا فن القيادة والزعامة والحكمة وممارسة مهام القضاء العادل المشهود له في بلاد الشام قاطبة وأطراف الجزيرة العربية ، اقتفاء لأثرهم ومآثرهم الطيبة يعمل من يحب للخير أن يدوم والعدل أن يسود. عاطف عبد الكريم القاضي قد التحق بالجندية منذ أن كان في ريعان الشباب تدرج بالخدمة في شرطة البادية بمناطقها المختلفة وعايش ظروفها الصعبة ليترقى بالتدريج إلى رتبة مقدم بأقدمية ومارس العمل القيادي مبكرا حينما كان يتابع القضايا التي كانت تقع في مناطق البادية فتوسعت مدارك الرجل بفطنته ومتابعته منه ومرهف إحساسه ولباقته وحنكنه هو يؤدي أمانة المسؤولية الأمنية بمسار عشائري رائع يرضي أطراف المتخاصمين بشكل يؤلف القلوب ويمنع وينزع منها العداوة والبغضاء بالاحتكام للعرف الطيب الأصيل ممن يرغب عدم متابعة القضايا لدى المحاكم و بينما هو يشرف على متابعتها بتوجيه من قيادة اختطت نهج العدالة والسماحة والتيسير على أبناء البادية في ظروف تواجدهم البعيد عن المدن والقرى ليكفيهم عناء مراجعة المحاكم التي تطول المراجعات لها بينما تنتهي قضايا أبناء البادية في جلسات بيت القاضي العشائري و يلتزم بها أبناء البادية طوعا وعن قناعة منهم حسب ما اعتادوا عليه . ذكر طيب لأبى عبد الكريم تمثل بحسن تعامله مع الناس باللباقة والأدب والتواضع ينم عن خلق عالي التهذيب الممزوج بخلق التدين السمح وبحرفية رجل الأمن المتمرس لمهام عمله وطيب الأساس الذي درج منه بتقوى من الله وحب العمل الخير بمساعدته للناس احتار من أين أبدا ومن أين انتهي مع بداية ما تعرفت على هذا الرجل إبان كان قائد لمعسكر شرطة البادية بداية في الشهر الحادي عشر من عام 1980 و برتبة ملازم2 حينها كانت مديرية شرطة البادية بقيادة المقدم عنبر دهش الجازي بينما ضباطها معدود ين على أصابع اليد الواحدة فكنت أجد فيه من الطباع تقربني منه لتتجسد أكثر قرباً منه في الشهر الأول عام 1990 عندما نقلت من منطقة الصفاوي للعمل في الجيزة بينما كان ابي عبد الكريم قائداً لها وتوطدت العلاقة به و أنا اعمل بمعيته عن قرب بارتباط مباشر معه لمدة ستة أعوام تعرفت عليه شخصيا أدركت أن المهام التي كان يؤديها من خلال التوجيهات لزملائه واستباقه لكثير من الحوادث والتوقعات خلقت لدى المرتبات ارتياح و جاهزية عاليه كما أن سعة اطلاعه ونواصله مع المجتمع المحلي وثيق الروابط مع كل العشائر وقادتها مما سهل مهمته في عملة الأمني ليزيد من حب المجتمع له من خلال مشاركته لهموم الناس والتفاعل الايجابي مع المحيط الخارجي ليسهل عمل الجهاز الأمني الفاعل الذي يترأسه سنين طويلة وللتواصل خدمته قائدا للمنطقة من رتبة نقيب إلى رتبة مقدم في خدمة متواصلة بهمة عالية ما عرفت الوهن والتعب بالتعاون الفعال مع جميع الأجهزة التابعة للدولة مخلصا لعملة انتماء و ولاء للقيادة الهاشمية وحب العمل الذي يؤديه لتوفير الأمن والطمأنينة للوطن واستمرار منعته واستقراره،كثير من المهام والواجبات التي أطلع بها ذلك القائد من مسيرة حياته الحافلة بالتضحية والإقدام وهو يقود أشاوس جنود البادية في مهمات حفظ الأمن وبسط هيبة الدولة ومنع وصول المخاطر للوطن عبر المنافذ الحدودية يوم كانت قيادة البادية وحرس الحدود في أعلى قمة تفوقها الإداري والخدمي الأمني بسراياها وكتائبها بقيادة سيادة الشريف فواز زبن عبد الله فكان أبي عبد الكريم في مقدمة الرجال الرجال جنود الوطن من الذين أوقفوا بؤر الشر حينما أراد عصابة الأشرار محاولة استقدامه للبلاد وصدره الطاهر شاهد على التصدي والصمود الذي كسر إرادة المعتدين بهمم عالية لجنود تربوا على تلك القيم وليندحر الشر إلى غير رجعه بعون الله وفي الوطن من أمثال الرجل الذي التحق بالرفيق الأعلى وهو لا يستجدي لشهادة من احد حيث بين ظهرانينا من شهد وقائعه الطيبة لا استعرض التفصيل لكن أوجز فصدور زملائه تنبئ حقيقة الرجل الذي لم أشهد أن حاكم جندي من جنوده بحسم الراتب أو أجتزئ منه بالقطع لقاء ذنب أو مخالفة إدراك منه أن الراتب الذي يحصله العسكري ملك لأسرته لأنه يعتبر تلك العقوبة لأسرة العسكري وسجل الجزاءات في شرطة منطقة الجيزة يشهد على ذلك بينما محاكمته توجيه وتوعية تجعل العسكري يتحرج أن يكرر المخالفة.
إلى الروح الطاهرة للرجل التي فاضت إلى بارئها وهي تؤدي أمانة المسؤولية والحرص على الوطن وحبا لله ولرسوله وال بيت النبوة الطاهرة بما قدمت وعملت وأنجزت وساهمت في جهد رائع وسجل حافل وعطاء وتضحية يحسب للوطن ومساهمة لتالف القلوب على حب الوطن واستمرار استقراره ألف ألف تحية والدعاء لله جلت قدرته أن بتكفله بعنايته ويشمله بكريم عفوه ورضوانه وان يكرم نزله ويعطيه سؤله وأن يحفظ له الخلف الطيب والرفيقة الصابرة الذين علمهم كل المعاني الطيبة بهمة عالية ورصيد من الأحبة الذين هم أحبة لأبي عبد الكريم وأشقاءه لنبقى في ذكراه كما يليق به مكرر القول:
بالذاكرة عاطف وهو بالثرى ملحود
القايد اللي بمعروفه الطيب أسرنا
له بيننا من المحبين حشود
أبو العبد زاملناه عدة سنين بعملنا
واعرف القاضي معرفة لأقصى الحدود
بقيادة بادية زيزياء أوفى بما وعدنا
ظهر الخوالد كان به مسنود
بالدعم المتواصل والتوجيه أسندنا
المرتبات تفخر به وهو لها يقود
وعنده من الحظوة والقيادة حصلنا
ابهر بلباقته جموع البدو والحشود
وأنهى قضايا صعبة لمن جاه وتعنا
لأجل الوطن نلقى بالصدر رصاص بارود
لما الحاقد حاول مس امن بلدنا
حينها بالمدينة الكل له يتعود
والتكريم اللي ناله من قائد وطنا
لنبأ وفاته سالت الدموع فوق الخدود
وسرعة فراق العزيز بجد آلمنا
العزاء انه أبقى بيننا أسود
ونرجو الله فيهم ما يخيب الظنا
ودعناه ابن عم بيننا معدود
ويا رب فوزه بالجنة كما نتمنا
الموت حق والكل منا له مارود
وما يندرا متى أجل كل منا
عبد الكريم أصبر على فراق العود
وأسترجع وقل يا رب بمصابنا تأجرنا
يرحمه الله سيبقى ذكراه الطيب ياسر القلوب كلما حل ذكراه تكريما للقيم التي اكتنزها.
قاسم عوض الخالدي