حيث سقط السفاح!

تم نشره الثلاثاء 27 آب / أغسطس 2013 12:27 صباحاً
حيث سقط السفاح!
نبيل بومنصف

يصعب في مناخ الرعب الذي عممه التفجير المزدوج في طرابلس أي كلام بارد. لكن هذا الهول الذي حصد عشرات الشهداء ومئات الجرحى في صفوف ثانية أكبر المدن اللبنانية واكثرها فقرا انقلب على السفاح لأنه أقام ما لم يحسب له اطلاقا في جريمته الجماعية التي اراد منها اشعال العنف المذهبي على مستوى وطني شامل. لم تكن المرة الاولى تتظهر معالم رفض اللبنانيين للفتنة والسقوط في حرب اهلية، ولكنها كانت ذروة التعبير هذه المرة. رأى كل لبناني لم تطله يد السفاح بعد نفسه الضحية التالية كما استحضر كل لبناني سبق ان احرقته مفخخات السفاح المعاناة المرعبة.

قد لا يقيم السفاح اعتبارا للورود التي تعاقبت نسوة الضاحية الجنوبية على وضعها على نصب ضحايا الرويس وطرابلس في الرويس لأن عقلا نازيا كهذا لا يفقه معنى وحدة الدم. وقد لا يصل الى مسامعه ان المجلس الاسلامي الشيعي يقيم مجلس عزاء على ضحايا الشيعة والسنة في المنطقتين اللتين توأمتهما الشهادة الاكبر في تاريخ ربط لبنان عنوة وقسرا بالحرب السورية. وهو قطعاً لا يدرك معنى شعارات مسيحية سرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل تدعو المسلمين الى الصلاة في الكنائس بعدما رفع السفاح وتيرة ارهابه في استهداف المساجد.

هذا السفاح، الذي تكشف خطة استباحته الارهابية للبنان انه صاحب المراس الاطول في ترويع لبنان، سقط البارحة وسيسقط في اي تجربة جديدة يعرف الجميع انه سيمضي اليها في ما لم يحسب له لا هو ولا حتى كثر من اللبنانيين انفسهم. الناس في لبنان باتوا هم القضية. ولأنهم الضحايا المتروكة من دون دولة والعزل من الحماية والمفتقرون الى عمالقة رجال الدولة المنقذين باتوا يملكون السلاح الامضى لرد هدف السفاح الى نحره. هو سلاح رفض السقوط في الهوة مهما كلف الثمن، مع كل ما ينتابهم من أمراض الطائفية والمذهبية والعصبية السائدة.

قد يكون مشهد نقل الاشلاء في طرابلس على عربات الخضر يختصر مأساة المدينة المفتقرة الى الحد الدنى من البنى أكثر من أي شيء آخر. مع ذلك نهضت هذه المدينة من الكارثة تنادي بالدولة وترفض الامن الذاتي. سقط السفاح كذلك حين استعاد الناس في غمرة الحداد والحزن العارم كلاما كدنا نظنّ أنه غادر لبنان الى غير رجعة، كلام الوحدة في الدم والحياة والمعاناة. يقولون إن بعضه الكثير تكاذب. ولكن متى نثق بأن الناس يرفضون الفتنة اذا لم نفعل اليوم؟ لبنان الناس كله يقاوم الفتنة ولو لم يكن كذلك لما شن عليه السفاح حربه الارهابية، ولا قيمة بعد هذا لأي تنظير وثرثرة. كل هذا رسمه نهر دماء، والمهمّ أن نصدق ان اللبنانيين يقلبون المعادلة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات