مؤيدو النظام السوري لا يقلون اجراما عن الرئيس السوري و اسرائيل معا
بات من الضروري ايقاظ هؤلاء المؤيدين حتى لا يساعدوا في سقوط دولة عربية اخرى و ليس من باب تغيير مواقفهم تجاه النظام السوري لانه لم يعد هنالك امل في بقاء النظام السوري او رؤية الوطن السوري الذي كنا نعرفه من جديد "
من الصعب جدا ان ترجع عقارب الزمن للخلف لنبادر بالحفاظ على سوريا كوطن و كشعب بما امتلكنا من قوة , فلقد اثبتنا كما على الدوام اننا امة لم تعد تتعلم مطلقا من تجاربها حتى و لو كانت مريرة و قاسية في حلوها و مرها .
فالمراهنون على عظمة و قدسية النظام السوري خسروا جميع رهاناتهم و افقدونا وطنا كنا نشتم منه رائحة السفرجل و المشمش و نتطلع لرؤيته دولة صناعية عظيمة من دول غرب اسيا و نفاخر بقوتها العسكرية لتكون صدا و ندا لاسرائيل بالفعل لا بالقول .
قالوا ان المتظاهرين ليسوا الا شرذمة قليلة لا تمثل الشعب فكيف استطاعوا الصمود في وجه الدولة باكملها لاكثر من سنتين ؟ّ!
قالوا بانهم سيضربون اسرائيل فلم يفعلوها مرارا ؟ّ!
قالوا ان هنالك دعما ارهابيا ( المجاهدين العرب ) و ( النصرة ) و جيش العراق و بلاد الشام الاسلامي و لا نعرف ماذا قالوا ايضا ) ساهم في مد عمر الحرب فلم يستطيعوا ابادتهم رغم ان طريق ايران و العراق و روسيا مفتوحة للنظام السوري لمرور الاسلحة على مدار الساعة ... فبالله علينا و عليكم ... ما هي هذه الاسلحة الجبارة و الفتاكة التي امتلكها المجاهدون و هؤلاء الشرذمة القليلة كما يدعي النظام السوري تسميته بهم و التي فاقت قوة ما يمتلكه النظام السوري ؟! رغم ان الحديث عن هؤلاء الجماعات الجهادية و الارهابية لم يبدا الا بعد عام من انطلاقة ثورة الشعب السوري .
قالوا اننا نقاتل ارهابيين فهل الذين سقوط و قد تجاوزا المائة الف ارهابي و اذا كانوا كذلك فكم بقي من هؤلاء الارهابيين على قيد الحياة ؟ّ هل بقي عشرة ام عشرين مليون ارهابي ؟!
استفيقوا يا مؤيدو النظام السوري ... فالحرب لم تدم الا لان الغرب و اسرائيل يريدها ان تدوم و تطول لتنهك سوريا كوطن , و تدمر سوريا كوطن لانها تعلم جيدا ان دمار سوريا يخدم اسرائيل في المقام الاول و الاخير ... بحيث لن يبقى ما يشكل لاسرائيل اي قلق في المستقبل و سيعاد تجهيز الجيش السوري مستقبلا و من جديد تحت رقابة اسرائيلية و امريكية و غربية .
لقد سنحت لنظامكم السوري فرصة تاريخية ليتحلى بصفات القائد العظيم عندما خرج الشعب مسالما طالبا اسقاطه و لم يبادره بتحقيق امنيته حفاظا على سوريا و شعبها ... لقد اراد ان يثبت لنفسه و لاقليته و للشعب السوري انه الناصر صلاح الدين الايوبي فلم يسعفه التخمين و لكن اسعفه سوء حظه المهين .
ها قد خسرنا و اياكم - و نحن نتخوف من تدخل غربي عسكري وشيك للإنقضاض على ما تبقى من قوة سوريا العسكرية و تدميرها تحت ذريعة اسقاط نظام الاسد – خسرتم صنما و خسرنا وطنا ...
ربح الشعب السوري كرامته و حريته بالروح و المال ...
و للأسف ربحت اسرائيل كعادتها بسقوط دولة عربية اخرى لتكمل لعبة الشطرنج التي قاربت على الانتهاء .
ختاما ... لا يمكننا باي حال من الاحوال ان نحمل شعبا باكمله مسئولية سقوط الدولة بينما نبرر لنظام فاسد و مجرم و اناني و غير حكيم سوء فعلته و ما سيجره على منطقتنا من ويلات مستقبلية .
و لعل في مقولة الشابي الخالدة كانت ماثلة في ذهن النظام السوري و مؤيديه حسب ما اعتقد ... اذا الشعب يوما اراد الحياة ... فلا بد ان يستجيب القدر .
اما نحن فلا يسعنا الا ان نقول للشعب السوري العظيم ما رثانا به شاعرنا الكبير ابراهيم طوقان :
كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء و لا العويل
و انهض و لا تشك الزمان فمـا شكـا إلا الكسـول
و اسلك بهمتك السبيل و لا تقل كيف السبيل
ما ضل ذو أمل سعى يومـا و حكمته الدليل
كلا و لا خاب امرؤ يومـا و مقصده نبيل !