دولارات البنوك لتمويل العجز!

تم نشره الخميس 29 آب / أغسطس 2013 01:21 صباحاً
دولارات البنوك لتمويل العجز!
د. فهد الفانك

اكتشفت وزارة المالية مؤخراً كنزاً جديداُ من الدولارات التي يمكن استخدامها في سد العجز المتفاقم في الموازنة العامة، فقد طرحت سندات بمبلغ 500 مليون دولار قبل عدة أشهر واتبعته بإصدار آخر من السندات هذا الشهر بمبلغ 650 مليون دولار، قامت البنوك المحلية بتغطية الإصداريين، لأن الفائدة التي ستدفعها الحكومة تصل إلى 74ر4% سنوياً، مع أن البنوك لم تكن تحصل على أكثر من 1% على ودائعها في الخارج أو في البنك المركزي، خاصة وأنها تدفع للمودعين بالدولار فوائد رمزية لا تتجاوز 1% في أحسن الحالات!.

العملية كما هو واضح مجزية ومريحة، وسعر الفائدة في منتهى السخاء، ويفترض أن الخطر مغطى بحوالي 75ر3% سنوياً أو 25ر11% خلال مدة القرض البالغة ثلاث سنوات.

الحكومة لا تجد نفسها مغبونة بشروط هذه السندات لأن البديل أن تطرح إصداراتها بالدينار وتدفع عليها فائدة أعلى.

الاقتراض الداخلي بالعملة الأجنبية يخلق أوضاعاً جديدة توحي بأن بالإمكان استهلاك الكعكة والاحتفاظ بها في نفس الوقت، ذلك أن البنوك ستظل تحسب موجوداتها من سندات الحكومة بالدولار ضمن موجوداتها بالعملات الأجنبية، والبنك المركزي يحصل على الدولارات ويضيفها للاحتياطي ويدفع مقابلها للخزينة بالدينار، وبذلك تتضاعف موجودات المملكة بالدولار ولكن على الورق، فالدولار المطلوب من الحكومة ليس دولاراً للاغراض الاقتصادية.

عندما تستحق هذه السندات لن يكون مع الحكومة ملايين الدولارات لتسديدها، بل ستطرح سندات جديدة بمبالغ أكبر تستعمل حصيلتها في تسديد السندات القديمة أي أن البنوك سوف تسدد نفسها.

هذه اللعبة مورست في لبنان حيث اقترضت الحكومة اللبنانية مليارات الدولارات من البنوك، وما يقال عن موجودات الجهاز المصرفي اللبناني بالدولار ليس في الواقع دولارات حقيقية قابلة للتحويل، بل قيود دفترية على حساب الحكومة اللبنانية التي لا تملك أية دولارات.

كنا نتحدث عن مزاحمة الخزنية للقطاع الخاص في الحصول على سيولة البنوك، وكان الأمر يقتصر على شفط الخزينة لسيولة البنوك بالدينار، أما ألان فالخزينة جادة في شفط سيولة البنوك بالدولار أيضاً، وبذلك لا تستطيع الأخيرة تلبية طلب القطاع الخاص لا بالدينار ولا بالدولار.

من الناحية الواقعية تقوم البنوك بجمع السيولة من الجمهور وتقديمها للحكومة لتمويل النفقات الجارية فلا غرابة إذا قامت مؤسسات التصنيف الدولية بتخفيض مرتبة بعض البنوك الأردنية الكبرى بسبب المبالغة في إقراض الحكومة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات