ضربة أو لا ضربة: النظام انتهى

تم نشره الجمعة 30 آب / أغسطس 2013 02:27 صباحاً
ضربة أو لا ضربة: النظام انتهى
علي حماده

عندما اتخذ الايرانيون قراراً استراتيجياً بالتدخل الشامل في القتال على الأراضي السورية، وأدخلوا "ذراعهم" الأمنية - العسكرية في لبنان "حزب الله"، خارقين بذلك سياسة تقليدية بنيت على أساس أن "حزب الله" هو قاعدة متقدمة للنظام في المشرق العربي يتم التعامل معها على انها "قوة احتياط استراتيجي"، كان من الواضح أن النظام في سوريا بلغ مراحل متقدمة من الوهن والاهتراء، وأنه ما لم يتم التدخل بكثافة وشمول ليس بالسلاح فقط، بل بقوات مقاتلة جديدة وحسنة التدريب، فإن النظام آيل الى الانهيار خلال صيف ٢٠١3. كانت هذه مقدمات توريط "حزب الله" في القتال في سوريا بقرار ايراني مركزي نفّذه الحزب بلا تردّد، مع العلم أن معلومات رشحت من اجتماع مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي مع الامين العام لـ"حزب الله” السيد حسن نصرالله في مطلع شهر ايار ٢٠١٣ أفادت ان نصرالله سارع لدى تبلغه القرار الايراني الى تحذير المرشد من أن التدخل الشامل للحزب ستكون له كلفة عالية على المستويين البشري والسياسي، فجاءه الرد بالتورّط أياً يكن الثمن. ثم تسرّبت معلومات عن لقاء بين نصرالله واحدى الشخصيات العربية التي زارته سراً في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث نقل عنه قوله لزائره انه لولا دخول "حزب الله" بقوّة في القتال الى جانب قوات بشار الأسد لسقط النظام.

تشي آخر فصول الازمة السورية التي نشهدها راهناً بهشاشة النظام في سوريا. فقد تورّط أو جرى توريطه في عملية القصف بـ"غاز السارين"على نحو أدى وسيؤدي الى شطبه من معادلة المفاوضات المنتظرة في "جنيف -٢". ففي كل الأحوال لن يكون بشار جزءاً من العملية السياسية التي يتم الحديث عنها بوصفها نتيجة مباشرة للضربة الغربية المقررة. فهل يكون المطلوب إسقاط جزء من النظام (آل الأسد وبطانتهم) والإبقاء على ما تبقى من النظام (الدولة العميقة) لمرحلة التفاوض في جنيف، وما بعدها؟

كل السيناريوات المتعلّقة بالمرحلة المستقبلية في سوريا تضع مجموعة آل الأسد خارج المعادلة. وفي حين تضع روسيا في صلب "جنيف -٢" ومرحلة ما بعد الأسد، فإنها تضع ايران خارج المعادلة، باعتبار أنها فقدت "الجسر" السوري نهائياً، ولم يتبق لها سوى "حزب الله" المحصور في لبنان، وبوظيفة أكبر من قدراته بعدما سقط النظام في سوريا من الناحية العملية.

تشير الوقائع الى الآتي: ان الضربة الغربية حاصلة، ولكن النظام سقط من الداخل بانهيار ثقة دوائره الضيقة بالاستمرار طويلاً، وذلك حتى قبل أن تحصل الضربة. من هنا قولنا انه بضربة أو بدون ضربة، فقد انتهى النظام حقاً. والمسألة مسألة وقت ليكتمل الفصل الأخير الذي أشرنا اليه آنفا: "جنيف -٢" برعاية أميركية - روسية تضم المعارضة وحلقة من "الدولة العميقة" في النظام السابق. وبشار من الماضي، حياً كان أو ميتاً.

( النهار اللبنانية )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات