كيف سيرد نظام بشار وحلفاؤه؟

تم نشره الأحد 01st أيلول / سبتمبر 2013 02:08 صباحاً
كيف سيرد نظام بشار وحلفاؤه؟
ياسر الزعاترة

إذا تحدثنا ابتداءً عن ردود فعل النظام وحلفاؤه على الضربة الأميركية المتوقعة في غضون أيام، وربما ساعات ما لم تحدث مفاجآت جديدة، فلن نعثر سوى على سيل من العنتريات التي واصل بشار إطلاقها هنا وهناك، حتى سجل عددا لافتا منها خلال أيام (دعك من المسؤولين الآخرين).

إيران بدورها لم يبق فيها زعيم؛ من خامنئي، وحتى الناطق بلسان الخارجية، مرورا برئيس مجلس الشورى والزعماء العسكريين ووزير الخارجية، فضلا عن الرئيس (روحاني)، لم يبق أحد إلا وتحدث في الأمر، ودائما بذات العبارات تقريبا، والتي تتلخص في حكاية الكارثة التي ستطال عموم المنطقة.

وحده قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والرجل الذي يمسك عمليا بملف التمدد الإيراني في الخارج؛ من العراق ولبنان، وحتى آسيا الوسطى وأفغانستان والخليج، وحده الذي هدد وتوعد قائلا: إن “بلاد الشام هي معراجنا إلى السماء وستكون مقبرة الأميركيين”، مضيفا أن “أي جندي أميركي ينزل من طائرته أو يغادر بارجته إلى سوريا عليه أن يحمل تابوته معه”، مع أن أحدا لم يقل إن الجنود الأميركان سينزلون من طائراتهم أو سيغادرون بوارجهم!!

لا حاجة لذكر المسؤولين العراقيين الذين ينضوون ضمن ذات الحلف الإيراني، لكنهم لا يحبذون الدخول في إشكالات مع الأميركان، ويكتفون تبعا لذلك بإمداد النظام بالسلاح والمال والنفط، فضلا عن آلاف من المقاتلين الشيعة الذين يقول نظام المالكي: إنه لا صلة له بهم، وإن كانت هناك صلة بأركان ووزراء في حكومته. ولا داعي هنا للسخرية من حديث رجال المالكي عن رفض التدخل الخارجي، هم الذين جاؤوا أصلا على ظهر الدبابة الأميركية.

وحده حزب الله الذي التزم الصمت في الأزمة القائمة، فلا هدد ولا توعد، أقله حتى كتابة هذه السطور، ولعله غموض مقصود، ربما لعدم الحاجة إلى الكلام، لاسيما أن الحزب منخرط عمليا في المعركة داخل سوريا وسقط له فيها مئات من عناصره، ولا حاجة تبعا لذلك لأن يحدد موقفه، وعموما ليس ثمة “بين الخيِّرين حساب” كما يقول المثل، وما تقوله إيران ينسحب على بقية الحلفاء، بخاصة حزب الله الذي لا يخفي تبعيته للولي الفقيه في طهران.

لكن السؤال الأكثر أهمية يبقى ذلك المتعلق بالرد العملي، وليس الكلامي على الضربة العسكرية المتوقعة، هذا في حالة الرد بالفعل، وليس الاكتفاء بالانتظار، فضلا عن المشاركة العملية الداخلية كما في حالة عناصر حزب الله، وكتائب الشبان الشيعة القادمين من خارج سوريا، وكذلك حال الخبراء الإيرانيين الذي يشرفون ويخططون، بل ويديرون جزءا حيويا من المعركة.

في السياق الإسرائيلي، وكما تعكس ذلك وسائل الإعلام، يمكن القول: إن نتنياهو مطمئن إلى حد كبير إلى أنه لا النظام السوري، ولا إيران وحلفاءها سيستهدفون كيانه، والسبب يتمثل في الخوف من توسيع نطاق المعركة بحيث تتطور من كونها مجرد ضربة رمزية أو تأديبية أو “محدودة”، كما قال أوباما إلى معركة لإسقاط النظام، أو حتى إلى معركة لتغيير ميزان القوى، وهنا يمكن القول: إن قوات حزب الله والكتائب الشيعية ستكون حاضرة في المعركة إذا شهدت تقدما للثوار من الشمال والجنوب.

لكن العقل لا ينتصر دائما كما ذهب أحد المحللين الإسرائيليين، ويمكن أن تكون هناك ردود ما يقابلها الطرف الصهيوني برد مماثل، مع العلم أن نتنياهو سيبقى حريصا على ألا تتجاوز المعركة حدود التأديب، وفي أحسن الأحوال بعض تغيير في ميزان القوى تبعا لإمكانية أن يتبعه حل سياسي (بتفاهم مع الروس) يضم سوريا إلى “محور الاعتدال”، ويحول أيضا دون سقوط البلد في هاوية الفوضى وسيطرة الجهاديين، أي أنه سيحرص على أن لا تذهب الضربة بعيدا حد إسقاط النظام.

وفي هذا السياق تحضر روسيا من دون شك، إذ إن حرص موسكو على أمن تل أبيب لا يزايد عليه حتى حرص أوباما نفسه، ولن تغامر إيران وحلفاؤها بإغضاب موسكو من أجل الظهور بمظهر المقاوم. ألم يصمتوا صمت القبور قبل أسابيع على قصف الطيران الصهيوني لشحنة صواريخ “ياخنوت” الروسية المضادة للسفن في ميناء اللاذقية؟ ألم يصمتوا على هجمات سابقة أيضا؟ ألم ينسوا الرد على اغتيال عماد مغنية؟!

لا أحد في حالات الحروب يمكنه التكهن بالتفاصيل ولا بالتداعيات بشكل كامل، لكن ما هو متاح من معطيات لا زال يشير إلى أن النظام وحلفاءه لن يردوا على هجوم الغربيين بضربات على إسرائيل، فضلا عن دول الجوار، وإن بدا أن الأمر في الحالة الأخيرة لا يحتاج لكثير جرأة كما هي الحال فيما خصّ الرد على الكيان الصهيوني.

هي ضربة صممت لخدمة إسرائيل أولا، وهيبة أوباما ودولته ثانيا، ولا صلة لها بمصالح الشعب السوري، فضلا عن الأمة، ولو كانوا جادين في نصرة الشعب لما ضغطوا لمنع السلاح النوعي عن ثواره، ولذلك فهي مؤامرة ضد الثورة وضد ربيع العرب شارك فيها النظام برفضه لمطالب الناس، لكن شبيحته لا يريدون الإقرار بذلك تحت وطأة مواقف مسبقة معروفة.

( المصدر : الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات