هل من حملة لمصادرة الأسلحة مِن المركبات!
ما المُبرِّر لأن تتواجد في مركبات تقودها فئات شبابية وغيرها مسدَّسات وبندقيَّات وأسلحة حادة مختلفة الأشكال والأحجام والاستخدامات إلى جانب عِصِيٍّ كهربائية؟ وتأخذ تلك الأسلحة في العادة موقعها إمَّا في صندوق المركبة أو في الجَّيب الداخلي الأمامي أو تحت مِقعد السائق لتكون في متناول يده عند اللزوم! إنَّ هذه الظاهرة الخطيرة التي تفشت وانتقلت عدواها لشريحةٍ غير ضئيلة من أبناء مجتمعنا تُحتِّمُ علينا أن نقرع ناقوس الخطر بكل قوة. آخذين بعين الاعتبار أن تواجد أسلحة في المركبات يُحَفِّز على العنف وخاصة بين جيل الشباب الذين قد يُفرِغون برَمشة عينٍ شُحنات سلبية بداخلهم، أو على نحوٍ أوضح سَرعان ما تتقد عندهم، لعدم تمكنهم من التحكم بانفعالاتهم أو لأقلِّ استثارة، حالات وجدانية ومزاجية تُفضي إلى مواقف مثيرة!
ويجب الاعتراف، إلى أن تلك الأسلحة من مسدسات وبندقيات هي غير مرخَّصَة وتحتفظ بها فئة في مركباتها من باب الزَّهو والاعتداد بالنفس - شوفة الحال- على خطورة الأمر.. كذلك فإن توفرها، أو توفر الأسلحة الحادة بأنواعها المختلفة لدى البعض الآخر لا يكون بهدف الدفاع عن النفس إزاء أخطار معينة حقيقية، بل "هي جزء من فسيولوجيا العدوان وفسيولوجيا الانفعال" كما يقول علماء النفس.
ولوضع الأمور في نِصابها، ومن باب تفعيل القوانين والأنظمة، وكي لا تقود أيّ شخص نوبة انفعال أو سلوكٍ غاضبٍ، في غير محله، قد يجُرُّ لمضاعفات غير محمودة، فإن المأمول أن يصار إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمراقبة ومصادرة أدوات القتل والاقتتال من المركبات من خلال حملة منظَّمة تقوم بها الجهات الأمنية المشهود بيقظتها وحكمتها وحُسن تدبيرها ومعالجتها للأمور. إنَّ مثل هذا الأجراء سيكون له أثره في وقف مظاهر العنف والاقتتال بين طلبة الجامعات التي تُطلُّ علينا بين الحين والآخر. وربما تُفضي تلك الحملة لكشف جوانب أخرى غير متوقعة، في إماطة اللثام عنها ما يفيد مصلحة بلدنا الغالي.
وفي السياق عينه، نتساءل إلى متى يستمر إطلاق الرصاص الحيّ في الأعراس والمناسبات، وهل لا يقوم العرس ولا تتم فرحة التخرج أو غيرها من مناسبات إلاّ بعد تفريغ المسدسات والرشاشات في فضاء موقع الاحتفال وفوق رؤوس المدعوين ؟ وفي الوقت الذي يزهو فيه مُطلِقُ الرصاص ويعتدُّ بنفسه وسلاحه تجد القوم في المكان في حالة رعب وهلع، من مأساة قد تقع، فتحيل الفرحَ إلى ترحٍ مغمَّسٍ بالدماء. أما جيران موقع الاحتفال فتراهم وقد رجفت قلوبهم من وصول طلقة طائشة من شُرفة أو نافذة تُنهي حياة أحد الأعزاء عليهم. ولعل ما يستفِزّ الناس، أن يدَّعي مُطلِقو الرصاص أمام المدعوين أنهم أخذوا موافقة على ذلك من مرجعيات مختصة أو من متنفِّذين لهم صِلات معهم. هذا الأمر يستحق المتابعة من الدوريات المختصة، ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أيّ شخص يثبت انتهاكه للقانون، ونكاد نجزم أن الأسلحة المستخدمة في هذه المناسبات غير مرخصة وغير مثبته في قيود من يعنيهم الأمر!
حنا ميخائيل سلامة
كاتب وباحث